عائض القرني : أبشركم.. الإسلام يجتاح العالم وهذا يرعب أساطين الغرب
- بؤر التوتر والفتن في سوريا والعراق والصومال وأفغانستان
- الدخول لقلوب الناس بالرفق والكلمة الطيبة هو "السحر الحلال "
- بعض الجهلة يستغل "تويتر" للإساءة والنميمة والاستهزاء والسخرية رغم أنها الوسيلة الأولى في السعودية
- المتنبي نجم ساطع وأشهر شاعر في العربية لما كان لديه من حكمة وعبقرية ونبوغ
حوار هادي شرجاب- سبق- نجران: يقول الشيخ والداعية الإسلامي المعروف عائض القرني: إن السعودية هي الأولى في استخدام تويتر، وهو الوسيلة الأولى الآن قبل التلفزيون وقبل الصحيفة وقبل أي منبع آخر لأيصال المعلومة. ويدعو في حواره مع "سبق" الجميع إلى المشاركة في بث روح الإسلام ونشر الدعوة الخالدة والكلمة الطيبة، ويحذر من أن تستغل في الطريق السيئ. ويشير إلى أن "الإسلام حالياً يجتاح العالم بتعاليمه السمحة التي تفوق أفكارنا وآمالنا ويحتوي البشرية جمعاء". مؤكداً أنه تعاون مع الفنان محمد عبده في قصيدة "لا إله إلا الله" ليصل لقطاعات لا يصلها الدعاة والمشايخ، ولكي يكسر الحواجز بين المتشددين وأهل الفن.. ويتناول الحوار عدداً من المحاور المتنوعة، فإلى تفاصيله:
* نرحب بكم في هذا الحوار ضيفاً على صحيفة "سبق".
- أولاً شكراً لك، وشكراً لـ "سبق" على أنها سباقة للخبر الطيب الجميل، أنا منشرح الصدر بعد يوم أبشرك من العطاء والأدب والشعر والإكرام والعود والقصائد التي لا تنسى في حياتي (يوم من الدهر لم تصنع أشعته ** شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا) منذ أن طل هذا الفجر ونحن مع أهل نجران كباراً وصغاراً مع القصائد مع المواعظ مع القضايا المشتركة مع الوسطية والاعتدال من قديم وأنا مشتاق أزور نجران، ثم أتتني دعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والتقيت سموه الكريم، وتحدثت مع سموه عن وسطية الدين ورحمه الرسول صلى لله عليه وسلم بالناس أجمعين، حتى قال له ربه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وكان معي الشيخ حسن الشريف والشيخ محسن الزهراني والشيخ قبلان بن لويف، طبعاً الشيخ محمد بن سرار كمحاضر وزميل وصديق
والجميع رجعنا بانطباع أن هذا الأسلوب أسلوب اللين والرحمة والرفق هو الناجح لأنه في وطن واحد وأهداف مشتركة ونرفع أشهد ألا إله إلا الله محمد رسول الله.
* كيف تنظرون لواقع العالم الإسلامي اليوم؟
- أنا دائماً متفائل، والمؤمن يجب أن يكون متفائلاً، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل والله أمرنا أن نتفاءل، يقول الله تعالى (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم) لما زرت أكثر من 40 دولة رأيت أن المستقبل، وكما يقول الغربيون للإسلام، والله سبحانه يقول (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) بل أساطين الغرب مثل نيكسون وجوستاف لوبون يرون أن الإسلام يجتاح العالم وهذا بالفعل وأنا أبشركم..
صحيح أن هناك بؤر توتر وحروب وفتن في سوريا والعراق والصومال وأفغانستان، لكن الصورة الجميلة لانتشار الإسلام، أبشركم، انتشاراً عظيماً وأبشركم أنه البديل وأنه الحل والمستقبل بإذن الله.
* هل يؤيد فضيلتكم دخول الدعاة وسائل التواصل الاجتاعية الحديثة للدعوة والنصح والإرشاد ونشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة؟
- أبشركم أنه من أعظم الوسائل، وأنا مشجع لإخواني طلبة العلم والدولة السعودية هي الأولى في استخدام تويتر، وهو الوسيلة الأولى الآن قبل التلفزيون وقبل الصحيفة وقبل أي منبع آخر لإيصال المعلومة فأنا أدعو الجميع للمشاركة وإلى بث روح الإسلام ونشر الدعوة الخالدة والكلمة الطيبة، وأحذر إخواني وأبنائي من أن تستغل في الطريق السيئ والذنوب والغيبة والنميمة كما يفعل بعض الناس الذين نقص حظهم من العلم والعقل والدين، فجعلوها مسبة واستهزاء وسخرية وطريقاً إلى النميمة وهدماً للأخلاق حتى يقول لي أحد الدكاترة فؤجئت بأن مجتمعنا سبّاب وشتّام لأنه أظهرنا (تويتر) أظهر لنا بعض الناس ما يستحي وكشف حقيقتنا أن البعض غير مربين، إذا لم يكن عنده دين أليس عندة عقل؟!! أليس عنده مروءة أليس عنده أسرة أليس عندة نسب أليس عنده قبيلة؟ أين قوله سبحانة (مَا يَلْفِظ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ).
للأسف يوجد منهم سبابون وشتامون، أرفع لهم قوله تعالى (وَقلْ لِعِبَادِي يَقولوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن)، ما قال الحسنى (الَّتِي هِيَ أَحْسَن) وهي الأجمل من القول، ويختارون الأنقى والأتقى والأرقى من اللفظ المصطفى المجتبى، كما يقول المثل الشعبي (أكس الفاظك).
* حظيت بترحاب كبير من أمير منطقة نجران، وأهالي المنطقة، فهل القبول ومحبة الناس في الحوار شرط في نجاح الداعية الإسلامي؟
- منهج الأنبياء والرسول صلى الله عليه وسلم منهم وخاتمهم وسيدهم هو الرفق واللين وأنا في الحقيقة لما وصلت نجران وأنا بالمطار ومودع أنا بانطباعات رائعة جداً وجدت من الاستقبال ومن الحفاوة والإكرام، وأنا شاركت في الكلمة وفي الخطابة وفي الشعر والقافية وفي الزامل حتى أنهم عبروا بكلمات وبأيمان وأقسموا على ذالك لأن مسألة دخولك لقلوب الناس بالرفق والكلمة الطيبة هي السحر الحلال هذا هو المنهج الصحيح القائم على (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) أما مسألة مصادمة الناس، وإقصائهم ومصادرة جهودهم وإيذائهم (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) انطباعي رائع بل هو 100% وأن هذه الزيارة لا يمكن أن تنسى في حياتي على مدى الزيارات في المحطات الدعوية، وأنا زرت نحو 200 مدينة للدعوة، لكن مدينة نجران مميزة على ما فيها من تاريخ وآثار وحضارة وعلى ما فيها من شهامة.
* قديماً كان الأقوى تأثيراً إعلامياً منابر المساجد، واليوم توسعت وكثرت الفضائيات، ما تعليقكم حول ذلك؟
- الذي يعمل بالميدان سواء داعية أو غيره، لا بد أن تأتيه سهام النقد، وثناء وتريكات ولو سلم أحد لسلم الأنبياء والهجوم والثناء دليل على النجاح فيوطن الإنسان نفسه، وفي كتاب لا تحزن (إنك لا تستطيع أن تغلق أفواه الناس ولا أن تعتقل ألسنتهم ولكنك تستطيع أن تنمي محاسنك وإذا ظننت أنك سوف تنجو من نقد الناس يوماً فقد أمّلت مستحيلاً) هذا هو الله ربنا الذي لا إله إلا هو، وهم يسبونه جل في علاه، فكيف بنا نحن البشر لكن المقصود بهؤلاء السبابين يدل على عدم العلم، على عدم المعرفة وعدم الحجة لأنه كلما كثر علم الإنسان صار محترماً مؤدباً، أما السوقي الغوغائي فهو سباب شتام لأنه لا أدلة ولا علم ولم يقرأ كتاباً، فهذه مهنته وكل ينفق من كسبه.
* فضيلتكم دائماً يستشهد بالشعر في أقواله، ويطغى ويكثر استشهادكم بقصائد المتنبي، لماذا هذا الشاعر تحديداً؟
- قرأت ديوانه كثيراً، وأحفظ أكثر شعره وقرأت الشروح خاصة شرح الواحد، وأنا كما تعرف شاعر والمتنبي نجم ساطع وهو أشهر شاعر في العربية، لما كان يملكه من حكمة وعبقرية ونبوغ وصور، وهذا هو السبب وهو أكثر شاعر ألف عنه كتب وأكثر شاعر اهتم به الناس لأن شعره يسير. يقول أحد العلماء إنه يسير على لسانه 300 بيت على ألسنة العلماء فضلاً عن غيرهم، فهو حظ من الله. أحياناً أتمثل بالبيت فأجد أثره في شعر المتنبي لأن الرجل حكيم بغض النظر عن عقيدته أو عما كان يهدف إليه، أهم شيء نتاج هذا الشيء، فالحكمة ضالة المؤمن.
* ماذا كان يهدف الشيخ عائض القرني من التعاون مع الفنان محمد عبده في قصيدة لا إله إلا الله؟
- كنت أهدف لأمرين، الأمر الأول أن تصل "لا إله إلا الله" إلى قطاعات لا يصل إليها الوعاظ والدعاة لأنه إذا قالها مثل هذا الفنان الكبير الذي له ملايين من الجماهير هللوا وقالوا لا إله إلا الله، وقال المشاهد لا إله إلا الله وقال لا إله الا الله الفنانون والفنانات والمغنيون والمغنيات الأحياء منهم والأموات، وأنا بودي يقول لا إله إلا الله البوذي والزرادشتي والمانوي، فكيف بالمسلم؟
الأمر الثاني أني أكسر الحواجز بحيث أن أجعلهم من الأمة لأن بعض الناس المتشدد يظن أن المغنين فرقة أخرى حكم عليهم بالنار، فأقول هؤلاء أخطأوا، عندهم معاصي مثل ما عندنا يذوبون بالحكمة والتعاون ولذلك الذين أيدوني بالإحصائيات أكثر من 90 % والذين انتقدونا 10 أو 9 ولما نزلت القصيدة أخذها منا (60) قناة.
* توجد فجوة بين مشاهير الإعلام والرياضة وغيرهم من المشاهير وبين الدعاة، متى نرى تعاوناً بينهم؟
- جميل.. مع سن الداعية ومع كثرة ما زاره من البلدان عرف أن الإسلام أوسع من أفكارنا وآمالنا وأن هذا الإسلام يحتوي البشرية فهو واسع وعظيم، فأنا قبل أسبوع سجلت كلمة لتكريم الشاعر خلف بن هذال وأستشهد بشعر ابن جدلان وقلت وكتبت عن سجود اللاعب سامي الجابر في الملعب، فهؤلاء أبناؤنا من الشعراء والصحفيين والرياضيين>
وكيف نريدهم أن يستمعوا إلى الحكمة والموعظة ونحن ننفرهم ونؤذيهم، فهم مثل أبنائك في البيت هذا ابن لك ما شاء الله مهتد ومتمسك بالصلاة ودائماً بالصف الأول والثاني يصلي في البيت والآخر يصلي متأخراً وابن تداريه للصلاه فهم مستويات. فالمجتمع أبناؤك جميعاً نستر عليهم وننصحهم ونشد من أزرهم.
* كلمة توجهونها في ختام هذا اللقاء..
- شكراً لأمير نجران مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، فقد رأينا استقباله وحفاوته، فليس غريباً عليه روح التآلف ومد الجسور والاهتمام بمنطقة نجران الهامة من بلادنا الحبيبة، فجزاه الله كل خير ووالده خادم الحرمين الشريفين، أمد الله في عمره. وكذلك كلمة شكر لأهل نجران وقبائل يام على كرم الضيافة، وعلى ما حظينا به إكرام وتقدير، وكذلك الشكر لصحيفة "سبق" فأنا أحد أسرتها، وهي صديقتي
الضيف في سطور