أنْهيت المكالمة وأنا أشعر برأسي يكاد ينفجر، دخلت النت.
قابلتْني إحدى الأخوات على الماسنجر، ودعتْني لِحضور درس فقْه، ما إن بدأ طالب العلم الحديث حتى قطع الدرسَ بعضُ الإخوة، يكتُبون عن شيخ آخر كلامًا شديدًا، فيه سب ولعْن وشتائم، نعم، لم أخطئ القِراءة، وليس هذا خطأ طباعي.
سبّ ولعْن وشتْم لأحَد الشُّيوخ العلماء الأجلاء.
ذهِلت من هوْل الألفاظ، كتبتُ: ((
ليس المؤمن بلعَّان ولا طعَّان ولا فاحشٍ ولا بَذيء)).
كان جزائي الطَّرد من الغرفة الصوتيَّة.
راسلتُ صديقتي، وكانت تعرف طالب العِلم الذي كان يشرح بالغرفة،
بادرتني: لماذا كتبتِ هذا؟
قلتُ في حيرة: كتبتُ ماذا؟
قالت: على أي حال الشيخ - تتحدَّث عن طالب العلم - طلبَ التحدُّث إليْكِ على الخاص.
حضر النقاشَ صديقتي وأخت أخرى.
بادرني بالسؤال: هل أنتِ سلفيَّة؟
قلت: نعم، ولله الحمد.
قال لي: ما رأيك في هذا القول، وذكر قول إحدى الفرق المبتدعة؟
قلت له: أظنُّ هذا قولَ الأشاعرة أو المعتزِلة.
قال - وصوته يقطر استهزاءً واحتِقارًا -: ما هذا يا أخت؟ مِن المهمِّ جدًّا أن يكون طالبُ العلم ملمًّا بِمسائل العقيدة، إنَّ هذا القول الذي ذكرْتُه لك هو قوْل الكلابيَّة وليس الأشعرية، إنا لله وإنَّا إليْه راجعون.
ثم بدأ يرثي حالَ النَّاس اليوم.
ثم سأل: ما قول أهْل السُّنة في - وذَكر مسألةً دقيقةً منْ مَسائِل الاعتِقاد؟
الحقيقة خشيتُ الإجابة، قلت: لا أدري.
سيل من الاستهزاء والسخرية.
قال: يا أُخت، لا أقول إنَّك مبتدِعة، لكنَّك لا تَفقهين شيئًا، فيجب أن تتعلَّمي قبل أن تدَّعي السلفيَّة[1].
خرجت من النت مذهولةً مِمَّا يَحدث، أهؤلاء الطَّلبة هم مَن أظنُّ أنَّهم على المنهج، إنَّا لله وإنَّا إليْه راجعون.