بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفّى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون ) آية 111 ، سورة النحل
قرأت هذه الآية وفكرت بها ولم أتجاوزها حتى كونت فكرة عن وضع النفوس في الدنيا وفي الآخرة . نفوسنا في الدنيا يفصح عنها لساننا وجوارحنا ساكتة ، ونفوسنا في الآخرة تفصح عنها جوارحنا وألسنتنا ساكتة نحن اليوم في الدنيا نجادل ونحاول ونستخدم الحجج والبراهين ، وقد يقوي موقفنا مكانتنا الاجتماعية أو سلطتنا أو براعة ألفاظنا ........ا يا للفتنة !
كم نحن مفتونون إن حِدنا عن الحق وإن انتصرنا لأنفسنا ، غدا الحقيقة تظهر ، وأعضاؤنا تنطق ، فإن كنا في الدنيا من أهل الحقيقة ، ولم نظلم أحداً بألسنتنا ، أو باستغلال مكانتنا يتطابق قول أعضائنا يوم الدين مع قول ألسنتنا في الدنيا ، وعندها نكون ممن أحسنوا لأنفسهم .وإن كان لساننا يخالف ما اقترفته جوانحنا وجوارحنا نكون قد أسأنا لأنفسنا .لا تكريم للنفس في الدنيا والآخرة أهم من اتباع الحق ومخافة الهوى والعصيان ، واتهام النفس أولاً والسير بها إلى خطوات الاستقامة . (منقول من منتدى موقع قرآني)