02-11-2014, 10:16 AM
|
#1
|
مجلس الادارة
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1878
|
تاريخ التسجيل : Jun 2012
|
أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
|
المشاركات :
54,004 [
+
] |
التقييم : 637
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
جمـال المرأة نوعـــان .!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمال المرأة نوعـان :
قال الإمام المحقق ابن القيم في الباب التاسع عشر من روضة المحبين ونزهة المشتاقين :
اعلم أنّ الجمال ينقسم قسمين ظاهراً وباطناً :
فالجمال الباطن: هو المحبوب لذاته ، وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة ،
وهذا الجمال الباطن هو محل نظر الله تعالى من عبده وموضع محبته كما في الحديث الصحيح
(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)
رواه مسلم : من حديث ابى هريرة رضى الله عنه
وهذا الجمال يزين الصورة الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال ،
فيكسو صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة
بحسب ما اكتسبت روحه من تلك الصفات ،
فإن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه ،
فمن رآه هابه ، ومن خالطه أحبه ، وهذا أمر مشهود بالعيان ،
فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة
وإن كان أسود أو غير جميل ،
ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه .
وقدكان بعض النساء تكثر صلاة الليل فقيل لها في ذلك فقالت :
إنها تحسن الوجه وأنا أحب أن يحسن وجهي .
ومما يدل على أن الجمال للباطن أحسن من الظاهر
أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل إليه .
وأما الجمال الظاهر:فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض ، وهي من زيادة الخلق
التي قال الله فيه { يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ } 1 : فاطر
قالوا هو الصوت الحسن والصورة الحسنة والقلوب كالمطبوعة على محبته
كما هي مفطورة على استحسانه .
وقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قالوا يا رسول الله
الرجل يحب أن تكون نعله حسنة وثوبه حسنا أفذلك من الكبر
فقال لا إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس
رواه مسلم وأحمد وغيرهما من حديث عبدالله بن مسعود. رضى الله عنه
فبطر الحق جحده ودفعه بعد معرفته ،
وغمط الناس النظر إليهم بعين الازدراء والاحتقاروالاستصغار لهم ،
والجمال الظاهر من نعم الله أيضا على عباده يوجب الشكر.
وشكره التقوى والصيانة ،
فكلما شكر مولاه على ما أولاه زاده الله جمالا ومنحه كمالا .
وأما إن بذل الجمال في المعاصي عاد وحشة وشينا كما شوهد من عالم كثير في الدنيا قبل الآخرة .
فكل من لم يتق الله سبحانه وتعالى في حسنه وجماله انقلب قبحا وشينا يشينه الله به بين الناس . انتهى.
وما أحسن قول القائل:
وما ينفع الفتيان حسن وجوههم* * *إذا كانت الأفعال غير حسان
فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى * * * فما كل مصقول الحديد يماني
وقال آخر وأحسن :
صن الحسن بالتقوى وإلا فيذهب* * *فنور التقى يكسو جمالا ويكسب
وما ينفـع الوجه الجميـل جماله* * *وليس له فعـل جميـل مهذب
فيا حسن الوجه اتـق الله إن تـرد * * *دوام جمـال ليس يفنى ويذهب
يزيد التقى ذا الحسن حسنا وبهجة * * *وأما المعاصي فهي للحسن تسلب
وتكسف نور الوجه بعـد بهـائه * * * وتكسوه قبحـا ثم للقلب تقلب
فسارع إلى التقوى هنا تجد الهنـا * * *غدا في صفا عيش يدومويعذب
فما بعد ذي الدنيا سوى جنة بهـا * * * نعيم مقيم أو لظـى تتلهب
|
|
|