السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الـنـمـيـمـة
روي أن رجلا رأى غلاما يباع وهو ينادى عليه أنه ليس به عيب إلا أنه نمام فقط ! فاستخف بالعيب واشتراه ، فمكث عنده أياما ثم قال لزوجة سيده : " إن سيدي يريد أن يتزوج عليك أو يتسرى " ، وقال : " إنه لا يحبك ، فإن أردت أن يعطف عليك ويترك ما عزم عليه ، فإذا نام فخذي الموسى واحلقي شعرات من تحت لحيته ، واتركي الشعرات معك ".
فقالت في نفسها : نعم ، واشتغل قلب المرأة ، وعزمت على ذلك إذا نام زوجها.
ثم جاء إلى زوجها وقال : " سيدي ، إن سيدتي زوجتك قد اتخذت لها صديقا ومحبا غيرك ومالت إليه ، وتريد أن تخلص منك ، وقد عزمت على ذبحك الليلة ، وإن لم تصدقني فتناوم لها الليلة ، وانظر كيف تجيء إليك وفي يدها شيء تريد أن تذبحك به " ؛ وصدقه سيده.
فلما كان الليل ، جاءت المرأة بالموسى لتحلق الشعرات من تحت لحيته والرجل يتناوم لها ، فقال في نفسه : والله صدق الغلام بما قال ، فلما وضعت المرأة الموسى ، وأهوت إلى حلقه ، قام وأخذ الموسى منها وذبحها به ، فجاء أهلها فرأوها مقتولة فقتلوه ، فوقع القتال بين الفريقين بشؤم ذلك العبد المشؤوم.
فلذلك سمّى الله النمام فاسقاً في قوله تعالى : ( إِنْ جَاءَكُم فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَة فَتُصْبِحُوا عَلى مَا فَعَلْتُم نَادِمينَ) سورة الحجرات الآية 6