02-15-2014, 09:26 AM
|
#1
|
مجلس الادارة
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1878
|
تاريخ التسجيل : Jun 2012
|
أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
|
المشاركات :
54,004 [
+
] |
التقييم : 637
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
تفسير ميسر وملخص - سورة محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير ميسر وملخص لسورة محمد
( سورة مدنية)
بسم الله الرحمن الرحيم (1)(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)نزلت هذه السورة في الطريق أثناء الهجرة من مكة إلي المدينة، بعد أن قام الذين كفروا بآيات الله وبرسوله بصد المؤمنين عن سبيل الله، وإتباع رسوله، فهؤلاء أبطل الله أعمالهم بنصره لعباده المؤمنين وليس لهم جزاء ولا ثواب على ما فعلوا .(2)( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَعَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)أي المؤمنين الذين آمنوا واتبعوا الرسول غفرالله لهم وأصلح دينهم ودنياهم.(3) ( ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَوَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ ) أي أن الذين كفروا اختاروا الباطل على الحق ففسدت أعمالهم ،وأن الذين آمنوا اختاروا الحق فصلحت أعمالهم)كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِأَمْثَالَهُمْ( وهذا مثال يبينه الله تعالي لأهل الشر وأهل الخير .(4) (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَالرِّقَابِ)نزلت بعد وقعة بدر ليرشد الله عباده المؤمنين في حروبهم مع المشركين بأن يحرصوا علي قتلهم وهلاكهم لا علي الاستكثار من الأسر( حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّواالْوَثَاقَ) حتى إذا تمكنتم من قتلهم وكسر شوكتهم ورأيتم أن الأسر أولى وأصلح فشدوا عليهم الرباط حتى لا يهربوا( فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) ولكم الخيرة بالمن عليهم بإطلاق سراحهم أو فداء أنفسهم بالمال وذلك بعد انتهاء الحرب والبقاء في المسالمة( ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) أي أن الله قادر على هلاكهم ولكن ليمحص قلوبكم ويقوم سوق الجهاد فيظهر الصادق من الكاذب (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) لن يحبطها الله بل يتقبلها.(5) ( سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ)أي إلى الجنة ويصلح أمرهم وحالهم .(6) (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ) التي وصفها لهم من قبل لما فيها من النعيم.(7) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) هذا وعد من الله أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره الله وييسرله أسباب النصر من الثبات وغيره .(8) (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) أي أنهم في انتكاس من أمرهم وخزي وبطلان لأعمالهم.(9) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )أي أنهم لايريدون مافي القرآن من صلاح وفلاح لهم ففسدت جميع أعمالهم.(10)(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) أي أهلكهم الله بإصرارهم على الكفر وسوف يكون هذا مصيركم مثلهم .(11) ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ)لان الله هو ولى المؤمنين وناصرهم .(12) (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) أي يتمتعون في الجنة وما فيها من بساتين، وأشجار مثمرة، بالفاكهة التي تُسقى من أنهار الجنة(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَوَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) أي يتمتعون بملذات الدنيا وشهواتها كالبهائم التي لا تعقل والنار جزاؤهم في الآخرة .(13) (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ) وهذا تهديد ووعيد لأهل مكة الذين أخرجوك منها وكذبوك.(14) (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) أي لا يستوي من هو علي بصيرة من أمر دينه علما وعملا ومن هوأعمي القلب رافض للحق فيضله الشيطان فيزين له عمله السيئ واتباع شهواته.(15)(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ)أي صافٍ عذب غير متغير ريحه (وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ)بل في غاية البياض والحلاوة والدسومة (وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ)أي ليست كريهة الطعم والرائحة كخمر الدنيا بل حسنة المنظر والطعم والرائحة (وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى)أي في غاية الصفاء حسن اللون والطعم والرائحة "لم يخرج من بطون النحل"( وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّالثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)من نخيل وعنب وتفاح ورمان ومن كل فاكهة مما لا نظير له في الدنيا( كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ)أي هؤلاء الذين ذكرنا منزلتهم من الجنة كمن هو خالد في النار (وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ)أي ماءً مغلي شديد الحر لا يستطاع فيقطع مافي بطونهم من الأمعاء والأحشاء .(16) (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَأُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا)ويخبر الله عن المنافقين أنهم حين يجلسون ليسمعونك فلا يفهمون ما تقول فإذا خرجوا من عندك سألوا الصحابة مستفهمين عما قلت آنفا أي قريبا أوالساعة ذلك لعدم حرصهم علي فهم ما أنزل الله (أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ)أي فلا فهم صحيح ولا قصد صحيح بسبب إتباعهم أهوائهم .(17) (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) والذين قصدوا الهداية وفقهم الله لها وهداهم إليها وألهمهم رشدهم .(18) (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً)أي فجأة (فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ)أي علامات اقترابها فكيف للكافرين إذا جاءتهم الساعة أن يتذكروا ويلوموا أنفسهم حيث لاينفعهم ذلك.(19) (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ)أي بتوحيد الله المنفرد بالخلق والتدبير والنعم والثواب والعقاب والحكمة (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)أي اطلب المغفرة من الله لك وللمؤمنين، لأن في إيمان كل مسلم ومسلمةحق على أخيه أن يدعو ويستغفر له ويحب له ما يحب لنفسه وبذلك تتآلف قلوبهم ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)أي يعلم تصرفكم في نهاركم ومستقركم في ليلكم.(20) (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ)أي يخبر الله عن المؤمنين أنهم تمنوا شرعية الجهاد فلما نزلت هذه السورة وفيها الأمر بالقتال (رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ)أي من فزعهم ورعبهم وجبنهم من لقاء الأعداء ( فَأَوْلَى لَهُمْ) أي كان الأولى بهم .(21) ( طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) أن يسمعوا ويطيعوا ويقولوا ما يرضي الله (فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) فإذا جاء القتال وأخلصوا النية له لكان ذلك خيراً لهم في دنياهم وآخرتهم .(22) (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ)أي لعلكم إن أعرضتم عن الجهاد( أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ )أن تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجهل وسفك الدماء وقطع الأرحام.(23) (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)أي أبعدهم عن رحمته وجعلهم لا يسمعون ولا يبصرون ما ينفعهم.(24) ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )يقول تعالى آمراً بتدبر القرآن وفهمه وناهياً عن الإعراض عنه فهؤلاء المعرضين عن كتاب الله فقد أغلقت قلوبهم بأقفال فلا يدخلها خيرأبداً.(25) ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ)هم المنافقون من أهل الكتاب والذين أسلموا ولم يؤمنوا من أهل مكة الذين رجعوا إلي الكفر بعد الايمان فقد زين لهم الشيطان وخدعهم وغرهم.(26) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ)أي للمشركين ( سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ) أي في مخالفة محمد والقعود عن الجهاد معه والمناصرةعلي عدآءه ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ) ولكن الله أخبر رسوله بما يسرون وما يخفون .(27) (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُم)أي كيف حالهم إذا جاءتهم الملائكة بقبض أرواحهم إستخرجتها الملائكة بالعنف والقهر والضرب.(28) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) ذلك العذاب لأنهم اتبعوا ما يغضب الله غضبا شديداً وكرهوا رضا الله عليهم فأبطل أعمالهم. (29) (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ) أي اعتقد هؤلاء المنافقون أن الله غير قادر أن يكشف أمرهم لعباده المؤمنين! .(30) (وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) أي ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم فعرفتهم ولكن لم نفعل ذلك في جميع المنافقين سترا منه علي خلقه أو لحكمه يعلمها الله ولكن سوف تعرفهم من كلامهم الدال علي مقصدهم وبفلتات ألسنتهم. (31)(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) ولنختبركم بالأوامر والنواهي لنعلم المؤمن الحق من الكاذب و ذلك برؤية أعمالكم الفعلية، وهذا العلم الذي يقع به الجزاء لا بعلمه القديم عليهم، لأن الله يحاسبهم علي أعمالهم وليس علي علمه .(32)(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) هذا وعيد شديد للذين كفروا وصدوا الخلق عن سبيل الله وعاندوا وخالفوا الرسول عن عمد وعناد لا عن جهل( لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) فإنهم لن ينقصوا من ملك الله شيئاً وسوف يبطل الله مساعيهم وأعمالهم التي بذلوها في نصر الباطل.(33) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)يأمر تعالى المؤمنين بالإخلاص في طاعة الله ورسوله، والنهي عن المعصية ،وإلا فسدت وبطلت أعمالهم ومن رحمة الله فإنه يغفر لمن يشاء إذا لم يشرك به .(34) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ)أي إن تابوا من ذلك قبل موتهم فإن الله يغفر لهم، ويرحمهم، ولو أفنوا أعمارهم في الكفر والمعاصي فسبحان من فتح لعباده أبواب الرحمة مع قدرته عليهم .(35) (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ ) ثم قال لعباده المؤمنين بأن لا يخافوا ولا يضعفوا عن قتال الاعداء وذلك بأن تميلوا إلى المسالمه في حال علوكم عليهم بقوتكم وكثرة عددكم (وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) والله معكم بالنصر عليهم، ولن ينقص من أعمالكم شيئاً .(36)(إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) يقول تعالى تحقيراً لأمر الدنيا أن مجملها لعب ولهو إلا ماكان منها لله عز وجل ولهذا قال( وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ)أي هو غني عنكم لا يطلب منكم شيئاً وإنما فرض الزكاة والصدقات مواساة لإخوانكم ليعود النفع والثواب عليكم. (37) ( إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ ) فكيف إن سألكم أموالكم لنفسه وهو الغني عن ذلك فيحفكم أي ويشدد في طلبها فسوف تبخلوا ويخرج ما في قلوبكم من السوء. (38) (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ) ولكنه يدعوكم لتنفقوا في سبيل الله ليعود النفع عليكم بالمصلحة الدينية والدنيوية( وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ) ومن يمتنع عن الإنفاق فإنه حرم نفسه من الاجر وهو الغنى وأنتم الفقراء إليه ( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) أي إن تعرضوا عن طاعة الله وإتباع شرعه فسوف يستبدلكم بقوم يكونون سامعين مطيعين له ولأوامره. وهذا ولله الحمد آخر تفسير سورة محمد (القتال)
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة ام ياسر ; 02-15-2014 الساعة 09:27 AM
|