مجلس الادارة
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1878
|
تاريخ التسجيل : Jun 2012
|
أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
|
المشاركات :
54,004 [
+
] |
التقييم : 637
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
كيف نتعامل مع الله إذا فقدنا أحباباً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفراق صعب , و يُقطِّع القلب أحيانًا !
بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم امتنع مؤذنه بلال عن الأذان ,
فأصبح لا يؤذِّن , و في يوم من الأيام طلب أبو بكر – رضي الله عنه –
من بلال أن يؤذِّن , ففعل , فلمَّا أذَّن تذكَّر الصحابة أيام النبي صلى الله عليه و سلم ,
النبي الذي فقدوه , و هي أحلى أيام حياتهم , بلال يؤذِّن و يستمر بالأذان ,
و هم يتذكرون , فلما وصل بلال إلى قوله : ( أشهد أنَّ محمدًا رسول الله ) ,
ضجَّ الصحابة بالبكاء , لقد تذكروا حبيبهم و معلمهم الأول , فذرفت العيون ..
و لما فقد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – النبي صلى الله عليه و سلم ,
و فقد أبا بكر أيضًا , و هما أعز أحبابه , أصبح يصلي الفجر بالناس و يقرأ
قوله تعالى في سورة يوسف :
{ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا }
و يقول :
{ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ }
يقرأ ثم يبكي رضي الله عنه , يتذكرهما و يبكي ,
حتى أنهم كانوا يسمعون صوت بكائه من وراء الصفوف !
الفراق صعب أخواتى , صعب حتى على البهائم و الطيور
شاهدى معى أختى وحبيبتى هذه الصور وقولى سبحااان الله
هنا الزوجة مصابة وتنظر بحثاً عن زوجها
وهنا يحضر لها الطعام ويرفرف بجناحيه عليها بحب وود وشفقه
وهنا يتفاجأ بوفاتها فيحاول تحريكها وإيقاظها ولكن ..؟
وهنا يدرك أن زوجته ماتت ولن ترد عليه فصرخ صرخة الزوج العاشق المحب
يقف ويبكي ويصرخ حزناً على فراقها
وأخيراً يدرك أنها لن ترد عليه وأنها رحلت عنه فيقف عند جثتها ذاهلاً حزيناً مودعاً ... أنظروا إلى عينيه !!
إن الفراق صعب جدًّا خصوصًا إذا كان فراقًا لا أمل بعده في اللقاء !
أختي الحبيبة .. أعرف أن لك حبيبًا قد فقدتيه ,
لعلك فقدت جسده , و لم تفقدي روحه , ربما فقدت حضوره جوارك ,
و لم تفقدي ذكرياته في قلبك ,
قد تكون أُمًّا , قد يكون أبًّا , أو ابنة ,
أو جدَّة , أو زوجة , لا أدري !
الذي أعرفه أن الفراق مؤلم , و لكن ماذا سنفعل الآن !؟
هل تقطيع قلبك عليه , سيرجعه إليك ؟ بالطبع لا !
إذن لماذا تخسر حبيبك , وتخسر قلبك أيضًا !؟
لماذا تخسر الاثنين في نفس الوقت ؟
ارحمي نفسك .. توقفي عن تعذيبها , و لا تقولي : لا أستطيع !
مشكلتنا أننا نظل دااائما نذكر أنفسنا بأحبائنا الذين فقدناهم لندخل كل مرة فى نفس الجو المحزن .. توووقفي عن ذلك فورا
قد نقول : ماذا أفعل ؟
الحل : أن نتوجه إلى حبيب آخر ! لكنه حبيب لا
يموت , عندها سيطمئن قلبك في كل الأحوال ..
من هو هذا الحبيب !؟
إنه الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم , هو الذي إذا توجهت إليه خفف عنك
هذا الفراق , و طمأن لك نفسك , و أسكن لك قلبك !
لا يوجد لديك خيار آخر .. من لك غير الله تلجأين إليه ؟
هو سبحانه سيأجرك , و يجبر كسرك , و يرفع قدرك , و يزيل همك , و هو
سيخفف عنك حرمان الأم و الأب , و الزوج و الابن و الصديق , و هو
سيحن عليك أكثر من حنان الناس عليك ..
قال صلى الله عليه و سلم :
[ إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته : أقبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم
فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم , فيقول : ماذا قال عبدي ؟
فيقولون : حمدك و استرجعك , فيقول الله تعالى :
ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة و سمّوه بيت الحمد ] رواه الترمذي
الله أكبر .. هيا , ماذا تنتظرين أختى ؟ قولي الآن من كل قلبك :
الحمد لله , إنا لله و إنا إليه راجعون ..
قد تسأل إحدانا : طيب ماذا أفعل ؟
أنا اقترح عليك , بدل أن تتعبين نفسك بالحزن , و الأسى على فراق
حبيبك , حاولي أن تجتهدي لكي تلتقي بحبيبك مرة أخرى ..
أسمعك تقولين :كيف ؟!!
الجواب : اجتهدي بعبادة ربك , لكي يجمعك الله مع حبيبك مرة أخرى في
الجنة , لأنه إذا كان حبيبك الذي فقدتيه صالحًا فدخل الجنة , فأنت تحتاجين لأن
تكوني من الصالحًين أيضًّا , لتلحقي به ,
و أما إذا لم يكن حبيبك صالحًا فلا تقلقي , لن
تحزني عليه في الآخرة , لأن الله تعالى يقول :
{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } سورة الزخرف : 67
فالرابح في كل الأحوال هو أنتِ أختى الحبيبة
إذا أحسنتِ مع الله ,
ألم أخبرك فى البداية : أن الرجوع إلى الله سيطمئن قلبك !
, يقول الله تعالى :
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) سورة الزمر : 10
اقتراح
عليك أن تختاري : كيف سأرجع إلى الله عندما أصاب بفقد حبيب ؟
حيث إن رجوعك إلى الله عند فقد الأحباب له ثلاث مراتب ,
بعضها أعلى من بعض , فاختاري أنت المرتبة التي تريدين ..
المرتبة الأولى : هي أن تصبر على فراق هذا الحبيب مع ما في قلبك من الألم ,
يقول الله تعالى :
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } سورة الزمر : 10
بغير حساب , يقول أحد المفسرين : ليس يوزن الثواب لهم , و لا يكال
كيلاً , إنما يُغرف لهم غَرْفًا .. لدرجة أن الذين لم يُصبهم بلاء في الدنيا يتمنون
مكانك في القيامة ,
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
[ يودّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاءالثواب لو أن جلودهم كانت
قُرضت في الدنيا بالمقاريض ] صحيح الجامع
هل البكاء على الميت يُفسد الصبر ؟
لا لا .. لا تظني أن الدموع تنافي الصبر , البكاء لا بأس به , إذا لم يكن
صراخًا و نحو ذلك , لقد بكى من هو خير مني و منك , بكى النبي صلى الله
عليه و سلم على ابنه إبراهيم , وضعوه بين يديه , فأخذه النبي صلى الله عليه
و سلم , فقبله و شمَّه و ابنه إبراهيم يحتضر بين يديه , فلما رآه النبي عليه
الصلاة و السلام , ذرفت عينه صلوات ربي و سلامه عليه ,
و قال :
[ إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا , و إنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ] رواه البخاري
فالبكاء لا ينافي الصبر , فالصبر : هو أن لا تجزع , و لا تتسخط على القدر
بالقلب , أو تتلفظ بما يوحي بالاعتراض على الله باللسان , لا .. هذا فضلاً
عن الكبائر التي يفعلها البعض من لطم الخدود , و شق الثياب و العياذ بالله ,
بل المطلوب هو الصبر ..
أعرف أن الموضوع ليس سهلاً , لكن اصبري ,
يقولون :
الصبر مثل اسمه , مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل
دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك في مرضه الذي مات فيه ,
فقال : با بني , كيف تجدك ؟ قال : تجدني أبتاه في الموت ! فقال : يا بني ,
لئن تكون أنت في ميزاني , أحب إلي من أن أكون أنا في ميزانك ! فقال
الابن : با أبتي , و الله لئن يكون ما تحبه أنت , أحب إلي من أن يكون ما أحبه أنا !
و هذه هى المرتبة الأولى فرغم كل هذا الأجر ولكن يوجد ما هو أعلى !
المرتبة الثانية
, قد يقول قائل : صبرنا على فراق الميت ! ماذا يمكن أن يكون أعلى من الصبر ؟
يوجد تعامل أرقى من الصبر , تتعامل فيه مع الله , عندما يتوفى لك إنسان ..
تدرين ما هو ؟
إنه ( الرضا ) .. أن أكون راضيًا عن الله , راضٍ أنه أخذ منك حبيبك فلان ..
ما الفرق بين الصابر و الراضي ؟
الصابر : كاره لفراق حبيبه , لكنه غير متسخط , فهو صابر !
أما الراضي : هو يشعر بشيء آخر , إنه راضٍ عن ربه , ليس فقط صابر ,
بل هو راضٍ تمام الرضا عن الله .
قد يقول قائل : كيف أحس بالرضا و أنا أصلاً أتألم من مصيبة وفاة الحبيب ؟
والدتي توفيت , ابني مات , هذا شيء مؤلم , فكيف يمكن أن يجتمع الألم مع الرضا ؟
طبعًا ممكن .. ألا ترى أنك عندما تكون مريضًا تشتري الدواء المر ,
و تشربه و أنت راضٍ به مع أنه مر , شديد المرارة , و أنت رضٍ !
أوَ لا تذكر تلك الحقنة التي تألمت منها ! ألست راضيًا بهذا الألم ,
لدرجة أنك اشتريت الحقنة بمالك !؟
إذن يمكن أن يجتمع الشعور بالرضا مع الشعور الألم !
كوني كذلك أختى وحبيبتى.. ارض عن ربك أنه قبض حبيبك إليه , حتى و لو كنت متألمة ,
فإذا رضيت عن ربك , فالحمد لله , أبشرك أنه سبحانه سيرضى عنك أيضًا ,
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
[ إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم , فمن رضي فله الرضا، و من سخط فله السخط]رواه الترمذي
هذا تعامل رفيع بينك و بين الله عز و جل , ترضى عنه , فيرضى عنك ,
فعلا .. تعامل راقي !
و إذا أحببت أن أرتفع أكثر في تعاملي مع الله , فإن هذا ممكن ..
هل يوجد شيء آخر غير الرضا !!؟
نعم , يوجد ما هو أكثر !
ماذا يوجد أكثر من الرضا عن الله
|