السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تختل الموازين ، و تنقلب القيم ، وتنتكس الفِـطَـر ، وتتغيّر المفاهيم
وعندما يَـقِـلّ العدل أو ينعدم القسطاس المستقيم
فتكتسي نفوس بثوب الجَـور ، وتتّـزر أُخَـر بإزار الظُّـلم ، وترتدي رداء الحَـيْـف ، وتتحلّى بِـحُـلْية القوم البُـهْـت
فعندها لا تَـسَـلْ عن العدل في الأقوال فضلا عن العدل في الأفعال
وحينها تُعبأ عقول أقوام بما يُمليه أقوام يحيفُون في حُـكمهم
ويشتطُّون بعيدا بآرائهم ، ويقذفون قذفـاً مُريعـاً بثمر أقلامهم
ذلك الثمر الذي كأنه ثمر الصبّار ، إن لُـمِـس اشتاك لامِسُه ، وإن نُـظِـر ما سـرّ ناظِره
عندما يكيل أقوام بمكيالين ، ويَزِنُون بميزانين
فإنهم ولا شك داخلون تحت صنف ( المطففين ) الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ، وإذا كالُهم أو وزنوهم يُخسرون .
والتطفيف أعـمّ من أن يكون في مكيل وموزون فحسب
قال سلمان رضي الله عنه : الصلاة مكيال من أوفى أوفِيَ به ، ومن طفّفَ فقد علمتم ما للمطففين .
ولما انصرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من صلاة العصر لقي رجلا لم يشهد العصر ، فقال عمر : ما حبسك عن صلاة العصر ؟ فذكر له عذراً ، فقال عمر : طَفّفتَ .
فكما يكون التطفيف في الكيل والميزان فإنه يكون في سائر الأعمال والأقوال .
قال الإمام مالك : يقال لكل شيء وفاء وتطفيف