03-05-2014, 09:04 AM
|
#1
|
مجلس الادارة
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1878
|
تاريخ التسجيل : Jun 2012
|
أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
|
المشاركات :
54,004 [
+
] |
التقييم : 637
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
إعجاز الله فى خلق الإبل (أَفلا يَنظُرُونَ إِلى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)
إعجاز الله فى خلق الإبل (أَفلا يَنظُرُونَ إِلى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(أَفلا يَنظُرُونَ إِلى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)
لا شك أن المتفحص للقرآن الكريم لاحظ أن العديد من الآيات الكريمة تدعونا إلى التدبر في الكون ومخلوقاته.
يقول ـ سبحانه وتعالى: (وَفِى الأَرْضِ ءَايَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) سورة الذاريات. و(أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَىْءٍ) سورة الأعراف.
ويقول ـ عز وجل: (أَفَلَمْ يَنظُرُوآ إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ) سورة (ق).
يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ في سورة الغاشية: (أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)، هيا إذن نقوم برحلة في أعماق هذا الحيوان العجيب لننظر إلى حسن تكوينه وما يخفيه من أسرار.
إن تواجد الجمل في بلادنا العربية قد ساهم في إغناء تراثنا وحضارتنا؛ فالجمل يعتبر رمز الاستقلال، والغنى والقوة. كما أن الإنسان العربي استفاد من الإبل في مجالات عدة وعلى مدى عصور طويلة.
فلا يكاد يذكر الجمل إلا وتخطر بالبال صِفَتَا المعاناة والصبر، فهو ذلك المخلوق القادر على العيش والعطاء في خضم الظروف القاسية للصحراء العربية.
وقد تعلق الإنسان العربي بالجمل تعلقًا فريدًا يتجلى في تواجد ما يناهز ستة آلاف مفرد في اللغة العربية لتعيين أصناف الجمال وإبراز كل ما يتعلق بمعيشته وخصائصه الجسدية. والشِّعر العربي يزخر بعدة قصائد، وكانت الناقة مصدر إلهام الشعراء للإشادة والتغزل بمعشوقاتهم.
وفي القرآن الحكيم وردت آيات عدة تتحدث عن الإبل وباقي الأنعام، كما أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أضاف اسم الناقة إلى اسمه: (نَاقَةُ اللَّهِ) وهذه إضـــافة تشريف وتعظيم ـ كقوله: (بيت الله) أو (عبدالله)، والأمر يتعلق بالناقة في عهد سيدنا صالح ـ عليه السلام ـ والتي كانت سبب هلاك قوم ثمود بعد عقرهم إياها.
لا شك أن الجمل من أعظم آيات الله في خلقه، ويحوي من الإعجاز في الخلق ما جعله مصدر اهتمام وعناية إلاهيتين وصل إلى دعوة الله لنا للنظر والتدبر في هذا الحيوان العجيب فلننظر معًا فيما يخفيه هذا الكائن من أسرار.
ينتمي الجمل إلى عائلة الجمليات أو الإبليات (camelides) والتي تضم فصيلتين هما فصيلة camelus وفصيلة lama. فصيلة camelus تتشكل من نوعين هما camelus dromedarius وهو الجمل ذو السنام الواحد وcamelus bactrians وهو الجمل ذو السنامين، ويسمى كذلك الفالج، ويتـــواجــد هذا الأخير في المناطق الباردة لآسيا الوسطى وصولاً إلى منشوريا في الصين.
في نظرتنا هذه سوف نركز على النوع الأول أي الجمل ذو السنام الواحد نظرًا لوفرة المعلومات بخصوصه وكثرة الدراسات التي عنيت به. يعيش الجمل في المناطق الصحراوية الحارة والشرق الأوسط والأدنى، وقد تم استئناس الجمل منذ 2000 إلى 3000 سنة قبل الميلاد المسيحي، في شبه الجزيرة العربية من مجموعة برية كانت تعيش في الهضاب القاحلة لحضرموت، وقد استغل في بادئ الأمر في عملية الدراس، ولكن سرعان ما ارتبط الجمل بتجارة التوابل المزدهرة آنذاك في شبه الجزيرة العربية، ومجال البحر الأبيض المتوسط. أخذ الجمل في الانتشار في جل المناطق القاحلة وشبه القاحلة لإفريقيا وآسيا حتى وصل إلى القرن الإفريقي، ثم الشرق الأوسط إلى منطقة شمال إفريقيا عبر سيناء، وفي الألفية الأولى من الميلاد المسيحي بلغ الجمل أسبانيا من خلال الانتشار الإسلامي في المنطقة.
دخل الجمل ميدان الحروب حيث استغله العرب في صراعهم ضد الآشوريين، واستعمله الفرس في غزواتهم على القوافل، وشارك الجمل في كتيبة الجنرال بونبارت BOUNAPARTE أثناء دخوله مصر، وكذلك في جيش ملكة بريطانيا أثناء غزوها للهند. لقد برهن الجمل عبر التاريخ أن له أهمية كبرى باستعماله في مجالات عديدة، وأصبح في السنوات الأخيرة محط اهتمام العديد من الاقتصاديين والعلماء الباحثين.
لا شك أن الجمل قد أبان أنه الأصلح في الحِل والترحال في المناطق الصحراوية الجافة، زيادة على إمكانية الاستفادة من لحومه وألبانه؛ فالجمل لا يحتاج إلى الكثير من الغذاء مقارنة مع باقي حيوانات المزرعة، حيث يستطيع قطع مسافة 50 ميلاً يوميٌّا مع تحمل الجوع والعطش لمدة 5 أيام، أما حمل الأحمال فهو يستطيع نقل ما يفوق 500 كيلو غرام والسير بها مسافة 20 ميلاً في اليوم دون طعام أو شراب لمدة ثلاثة أيام متتالية. إن فك لغز هذا الحيوان العجيب يمر حتمًا عبر دراسة الخصائص التشريحية والفيزيولوجية.
الخصائص التشريحية:
يعد الجمل من الحيوانات المجترة على الرغم من وجود اختلافات كبيرة بين الجمل وباقي المجترات، حيث إن المعدة الثالثة (Omasum) تضاءلت وأضحى من الصعب تمييزها، ولعل أهم خاصية في الجهاز الهضمي هي وجود ما يسمى ـ مجازًا ـ الأكياس المائية (في المعدة الأولى (Rumen) وهي عبارة عن انثناءات تضم الملايين من الخلايا الغددية وتعلب دورًا رئيسيٌّا في تفعيل عمل اللعاب وإنتاج قسط وافر من السوائل.
تساعد شفتا الجمل العليا والسفلى على الخصوص على التقاط النباتات الشوكية بطريقة سهلة للغاية. ونظرًا لطول عنق الجمل فإن البلعوم يحتوي على عدد هائل من الغدد التي تعمل على ترطيب الوجبة الغذائية الجافة، وسهولة زحف الأكل داخل باقي مكونات الجهاز الهضمي.
ينفرد الجهاز التنفسي للإبل بوجود جيب أنفي جانبي يعمل على تحصيل نسبة هامة من الماء أثناء التنفس، كما يستطيع أنف الجمل الانغلاق كليٌّا مانعًا بذلك جفاف القصبة الهوائية.
جلد الجمل خلافًا لباقي آكلات العشب قليل المرونة، ولكنه غليظ جدٌّا لحسن الحظ، الشيء الذي يجعله يتحمل لسعات الحشرات وحرارة الرمال الملتهبة. أما الغدد العرقية الجلدية فهي قليلة جدٌّا في أنحاء الجسم، وهذه الندرة تساعد على توفير الماء بمنع التبذير عن طريق التعرق. شكل الوبر الغليظ ولونه يحدان من تسرب الحرارة من جسمه. اللون الفاتح للوبر يعمل على انعكاس أشعة الشمس الحارقة.
أما قدم الجمل فلا يتوفر على حافر ويتكون من نسيج دهني يوفر للجمل خفة ورشاقة في السير بكفاءة متساوية على الأرض الوعرة، والزلقة، وكذا الرمال الناعمة.
|
|
|