تصاب الأم بالهلع و الصدمة إذا رزقها الله بطفل معاق لعدم قدرتها الكافية علي التواصل معه،إلا أن الأمر لم يعد صعبا مثلما يتصور البعض و كل ما يحتاجه هو الصبر و التعرف الجيد علي إعاقة الطفل،لكي يصبح دور المنزل متكاملا مع دور المدرسة أو مؤسسة التأهيل للمساعدة في رفع مستوي مهارات الطفل المعاق.
من واقع التجربة الشخصية للسيدة لمياء توفيق عبدالحميد تقدم نصائح لرعاية الأطفال من ذوي الإعاقة و هي أم لعمرو و نشوي و هما في نهاية العشرينات من عمرهما و لديهما إعاقة ذهنية، و تقول أن المعلومات حول الإعاقات لم تكن متوفرة من قبل و تنصح في البداية بمعرفة إعاقة الطفل و القراءة عنها لتقديم المساعدة اللازمة،كما تؤكد علي ضرورة تواصل دور الأم مع المدرسة فهي رغم عدم توافر عدد كبير من المدارس في منتصف الثمانينات عند مولد إبنيها إلا أنها كانت تحرص دائما علي البحث عن أفضل فرصة لإلحاق إبنيهما بمدرسة مناسبة.
تكمل لمياء توفيق موضحة أنها تحرص علي التواصل مدرسي أبنائها لتستكمل معاهم مشوار التأهيل بنفس الأسلوب، و تعتبر أهم ما تفخر به هو أن أبنائها ليست لديهم أي مشكلة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين فإبنها الأكبر عمرو مؤذن في المسجد المجاور لمنزلها كما أن لنشوي الكثير من الأنشطة الفنية،و السر في أنها لا تخفي أبنائها فقد كانت الأسر تتعامل مع أبنائهم المعاقين من منطلق أنهم يجب إخفائهم و هو ما رفضته تماما و تنصح بإجتنابه.
تري لمياء أن المشكلة الأكبر لدي أي أم لطفل من ذوي الإعاقة هي نظرة المجتمع السلبية و نظرات الشفقة و كلمة "يا حرام" و غيرها من العبارات المستفزة.
تضع لنا مها هلالي أخصائية التأهيل و التخاطب الطرق اللازمة للتعامل مع الطفل المعاق و في البداية تقول:
صدمة ميلاد طفل معاق تكون كبيرة لأن الأم تتعامل مع واقع جديد عليها لم تستعد له، فهي كانت تستعد لطفل سليم وتحلم به وتحلم بمستقبله، وأهم ما يساعد الأم على تجاوز هذه الصدمة هو الإيمان بالله وقدره، والإيمان بحق هذا الطفل وبدورها في إمداده بكل ما يحتاج له من رعاية وحب وخدمات، كما يساعدها وجود الدعم الأسري خاصة من الزوج، ودعم المجتمع من خدمات وأهم من ذلك تقبل المجتمع لصغيرها.
تنصح هلالي الأم التي يعاني طفلها من فرط الحركة بالتعامل معه بصبر للتمكن من السيطرة علي حركاته،و تشير إلي أنها عادة ما تحتاج لمراجعة أخصائي تغذية لأن نوع الغذاء يؤثر في فرط الحركة، كما تحتاج لمراجعة أخصائي وظيفي لتبين ما إذا ما كان لديه أي إحتياجات حسية تدفعه لفرط الحركة.
كما يؤدي قلة التدليل إلي حدوث مشكلات لدي الطفل فزيادته أيضا تحدث نفس التأثير السلبي و لذلك تحذر منه قائلة: تعملنا كأمهات ضرورة وقاية أطفالنا من الرحمة المبالغ فيها والتي قد تؤدي لتعجيزه وتواكله بدلا من أن تحفزه على التحسن وتطوير قدراته.
و عن رعاية طفل التوحد تقول: الطفل في هذه الحالة يحتاج للحب والرعاية مثل سائر الأطفال، و لابد أن نضمن له حقوقه و أولها الحق في التعبير والتواصل و كذلك الحق في التعليم و الصحة و الوصول للخدمات الرياضية والترفيهية و هو ما يجب مساعدة الطفل علي تحقيقه.
في حالة إصابة الطفل بالإعاقة الذهنية "متلازمة داون" فتنصح مها هلالي الأم بضرورة التعرف على قدرات طفلها وما يحتاج إليه من تدخلات ترفع من قدراته وأن تتعلم طرق تبسيط المعلومات لمساعدته على الدمج في المدرسة.