كان الهلال أمس (الاربعاء) قاب قوسين أو أودنى من العودة من الدوحة بنقاط مواجهته الآسيوية الثالثة
امام السد كاملة بعد أن قدم مستوى جيدا حتى وهو يلعب بنصف فريق تقريبا
إثر غياب روح ومستوى سلمان الفرج والاكوداوري كاستيلو وياسر الشهراني
واختفاء ناصر الشمراني وإجهاضهم لتفوق فريقهم بأدائهم الباهت وبرودهم وروحهم الغائبة
وعدم تقديرهم لجماهيرهم سواء في الوطن التي تابعتهم من خلال الشاشة الفضية
او جماهيرهم التي تحملت عناء السفر ومشقته وحضرت بقوة وساندت،
نعرف ان الهلال هذا الموسم يعيش على الانفاق بصورة كبيرة من عضو شرفه الأمير احمد بن سلطان،
وهذه المواقف تعكس حبه وقربه من الادارة وحرصه على خدمة الكيان واسعاد جماهيره،
ولكن في بعض الاحوال ليس المال كل شيء، مالم يكن هناك تقييم فني صحيح تفرضه حاجة الفريق
وعودة الى تدهور الحالة الفنية لدى بعض لاعبي الهلال،
فالشهراني يقدم مجهودا وحركة، ولكن من دون فائدة وسرعان ماتتحول منطقته الى مسرح لعمليات
هجوم الفريق المقابل وخطورة بالغة على مرمى الهلال وحارسه،
والاغرب من ذلك ان الفريق لا يجيد في الهجوم، ولا ينجح في الدفاع ويزيد الطين بله الاندفاع
وهو متقدم بنتيجة 2-1 كالذي فعله امام السد من دون احكام،
والهدفان اللذان ولجا مرمى فايز السبيعي اشبه بسابقيهما من الأهداف في الدوري السعودي
وكل المسابقات التي شارك فيها الهلال عن طريقه حتى وإن شاركه الشهراني في مسؤولية الهدف الأول.
وربما لانبالغ لو سمينا بعض لاعبي الهلال بمجموعة "الاندفاع السريع"
فهم يندفعون الى الأمام من دون تركيز، وتأمين للدفاع والمساحات الموجودة في ملعبهم
وتمكن الخصم من العبور الى مرماهم بطرق سهلة
واخطاء بدائية على الرغم من توجيهات مديرهم الفني سامي الجابر بالهدوء والتركيز
والمحافظة على التقدم، ومشكلة بعضهم عدم استيعابهم للدروس في المباريات الماضية
ومحليا وخارجيا والتي حصلت فيها الأخطاء ذاتها،
وتكررت أمام السد وحرمت فريقهم من فوز مستحق،
ومهم كان سيريحه بصورة أفضل في ظل الفرص التي لاتزال كبيرة، فالهلال لم يخسر الكثير،
وهناك جولات الإياب اثنتان منها أمام السد وسباهان على أرضه،
وفرص تأهله لم تنته بعد بشرط العمل على دراسة الأخطاء وتلافيها
وإحساس الفرج وعبدالعزيز الدوسري والشهراني وكاستلو والبقية بالمسؤولية فهم من سيقود الفريق،
إما الى التأهل أو الى توديع البطولة الآسيوية باكرا.
وبالنسبة للجابر الذي وضعته الادارة امام فوهة المدفع
والاندفاع والانفعال الجماهيري والاعلامي مناصرين وغير مؤيدين فلابد ان يعيد حساباته،
و(نظن ان الرسالة وصلت اليه من الجميع اكثر من مرة)
وان يعيد للدفاع توازنه وتحريره من السرحان،
وترك المساحات فارغة من دون تغطية من لاعبي الوسط عند تقدم الاظهرة،
والملاحظ ان الفريق يؤدي جيدا الى ان يتقدم على الخصم فتحدث الربكة والاخطاء،
وهذا يعني ان عناصر الدفاع لايعرفون ماذا يفعلون
ختاما ليس عيبا ان تكون دكة البدلاء هي المكان المناسب
لأي لاعب يرى ان نجوميته السابقة تشفع له باحلال الخانة
الاساسية من دون ان يقدم عربون ذلك داخل المستطيل الاخضر،
ايضا عليه تقدير المسؤولية والشعار، ..