04-05-2014, 04:27 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2
|
تاريخ التسجيل : May 2009
|
أخر زيارة : 10-27-2024 (12:13 AM)
|
المشاركات :
37,350 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
|
لوني المفضل : Darkred
|
|
قصة وقصيدة من الادب العربي القديم.
تحكي هذه القصيدة قصة الشاعر محمد بن زريق البغدادي الذي كان مولعا بحب ابنة عمه ، لكنّ ما به من ضيق العيش وقلة ذات اليد حمله على الرحيل طلبا للرزق ، الأمر الذي لم ترضَ عنه ابنة عمه ، ومع ذلك فقد أخذ برأيه وقصد أبا الخبير عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس ، ومدحه بقصيدة بليغة ، فأعطاه عطاء قليلا ، فقال ابن زريق وقلبه يعتصر ألما : "إنا لله وإنا إليه راجعون! سلكتُ القفار والبحار إلى هذا الرجل ، فأعطاني هذا العطاء!" ثم انزوى يتذكر فراق ابنة عمه وما بينهما من بعد المسافة ، وما تحملَّه في سبيل هذا السفر من مشقة وبذل مال وبعد عن الأهل والأحبة ، فاعتلّ غمّا ومات .
وأراد عبد الرحمن - كما قيل - اختبار ابن زريق بهذا العطاء القليل ، فلما كان بعد أيام ، سأل عنه فافتقدوه في الخان الذي كان نازلا فيه ، فكانت المفاجأة أن تحول هذا الرجل إلى جثة هامدة ، وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه القصيدة الفراقية الحزينة التي تفيض رقة وحنانا .
والآن أترككم مع أبيات من القصيدة تتحدث إليكم فحديثها أبلغ ولسانها أفصح:
لا تَعــــذَلِيه فَإِنَّ العَــــذلَ يُولِعُـــهُ ** قَد قَلــتِ حَقاً وَلَكِـــن لَيـــسَ يَسمَـعُهُ
جاوَزتِ فِي لَومـهُ حَـداً أَضَرَّبِــهِ ** مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللـَــــومَ يَنفَـــعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفـق فِي تَأِنِيبِهِ بَــدَلاً ** مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ ** فَضُيَّقَت بِخُطُـــوبِ المَهــرِ أَضلُـعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَـوعَةِ التفنيـــدِ أَنَّ لَــهُ ** مِـنَ النَـــوى كُـــلَّ يَـــومٍ ما يُروعُـهُ
ما آبَ مِن سَفَـــرٍ إِلّا وَأَزعَـــجَهُ ** رَأيُ إِلــى سَفَـــرٍ بِالعَــــزمِ يَزمَــــعُهُ
كَأَنَّما هُــوَ فِي حِـــلِّ وَمُرتحَـــلٍ ** مُوَكَّــــلٍ بِفَضـــــاءِ الأَرضِ يَذرَعُـهُ
إِذا الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً ** وَلَو إِلى السَندِ أَضحى وَهُوَ يُقطــعُهُ
تأبى المطـــامعُ إلا أن تُجَشّــــمه ** للـــرزق ســعياً ولكـن ليس يجمَــعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنســـانِ تَوصِـــلُهُ ** رزقَاً وَلادَعَــــــةُ الإِنســـانِ تَقطَـعُهُ
قَد قسَّــمَ اللَهُ بَينَ الخَـلقِ رزقَهُمُ ** لَم يَخلُــــق اللَهُ مخلـــــوقاً يُضَيِّــــعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَسـتَ تَرى ** مُستَـرزِقاً وَسِـوى الغايــاتِ تُقنُــــعُهُ
وَالحِرصُ في الرّزق وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت**بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه ** إِرثاً وَيَمنَـــــعُهُ مِن حَيــثِ يُطمِــــعُهُ
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغــــدادَ لِي قَمَــــراً ** بِالكَرخِ مِن فَلَـــكِ الأَزرارَ مَطلَـــعُهُ
وَدَّعتُـــــهُ وَبـــوُدّي لَو يُوَدِّعُــــــنِي ** صَفــــوُ الحَيــــــاةِ وَأَنّـــي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً ** وَأَدمُعِـــــي مُستَهِــــــلّاتٍ وَأَدمُــــــعُهُ
لا أَكُذبث اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ ** عَنّــــــي بِفُـــرقَتِــــهِ لَكِــن أَرَقِّـــــعُهُ
إِنّي أَوَسِّـــــعُ عُـذري فِي جَنــــايَتِهِ ** بِالبيــــنِ عِنـــهُ وَجُرمي لا يُوَسِّـــعُهُ
رُزِقتُ مُلـكاً فَلَم أَحسِــن سِياسَـــتَهُ ** وَكُلُّ مَن لا يُسُـــوسُ المُلــكَ يَخلَــعُهُ
وَمَن غَدا لابِسـاً ثَوبَ النَعِيـــم بِلا ** شَكــــرٍ عَلَيـــــهِ فَــــإِنَّ اللَهَ يَنــــزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ**كَأســـاً أَجَــــرَّعُ مِنـــــها ما أَجَرَّعُـــــهُ
م|ن
عابرسبيل
|
|
للتـوآصل تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــرِ . على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ . على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ (`*•.¸(`*•.¸ A ¸.•*´)¸.•*´) ˜”*°•˜..♥..(-->♥ عابرسبيل♥<-- )♥..˜ •°*”˜ (¸.•*´(¸.•*´ A `*•.¸)`*•.¸) تقييم منتديات قبيلة ال شراحيل بفيفاء
زوروني هنا
|