السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الأزواج من يكثر لوم زوجته وأنتقادها
عند كل صغيرة و كبيرة فتراه ينتقد الطعام الذي تعده
ويعاتبها إذا بكى الصغار أو كثر عبثهم
ويبالغ في تأنيبها إذا نسيت
أو قصرت في شأن من شؤونه ولو كان صغيراً لا يُذكر
وأقبح ما في ذلك أن يعنفها فيما لا قدرة لها عليه
كأن يلومها إذا أنجبت ولداً مشوهاً أو فيه بعض العيوب الخلقية
فيجمع بذلك بين ألمها في نفسها وبين إساءته البالغة التي تَقِضُّ
مضجعها وتؤرق جفنها
وما هذا مسلك العقلاء
لأن كثرة اللوم لا تصدر من ذي خُلق كريم أو طبع سليم
ثم إن ذلك يورث
النفرة ويوجب الرهبة
فالزوج العاقل الكريم لا يعاتب زوجته عند أدنى هفوة
ولا يؤاخذها بأول زلة بل يلتمس لها المعاذير
ويحملها على أحسن المحامل
وإن كان هناك ما يستوجب العتاب عاتبها عتاباً ليناً رفيقاً
تدرك به خطأها دون أن يهدر
كرامتها أو ينسى جميلها
ثم ما أحسن أن يتغاضى المرء
ويتغافل فذلك من دلائل سمو النفس وشفافيتها وأريحيتها
كما أنه مما يعلي المنزلة ويريح من الغضب وآثاره المدمرة
وإن أتت الزوجة ما يوجب العتاب
فلا يحسن بالزوج أن يكرر
العتاب وينكأ الجراح مرة بعد مرة
لأن ذلك يفضي إلى البغض وقد لا يبقى للمودة عيناً ولا أثراً .
وما يعين الزوج على سلوك طريق الأعتدال في عتاب الزوجة
أن يوطن نفسه على أنه لن يجد من زوجته كل ما يريد
كما أنها لن تجد فيه كل ما تريد
فلا يحسن به والحالة هذه أن يعاتب في كل الأمور
وأن يتعقب كل صغيرة و كبيرة
ثم إن الأنسان لا يستطيع أن يتخلص من كثير من عيوبه
فعلام نُحمل الآخرين فوق ما يطيقون ونحن عن تلافى
كثير من عيوبنا عاجزون ؟؟؟
ولا يعني ما مضى أن يتساهل الزوج في تقصير الزوجة
في الأمور المهمة من نحو
القيام بالواجبات الدينية أو رعاية الآداب المرعية
أو الألتزام التي لا يقبل التنازل عنها بحال .
وإذا وقع من الزوج شدة العتاب أو إسراف في اللوم
فيحسن به إذا وقع منه ذلك أن يبادر إلى الأعتذار أو الهدية
وإظهار الأسف والأعتراف بالخطأ
دون أن تأخذه العزة بالأثم
فما هو إلا بشر وما كان لبشر أن يدعي أنه لم
يقل إلا صواباً
فإذا أخذ الزوج بهذه الطريقة قلَّ عتابه وأراح نفسه وسما بخلقه