السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آسف أختي .....
نعم .......
انها رسالة محب من القلب.....
رسالة كتبتها بدمع عيني.......
ورعشة أنامل يدي.....
على صفحة خدي......
أقدمها لك أختي....
أختي ........
أنا لا أريد ان انكأ لك جراحا
أو أزيد في آلامك وهمومك
أنا لا أريد أبدا ان اشمت بك
فأنت أختي ..........أختي
أختي...
لن أتكلم معك في سبب طلاقك
ومن المسؤل عـــن ذلك الطلاق
ولن أتكلم معك في الماضي الزوجي
فنهاية وآخر المطاف : أنتي مطلقــــة
انني أقدم رسائلي هذه إليك
هدية ونصيحــــــة بين يديـك
لكي تقومي بها على قدميك
بإذن الله
انها رسائل تبدأ ......
منذ ان وصلت كلمة الطلاق إلــى أذنيك
ومنذ ان وضعتي ورقة الطلاق في يديك
أختي المطلقة........
ماذا بعد الطلاق ؟؟؟؟؟
الرسالة الأولى:
عندما يقع طلاقك فليكن أول ما تقوليه:
( إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها )
نعم دموعك التي انهمرت .....
ونفسيتك التي تكــــدرت.....
والهــــــم الذي ركبك......
والنصب الذي حـل بك......
أجور حفت والتفت بك.....
لتزفك إلى الدرجات العليا يوم ان تحتسبيها عند الله
ويوم ان تصبري على قضاء الله وحكم الله عز وجـل
فو الله .........
لن يضيع اجر نصبك وشقاؤك وتعبك مع زوجك
اذا احتسبتي وطلبتي الأجر والمثوبة مــن ربـك
ولن تسود الحياة المستقبلية في عينيك
فقد طلبتي الخير بعد هـــــــذه المصيبة
مـن ربـك الذي بيــــــــــــــده كل شـئ
كم قائلة لهذه الكلمــات......
سعدت في هذه الحياة......
كم من مرددة لها استقبلت حياتها......
بهمـة عالية ونشاط متقد لا يفتــــر......
محتسبة عند ربها عظيم الأجــــــر......
أخيرا أختي ......
اسمعي ما قالته أمك أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها:
( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
ما من مسلم تصيبه مصيبة
فيقول ما أمره الله
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها
إلا أخلف الله له خيرا منها .
قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة
أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها
فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ...) رواه مسلم
فهيا أختي.....رددي معي :
( انا لله وانا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها )
أختي.......
الرسالة الثانية.......
نعم ....إليك أختي رسالتي الثانية :
اختاااه.......
( طلاقك لا يجيز لك انطلاق لسانك )
كم من السباب والشتام........
كم من فضائح ذاعت وانتشرت........
كم من أسرار أظهرت.....
كم من غيبة انطلقت.....
كم من تشفٍ وظلمٍ حصل
أكل ذلك لان الإنسان طلق؟؟
وهل المظلوم يجوز له شرعا ذلك؟؟
انما جاز له الجهر بالسوء عند من يأخذ له حقه!!!
لا عند الداخل والخارج وفي كل الحال ومقال!!!!!!
اختاااه.....
ان كلمة يقولها الإنسان لا يلقي لها بال من سخط الله
تهوي به في جهنم سبعين خريفا.....
فهل يعقل ان نخسر حياتنا الزوجية
ونخسر أيضا حياتنا الأخروية ؟؟؟
اختاااه....
اسمعي ما قاله لك ربك بعد طلاقك :
( ولا تنسوا الفضل بينكم )
لا تنسي معروفه وجميله
في ظلام همومك ومصيبتك
اختااااه...
ثم لمن تبث الهموم والشكوى؟؟؟؟
لأناس يعاتبون او يشمتون؟؟؟
او ناصحون لكن لا يقدمون او يؤخرون؟؟؟
أليس الله هو أولى من تبث إليه الشكوى
كلامك ودعاؤك معه أجور وعبادة
وحاجاتك مقضية وزيادة.....
فاحفظي لسانك عن منكر القول...
وناجي ربك واستأنسي به في ظلمة الليل.....
الرسالة الثالثة....
إليك يا أختي الغالية .....
لازلت اكتب رسائلي .......
فأرعني سمعك ......
وارمقي أحرفي .......
بعينك التي احرقها دمعك.....
رسالتي الثالثة عنوانها :
( بعدك عن ربك لا زوجك هو خسرانك الحقيقي )
نعم أختي ......
ان خسرتي زوجا .......فالأزواج غيره كثير....
وان خسرتي حياة زوجية ...فالقادمات اسعـد....
وان خسرتي بيتا ......فالبيوت كثيرة تتجـدد....
وان خسرتي عشرة ومحبة ....ربحتي غيرها وربما أجمل منها....
لكن صدقيني أختي خسرانك الحقيقي هو بعدك عن ربك ومولاك.....
فكل شئ منه عوض وبديل......
اما الله فما منه عـوض أبدا......
ان كان الناس قد أحبوك ...وأنتي على معصيته......
فثقي تماما لن ينفعوك بل هم أعداؤك بين يـده......
وان كان لك أسرة وبيت ....ولكن قلبك عن الله ميت.......
فأي حياة هذه التي تعيشينها وأي أسرة هذه تكونينها.......؟؟
اختااااه.....
اذا كان الحبل الذي بينك وبين ربك ممــدود وموصول......
فمهما تقطعت حبالك مع الناس فإن الله يوصلك ولا يخذلك......
وان فزتي مع ربك بالمحبة والرضا وعـدم السخط عليك......
فاحمدي الله وقولي : ( إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي )..
اختااااه....
اذا كنتي مع الله فاعلمي ان معـك كل شئ......
واعلمي انه سيعوضك خيرا مما اخذ منك.......
فاشددي يديكِ بحبل الله معتصما......
فإنه الركــن ان خانتك أركانُ......
رزقنا الله حسن القــول والفعال...
واكرمنا بعظيم الفضل والوصال....
الرسالة الرابعة.....
إليك اختاااه.....
كلمات صدق وحب.....
من قلب صادق لك ومحب.......
أحب نصحك......
وتقديم يد العون لك.......
اختاااه .......
رسالتي الرابعة أضعها بين يديك:
تبكي حروفها بين عينيك ....
عنوانها :
( أجرك مرتبط بإيمانك بقضائك وقدرك )
أختي قد كان ما كان ......
فلما كل هذه الهموم والغموم والأحـزان.....؟؟
لما كل هذا التأسف على ما مضى وكان.....؟؟
لما كل هذا التسخط والضجـر .......؟؟
اهو عدم إيمان بالقضاء والقدر.......؟؟
اما علمتي أختاه ان قضاء الله كله خير؟؟
وان في طيات المقدور فـرح وسرور؟؟
اما علمتي ان أمر المؤمن كله خير...
وإن كان ظاهـره ضرر وضير...
اختااااه.......
رضاك بما قضـاه الله .....
تسليم لأمــــر الله......
فاحمدي الله عند البلاء......
توهبي عظيم العطـاء.....
واعلمي ان الفرج يعقب الضيق........
وان العسر يتبعه تباشيراليسـر........
واسمعي ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا لحال المؤمن :
( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن
أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم
فاحتسبي أجرك عند الله ........
برضاك بما قــدره الله........
وانتظري اذا حققتي الإيمان.......
نسمات الفجر وزغاريد الأفراح
من بين ظلمة الأحزان.......
( ومن يؤمن بالله يهدي قلبه )
الرسالة الخامسة :
أضعها بين عينيك.....
هدية منـي اليك......
فأرعيها سمعك........
وارمقيها بعينك.......
عنوانها :
( حياتك الزوجية الأولى.......مدرسة تخرجتي منها )
نعم .....مدرسة ؟؟؟
لها أدوارها ولها فصولها.......!!!
عشتي كل لحظة فيها في فصل من فصولها.......
وتعلمتي في سنواتها كل ما تحبيه ومالا تحبيه......
عشتي أفراحها وأحـزانـها......
وتذوقتي سعدها وهمومـها.......
وها أنتي قد تخرجتي منها.......
فهل يعقل .....
ان تنسى هذه المدرسة او ان تغفـل؟؟؟
او ان نتعمد نسيان ما مضى وانقضى؟؟؟
اختاااه......
استفيدي من خبرتك...
في حياتك الزوجية الأولى......
فأنتي لستي زوجة فاشلة.......
بل صاحبة خبرة ثاقبة.......
ففشلك مع رجل لا يدل ابدا فشلك مع كل رجل
ولعل الطلاق أصلا لم تكوني سببا فيه ؟؟؟؟؟
لذا أختي ......
ورقة وقلم ........
تسطرين فيها تجربتك في الحياة الأولى.....
تدونين ايجابيات حياتك بجانب سلبياتك.....
وتكتبين فيها مـلاحظاتك ومـرئياتك.....
يستفيد منها يوما الآخرون......
وحتى لا يتكـــرر خطؤك ولو بعد حين.......
واعلمي ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.......
الرسالة السادسة :
لازالت أناملي تكتب.....
ولازال قلبي ينبض بالحب...
فرسائلي اليك ......
عنوان أخوتي لك....
فدونك رسالتي السادسة .....
اقرئيـها......
وافهميها......
وعيـها......
اقول لك فيها :
( توقف حياتك الزوجية...... لا يعني توقف حياتك )
نعم لماذا تقفين ؟؟؟؟؟؟
لماذا تتعطلين؟؟؟؟؟؟؟
لماذا تيأسين؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يعني انتهى كل شئ ؟؟؟؟؟
لا والله انما الذي انتهى شئ .......
فالقصور في جانب لا يعني قصور في كل الجوانب....
والإخفاق في مادة لا يعني إخفاق فــي كل المواد.....
أين طموحاتك ؟؟؟؟
أين هـواياتك؟؟؟؟؟
أين أهدافك؟؟؟؟؟؟
ارفعي رأسك الذي طأطأتيه وارخيتيه......
واخلعي لباس الحزن والأسـى والتيه......
وانطلقي في مضمار الحياة بكل جد ونشاط
فلعل مستقبل مشرق ينتظر قدومــك إليه
فأنت صاحبة هدف ورسالة.....
لا راعية خمول وبطــالة.....
اختاااه......
اهمس في إذنك وأقول لك .....
جوانب الدعوة إلى الله عز وجل بحاجة إليك والى وقتك والى فكـرك
فما المانع ان ترتبطي مع أخوات صالحات في طريق الدعوة الى الله
ما المانع ان تبدئي بأعظم تجارة وهي حفظ كتاب الله........
ما المانع ان تزاولي هــواياتك وان تتخصصي فيها.......
ما المانع ان تواصلي دراستك الى الشهادات العلــيا........
لما تقتلين كل أهدافك بنفسـك.....
لما تقتلين كل شيئ فيك بيدك......
أفيقي أختي .....
ولا تلتفتي إلى ما يقولـه غيرك.....
ولا تحزني من نظرة مجتمعك......
فبتحقيق أهدافك يفخـــر بك....
ويعرف عندئذ مكانتك وقدرك.....
فانطلقي ولا تقفي .....ولا تترددي
واني على أمل ان اجد نتاجك الدعوي والعلمـــي
قد أثمر في من حولك وفي مجتمعك في اقرب وقت
وفقك الله أختي لكل خير وسعادة
ورزقنا جميعا الجنة والــزيادة
الرسالة السابعة
إليك أختي الفاضلة .....
اهدي رسالتي السابعة......
عنوانها :
( احذري من الحساسية الزائدة )
نعم أختي .......
فجرحك الذي لم يرق بعد....
وطلاقك الذي أحزنك وآلمك...
ليس مبررا في زيادة حساسيتك في كل من حولك......
إياك ان تفسري كلمات الآخــرين تفسيرا سلبيا.......
لا تنزعجي من خدمة الآخرين لك........
ولا تنحرجي عندما يتكلم من حولك عن أزواجهم......
فهم لا يريدون إثارتك وتحطيمك......
أو مقصودهم إهانتك او جرحك.......
وإلا سوف تخسرين من حولك ......
وتطعنين في مقاصدهم ونياتهم.......
حاولي ان تضعي تصرفاتهم .......
في وضع ايجابي وتفسير منطقي....
واخرجي من حساسيتك.....
لتسعدي بمن حولك ويسعدوا بك......
الرسالة الثامنة
أختي الفاضلة.....
نصيحة إليك صادقة ....
اسطرها لك في رسالتي الثامنة...
أرجو ان تنظري فيها وتقبليها ولا تهمليها....
عنوانها :
( لا تردي من طرق بابك ....وأراد قربك )
نعم .....ففشل الحياة الزوجية الأولى....
ليس فشلا في كل حياة زوجية....
وتنكرك لنداء فطرتك .....
لا يزيدك الا مشكلة إلى مشكلتك.....
فلما الرفض وعدم القبول ؟؟؟؟؟
ولما الحكم على جنس الرجال أجمعين ؟؟؟
فالناس معادن مختلفة وطبائع شتى......
ان حياتك بزوج أو نصف زوج أو ثلث زوج أو ربع زوج
خير وخير من بقائك أيماً تصارعين أعباء الحياة لوحدك
وكيف تقارنين بين التأيم وبين إكمال نصف الدين ؟؟؟؟؟؟؟
أرجوك حكمي عقلك وانظري في أمرك وتوكلي على الله
واستفيدي من خبرتك السابقة في حسن النظر الاختيار
يسر الله أمرك وفرج همك
وقضى حاجتك وفك فاقتك