رد: معآ انكتب 1000 حديث صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر ، فأووا إلى غار في جبل ، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل ، فانطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله ، فادعوا الله تعالى بها ، لعل الله يفرجها عنكم. فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ، وامرأتي ، ولى صبية صغار أرعى عليهم ، فإذا أرحت عليهم ، حلبت ، فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني ، وأنه نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما ، فحلبت كما كنت أحلب ، فجئت بالحلاب ، فقمت عند رءوسهما ، أكره أن أوقظهما من نومهما ، وأكره أن أسقى الصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون عند قدمي ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ، نرى منها السماء. ففرج الله منها فرجة ، فرأوا منها السماء. وقال الآخر : اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء ، وطلبت إليها نفسها ، فأبت حتى آتيها بمائة دينار ، فتعبت حتى جمعت مائة دينار ، فجئتها بها ، فلما وقعت بين رجليها قالت : يا عبد الله اتق الله ، ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها ، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك ، فافرج لنا منها فرجة، ففرج لهم.
وقال الآخر : اللهم إني كنت استأجرت أجيراً بفرق أرز ، فلما قضى عمله قال : أعطني حقي ، فعرضت عليه فرقه فرغب عنه ، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقراً ورعائها ، فجاءني فقال : اتق الله ولا تظلمني حقي. قلت اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها. فقال : اتق الله ولا تستهزئ بي . فقلت : إني لا أستهزئ بك خذ ذلك البقر ورعائها. فأخذه فذهب به ، فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك ، فافرج لنا ما بقى. ففرج الله ما بقى " .
متفق عليه .
قال النووي رحمه الله :
" قوله : " فإذا أرحت عليهم حلبت " معناه إذا رددت الماشية من المرعى إليهم وإلى موضع مبيتها وهو مراحها بضم الميم يقال أرحت الماشية وروحتها بمعنى .
قوله : " نأى بي ذات يوم الشجر " وفى بعض ناء بى فالأول يجعل الهمزة قبل الألف وبه قرأ أكثر القراء السبعة ، والثاني عكسه وهما لغتان وقراءتان ومعناه بعد والثاني البعد .
قوله : " فجئت بالحلاب " هو بكسر الحاء ، وهو : الإناء الذي يحلب فيه يسع حلبة ناقة ، ويقال له المحلب : بكسر الميم . قال القاضي : وقد يريد بالحلاب هنا اللبن المحلوب .
قوله : " والصبية يتضاغون " أى يصيحون ويستغيثون من الجوع .
وقوله : " لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا " فقوله : لا أغبق بفتح الهمزة وضم الباء ، أي ما كنت أقدم عليهما أحدا في شرب نصيبهما عشاء من اللبن ، والغبوق : شرب العشاء ، والصبوح : شرب أول النهار . يقال : منه غبقت الرجل بفتح الباء ، أغبقه : بضمها مع فتح الهمزة غبقاً ، فاغتبق أي سقيته عشاء ، فشرب وهذا الذي ذكرته من ضبطه متفق عليه في كتب اللغة وكتب غريب الحديث والشروح وقد يصحفه بعض من لا أنس له ، فيقول : أغبق : بضم الهمزة وكسر الباء ، وهذا غلط " ([12]).
قلت :
في هذا الحديث التوسل إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة ومن أفضلها وأجلها عند الله بر الوالدين .
وفيه أن بر الوالدين سبب للنجاة من الكروب والشدائد .
وفيه فضل خدمة الوالدين وتقديمهما على الأولاد والزوجة وغيرهم .
وفيه أن بر الوالدين سبب لاستجابة الدعاء .
وفيه أن بر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات وبه تتنزل الرحمات .
|