رد: معآ انكتب 1000 حديث صحيح للرسول صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة ، فدعوتها يوماً فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، قلت : يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي ، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اهد أم أبي هريرة " ، فخرجت مستبشراً بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جئت فصرت إلى الباب ، فإذا هو مجاف ، فسمعت أمي خشف قدمي ، فقالت مكانك! يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء ، قال : فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ، ففتحت الباب ، ثم قالت : يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، قال : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيته وأنا أبكي من الفرح ، قال : قلت : يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة ، فحمد الله وأثنى عليه وقال خيراً . قال : قلت : يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ، ويحببهم إلينا ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم حبب عبيدك هذا - يعني : أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين ، وحبب إليهم المؤمنين " . فما خلق مؤمن يسمع بي ، ولا يراني إلا أحبني .
أخرجه مسلم .
قلت :
في هذا الحديث دليل على حرص أبي هريرة رضي الله عنه إلى هداية والدته ، وهكذا ينبغي للابن المسلم أن يحافظ على هداية والدية واستقامتهم على الطريق القويم باللين والحكمة ، وليس كما يفعله البعض إذا وجد والديه على معصية من المعاصي وقف في وجههم وكال لهم من الألفاظ ما لا يليق ، بل عليه بالصبر والدعاء لهم بالهداية ونصحهم بالتي هي أحسن ، فإن بعض الأبناء بأسلوبه الفظ ينفر والديه من الهدايه كراهية في تصرفاته وهذا من سوء التصرف وعدم الحكمة في الدعوة إلى الله .
32- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على عبد الله بن أبي ابن سلول ، وهو في ظل أجمة ، فقال : قد غبر علينا ابن أبي كبشة ، فقال : ابنه عبد الله بن عبد الله : والذي أكرمك ، والذي أنزل عليك الكتاب ، لئن شئت لآتينك برأسه! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا ولكن بر أباك ، وأحسن صحبته " .
أخرجه البزار وابن حبان والطبراني في الأوسط وحسنه الألباني .
قلت :
في هذا الحديث الحث على بر الأب وإن كان كافراً ما لم يأمره بمعصية .
وفيه الحث على حسن الصحبة للأب الكافر لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك ، ولقوله تعالى : (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )) [ لقمان آية : 15 ] .
وفيه وجوب بر الأب المسلم لأنه إذا أمر الابن ببر الأب الكافر فالمسلم من باب أولى .
|