الشيخ جابر بن جبران الحكمي الفيفي “رحمه الله” في سطور وقصيدة رثاء ..

فيفاء أون لاين


الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه .
أما بعد: فأنني أتحدث عن رجل ليس كغيره من الرجال عاش للناس ولم يعش لنفسه، بل هو رجل كرس حياته في خدمة كل من طرق بابه ليلا أو نهاراً .
قبل عامين كان الفراق، وكان الوداع .. لرجل سكن القلوب ولا يزال؛ فمكانته الاجتماعية وأدواره الإيجابية مع أبناء فيفاء يستحيل أن تنسى أو تمحى ..
جعل أفعاله ومواقفه الرجولية تتحدث عنه… كان خير معين، وخير مرشد، وخير نصير، توفي الشيخ جابر بن جبران الحكمي الفيفي، وكل من عرفه يقول: ليتني أسترجع عقارب الزمن ليبقى بيننا ومعنا، ولكن الله قبضه إليه، فقضى نحبه..
بقيت ذكراه ومناقبه خير شاهد على ما كان يمثله من حكمة وحنكة ورأي سديد.
رحمه الله وغفر له.
نعم لقد كان رحمه الله شخصية نبيلة عزيزة جديرة بالاحترام، حيث كان يفرض احترامه على الناس بعكس بعض الناس الذين يفرضون على الناس عدم احترامهم.
نعم إنه شخصية جمع الرجولة من أطرافها كرماً ورجولة وشهامة ونخوة؛ كان بحراً متلاطم الأمواج مهما تحدثنا عنه لن نفيه حقه رحمه الله .
كان يُرى في الأفراح والأتراح مشاركاً بنفسه وماله .
لقد كان رحمه الله سفير المصالحة بين القبائل وبين الأفراد لما وهبه الله من حكمة وشجاعة وصبر، ولا أعلم انه استراح لحظة من ليل أو نهار .
إنه رحمه الله ـ كما أسلفتُ ـ عاش للناس .
حقاً إنه من الطراز البشري الرفيع رحمه الله .
إنه حقاً ينطبق عليه قول الشاعر:
هو البحر من أي النواحي أتيته *** فلجته المعروف والجود ساحله .
وينطبق عليه أيضاً قول أبي الطيب المتنبي:
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسامُ .
وسنظل نفاخر به ونتباهى بأفعاله ما دمنا على قيد الحياة رحمه الله .
لقد جمع الصفات التي بها يسود الإنسان الناس؛ سخاءً نجدة شجاعة حلماً، بياناً، صبراً .
نعم لقد كان في قومه رحمه الله كألمع درة في التاج .
كان شخصية حازمة صارمة لا يعرف الوهن أو الخور؛ لقد جرد نفسه وموهبته لخدمة الناس، وهذا أعظم غرض يصل إليه الإنسان ..
وفي الحديث: (خير الناس أنفعهم للناس) .
نعم؛ لقد كانت تُشد إليه الرحال لطلب الشفاعة والجاه والإصلاح، هذا ليس كلاماً يقال وإنما بالدليل القاطع .
كل من عرفه يقول لي: صدقت وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .
حقاً لقد بلغ الغاية ورفع الراية وأتعب من بعده ــ رحمه الله ــ .
نعم لقد تحيرت وقلت هل أنثر في الفقيد سحراً من الكلام أو نظماً من الشعر .
فآثرت النثر تاركاً الشعر للشاعر الموهوب سلمان قاسم الفيفي .
أختم كلماتي بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
ارفع لنفسك بعد موتك ذكرها ** فالذكر للإنسان عمر ثاني .
رحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به في دار كرامته وجعل أبناءه خير خلف لخير سلف، والله من وراء القصد .