بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله يحب الستر ويحث عليه والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ) وقال ( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) أما بعد
ففضل عظيم وأجر كبير في الستر على الناس . الستر على غير المجاهر وعلى من ليس ضرره متعديا توفيق من الله للعبد .
حتى إن البعض يحمد الله يوم يرى موقفا يحتاج من يكون فيه إلى الستر ؛بل إنه يعده خبيئة بينه وبين الله .
والبعض الآخر مفهوم الستر عنده محدود ؛ يظن أنه لا يحتاج إلى الستر فهو ليس من أهل المعاصي وليس من أرباب الكبائر ؛ بل يرى نفسه من أهل مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال ؛ ولا يراه الناس إلا في المواقف التي يُحمد أهلها عليها .
والستر مفهومه أوسع من هذا بكثير ؛ فأهمه وأعظمه الستر في يوم القيامة يوم يُحصل ما في الصدور ؛يوم قاله الله عنه ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ).
والستر في الدنيا ليس خاصا بالمذنبين بل تحتاج الستر في كل شيء في نفسك وأهلك ومالك وولدك.
تحتاج أن يسترك الله فلا تظهر لك حاجة ولا يطّلع الناس منك على فاقة ؛ بل إن الله يستر عبده حتى يجنبه أصلا المواقف التي لا يستطيع مقاومتها أو التي ستسبب له حرجا .
إذا علمت هذا فاحرص يا رعاك الله على أن لا تهتك لأحد سترا ؛ عالج وساهم في الحل إن استطعت لكن إياك وهتك الأستار .
وجدت فلانا مع زوجه في المحكمة وبينهما قضية فهذا ستر فإياك أن تهتكه .
دخلت محلا تجاريا وإذ بصاحب المحل ممسك بجارك يقول متى تسدد حقي عليك فهذا ستر فإياك أن تهتكه .
وجدت في جوال ولدك مقطعا غير لائق فهذا ستر فإياك أن تهتكه .
قال لك طلقت زوجتي لأنها فعلت وفعلت فهذا ستر فإياك أن تهتكه .
شكى إليك حاجة أو اعترف لك بخطيئة فهذا ستر فإياك أن تهتكه .
الخاتمة : ضع نفسك مكان الشخص الآخر فإذا كنت لا تُحب أن يُحدث بما رأى منك فلا تحدث بما ترى منه وقل لنفسك : (هذا ستر فلن اهتكه) .
اللهم أدم علينا وعلى المسلمين سترك واسترنا وإياهم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض .