تحليل رسومات ذوي الاحتياجات الخاصة
إن الضريبة العاطفية التي يدفعها هؤلاء ذوي الاحتياجات الخاصة..ثقيلة جدا عليهم إن لم نتعامل معها بإيجابية،قد ينسحبون بسببها إلى عوالمهم الخاصة،فلطالما صادفنا أشخاصا في الحياة من ذوي الاحتياجات الخاصة...قد تكون إعاقتهم واضحة..من أول وهلة ندرك أنهم يعانوا من مشكلة ما فنتدارك ملاحظتنا لنتوجه بتصرفاتنا إلى كينونتهم وذاتهم دافعين إياهم إلى التشجيع والإطراء وإعجاب بالإنجاز حتى وإن كان بسيطا....
بينما آخرين قد لا تكون ظاهرة (عقلية،عصبية،توحد،فقد للذاكرة ،أو صعوبة في التعلم ....إلخ)..من الإعاقات التي نكتشفها فقط حين التعامل معهم..لهذا فإن هذه الفئة غالبا ما يكونوا عرضى للنقد في عمر مبكر جداً مما يجعلهم يشعرون بأنهم ليسوا مقبولين بالقدر الكافي..أكتافهم ترتخي ـ ومشيتهم تتباطأ ـ ويحملون حملاً ثقيلا من الذنب والإثم والخوف غالبا فوق ظهورهم ويُقابَلون دائما بمثل:
(لماذا لا تستطيع أن تظل ثابتاً؟)(لماذا لا تنتبه؟)
(لماذا لا تستطيع أن تبذل قصارى جهدك)(ما الخطأ فيك؟)..
(الكل يفعل ذلك وأنت لا تفعل؟؟) أنت غبي..لا تفهم..بائس..عنيد وكسلان
ذلك لأنهم يخطئون ...........والخطأ وارد..فكل العلوم فيها الصحيح والخاطئ...ولكن الفنون تتميز بأن معظمها صحيحا..بل وتحمل معنىً رمزيًا يمكن فهمه دون كلمات،.سهولتها جعلتها لغة الشعوب وحكاية الحضارات..وكـ وسيلة للتواصل مع من يصعب التواصل معهم أو فهمهم..
هنا نعلم حقا إن (العلم الحديث) لم يخطئ حين أعلن أن الفنون بأنواعها هي من أكثر الوسائل والأمل الذي من خلاله يعبرون عن أنفسهم للعالم بأنهم يقدرون قيمة ذاتهم،فكل طفل يستطيع أن يتعلم ..إنه يقدم لنا ـ نحن الكبارـ فرصة أن نبحث ونكتشف الطرق التي يتعلم بها ذوو الاحتياجات الخاصة،بمعنى آخر.نحن لا نستطيع القول بأننا حاولنا أن نُعلم ذو الاحتياجات الخاصة ولكنه لم يتعلم.
وإنما يجب أن نكتشف كيف يتعلم ذوي الاحتياجات الخاصة ربما عن طريق الرؤية واللمس أو عن طريق السمع أو عن طريق الإشارات والممارسة العملية.
حفظكم الله
|