تأملت في أحوال الدنيا، وما في النفس من نوازغ وتقلبات، وما في*
المجتمعات من فتنٍ وبلاء!! فحدثتني نفسي قائلة : ماذا لو جاءك*
الموت الآن؟!
ولا أخفيكم قولاً أن هذا السؤال قد أفزعني أيُّما فزعٍ!! ليس لحرصي*
على الحياة التي أعلم يقيناً وأنا أعيش على ظهرها الآن أنني أحيا في*
مجرد أوهام وأحلام!!
وإنما ليقيني بفرط تقصيري، وخوفي من مواجهة من يعلم سري، وما*
اقترفته يداي!!*
فسألت نفسي : وهل من مستعدٍ تمام الاستعداد لهذا اللقاء، وهو*
يحيا بين أظهرنا الآن على ظهر هذه الحياة؟!
فأجابتني : لا تخلو الدنيا أبداً من الصالحين، الذي هم للدرب سالكون،*
وبخطاهم على طريق الحق ثابتون، ومن لقاء الله وجلون، ولعفوه*
ورضوانه راجون، ومن عذابه مشفقون، وفي جناته آملين وراغبون!!
فقلت في نفسي، والله إنني إلى لقاء أمثال لهؤلاء لمن المشتاقين،*
ولتقبيل جباههم لمن الراغبين، بل ولصحبتهم من الحريصين!!