قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [الحجرات : 11 ].
ينهى الله تعالى عن السخرية بالناس ،و هو احتقارهم و الاستهزاء بهم ،كما ثبت في الصحيح عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الكبر بطر الحق وغمص الناس -ويروى: وغمط الناس-" أخرجه مسلم (91)
وهذا حرام ، فإنه قد يكون المحتقر أعظم عند الله تعالى، و أحب إليه من الساخر منه المحتقر له، فنص على نهي الرجال وعطف نهي النساء.
ثم قال: { وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ }أي: لا تلزموا الناس ،و الهماز اللماز من الرجال مذموم ملعون ، الهمز بالفعل ، واللمز بالقول.
{ وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ } أي:لا تتداعوابالألقاب ، وهي التي يسوء الشخص سماعها.
عن أبي حيدة بن الضحاك قال :فينا نزلت في بني سلمة { وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ } قال :قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة، فكان إذا دعي أحد منهم باسم من تلك الأسماء، قالوا: يارسول الله أنه يغضب من هذا ، فنزلت { وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ } حديت صحيح رواه أبو داود و الترمذي وغيرهما ، و صححه الألباني في الأدب المفرد
{ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ } أي:بئس الصفة و الاسم الفسوق ،وهو التنابز بالألقاب كما كان أهل الجاهلية يتناعتون بعد ما دخلتم فيالإسلام
وعقلتموه ،(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ)أي:من هذا( فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (ابن كثير)