رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
قآل تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)
سورة النحل (90)
[اختلف العلماء في تأويل العدل والاحسان]
قال ابن عباس :
العدل : لا إله إلا الله، والاحسان أداء الفرائض.
وقيل : العدل الفرض، والاحسان النافلة.
وقال ابن مسعود :
هذه أجمع آية في القرآن لخير يمتثل، ولشر يجتنب.
قال على بن أبى طالب :
العدل : الانصاف،
والاحسان : التفضل.
قال سفيان بن عيينة :
العدل في هذا الموضع : هو استواء السريرة والعلانية من كل عامل لله عملا .
والإحسان : أن تكون سريرته أحسن من علانيته
قال ابن عطية :
العدل : هو كل مفروض، من عقائد وشرائع في أداء الامانات، وترك الظلم والانصاف، وإعطاء الحق.
والاحسان : هو فعل كل مندوب إليه، فمن الاشياء ما هو كله مندوب إليه، ومنها ما هو فرض، إلا أن حد الاجزاء منه داخل في العدل، والتكميل الزائد على الاجزاء داخل في الاحسان.
قال ابن العربي :
العدل بين العبد وبين ربه إيثار حقه تعالى على حظ نفسه، وتقديم رضاه على هواه، والاجتناب للزواجر والامتثال للاوامر.
وأما العدل بينه وبين نفسه فمنعها مما فيه هلاكها، قال الله تعالى: " ونهى النفس عن الهوى (1) " وعزوب (2) الاطماع عن الاتباع، ولزوم القناعة في كل حال ومعنى.
وأما العدل بينه وبين الخلق فبذل النصيحة، وترك الخيانة فيما قل وكثر، والانصاف من نفسك لهم بكل وجه، ولا يكون منك إساءة إلى أحد بقول ولا فعل لا في سر ولا في علن، والصبر على ما يصيبك منهم من البلوى، وأقل ذلك الانصاف وترك الاذى.
قال العز بن عبد السلام :
بالعدل : شهادة التوحيد
والإحسان : الصبر على طاعته في أمره ونهيه سراً وجهراً
قال أبو بكر الجزائري :
هي أجمع آية في كتاب الله للخير والشر. وهي كذلك فما من خيرٍ إلا وأمرت به ولا من شرٍ إلا ونهت عنه.
العدل : الإنصاف ومنه التوحيد.
الإحسان : أداء الفرائض وترك المحارم مع مراقبة الله تعالى.
قال الشيخ صالح المغامسي حفظة الله :
قالوا العدل أن يستوي سريرة الإنسان وعلانيته و الإحسان أن تكون سريرة الإنسان أعظم من علانيته وإن كان دون ذلك فرط القتاد ولا أظن أحداَ على الأرض اليوم يحملها اللهم إلا قليل نادر قد لا يعرفون ، والمقصود أن حسن الطوية الصدق مع الله تبارك وتعالى كمال السريرة من أعظم النور الذي بثه الله جل وعلا في كتابه حتى يتعظ به الناس ويأخذوه وينهلوا منه ويجعلوه طريقاَ إلى رحمة ربهم تبارك وتعالى يوم تبلى السرائر.
|