ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ:--
وهم عباد الرحمن ، نسبهم الحق له، ولم يكونوا عبيد لشيء أخر, فهم عبيد الله اصطفاهم له، وأورثهم الكتاب، فمنهم من ظلم نفسه فلم يطلع سره علي غيره واعتبر ماخلا الله باطل فتعامل بالحجاب، ومنهم مقتصد بلغ ما عنده فزكي خلقه ونفسه عند ربه، ومنهم سابق بالخيرات فأظهر ولم يبطن وكان علما علي ألذات ولم يقف علي أمر الله فيه بل تجاوز الحدود في أفعال وأقوال الحق في العباد بالمنن والعطاءات من نصح وإرشاد فهو مع الحبيب بلا حجاب، فهو كالنخلة تدر الثمر لمن يقذفها بالحجر.