الموضوع
:
سورة الكوثر الإعجاز النفسي والبلاغي
عرض مشاركة واحدة
04-24-2015, 08:28 PM
#
1
مجلس الادارة
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1878
تاريخ التسجيل :
Jun 2012
أخر زيارة :
09-03-2020 (09:44 PM)
المشاركات :
54,004 [
+
]
التقييم :
637
SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل :
Cadetblue
سورة الكوثر الإعجاز النفسي والبلاغي
سورة الكوثر الإعجاز النفسي والبلاغي
السر في الإعجاز مجهول، فنحن نؤمن أن هنالك إعجازا بلاغيا وغيبيا وتشريعيا وعلميا، ولكن قاعدة الإعجاز في القرآن الكريم هي في هذا التركيب البليغ الذي لم تعرف العربية له سابقة ولا لاحقة كما قال الدكتور شوقي ضيف، ونحن ندرك ملامح الإعجاز ودلائله، دون سره وحقيقته، فسر الإعجاز لا يعلمه إلا الله تعالى، يقول سيد قطب: "والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعا، وهو مثل صنع الله في كل شيء، وصنع الناس، إن هذه التربة الأرضية مؤلفة من ذرات معلومة الصفات، فإذا أخذ الناس هذه الذرات، فقصارى ما يصوغونه منها لبنة أو آجرة، أو آنية أو أسطوانة، أو هيكلا أو جهازا، كائنا في وقته ما يكون.. ولكن الله المبدع يجعل من تلك الذرات حياة، حياة نابضة خافقة، تنطوي على ذلك السر الإلهي المعجز، سر الحياة ذلك السر الذي لا يستطيعه بشر، ولا يعرف سره بشر، وهكذا القرآن، حروف وكلمات يصوغ منها البشر كلاما وأوزانا، ويجعل منها الله قرآنا وفرقانا، والفرق بين صنع البشر وصنع الله من هذه الحروف والكلمات، هو الفرق ما بين الجسد الخامد والروح النابض، هو الفرق بين صورة
الحياة وحقيقة الحياة".
يعرض الكاتبان في هذه الرسالة مظاهر من الإعجاز البلاغي والنفسي في سورة
الكوثر، وهي أقصر سور القرآن الكريم الذي تحدى الله به المشركين أن يأتوا بمثله، فهي بهذه الخصيصة أقل شيء تحدى الله به المعاندين للدعوة والجاحدين لها، وهذه السورة تساوي سطرا واحدا في القرآن الكريم، وهذا مما يغري الجاحدين والمعاندين على أن يأتوا بمثلها لو استطاعوا، ولكن دون ذلك خرط القتاد!، فالإعجاز قليله وكثيره سواء، لأنه معدنه ليس مما يستطيعه البشر، فهو تماما كالخلق، فالذي يخلق ذبابة يخلق فيلا ويخلق إنسانا، والذي لا يستطيع خلق ذبابة هو لا يستطيع خلقفيل أو إنسان، والذي يأتي بمثل الكوثر يستطيع أن يأتي بمثل سورة البقرة، والذي لا يستطيع أن يأتي بمثلها هو من باب أولى لا يستطيع أن يأتي بمثل سورة البقرة أو غيرها من الطوال؛ وعليه:
فإن سورة الكوثر فيها من الإعجاز ما لا يستطيعه الثقلان، إذ ليس بوسع البشر أن يأتوا بمثلها، لأنها ليست مما يقع تحت طاقة البشر، فكيف يأتون بما هو أطول منها!؟
خلاصة تحليل ابن القيم لسورة الكوثر
ثمانية أوجه في الآية الأولى
الأول) كلمة " الكوثر " تدل على الخير الكثير له ولعقبه .
•
لماذا قال تعالى الكوثرولم يقل الكثير؟
•الكوثر من صفات المبالغة تفيد (فوعل وفيعل) تدل على المبالغة المفرطة في الخير. وقيل عن الكوثر انه نهرفي الجنة وقيلالحوض وقيل رفعة الذكر وغيره وكل ما قيل يشمل الخير الذي اعطاه الله تعالى لرسوله فهو كوثر ومن الكوثر اي الخير الذي انعم الله تعالى على رسوله به.
•والكوثر يدل على الكثرة المفرطة في الشيء والفرق بين الكوثر والكثير ان الكوثر قد تكون صفة وقد تكون ذاتاً اما الكثير فهي صفة فقط.
•الثاني : جمع ضمير المتكلم : " إنا " وهو يشعر بعظمة الربوبية . إنا: ضمير التعظيم ومؤكد
•
الثالث : بني الفعل الذي هو خبر على المبتدأ : " إنا أعطيناك " ليدل على خصوصية وتحقق .
• انا اعطيناك: في بناء الآية لغوياً يوجد تقديم الضمير إنا على الفعل أعطيناك وهو تقديم مؤكد تأكيد بـ (إن) وتقديم ايضاً. فلماذا قدم الضمير إنا؟
• اهم اغراض التقديم هو الاهتمام والاختصاص.
• فعندما نقول أنا فعلت بمعنى فعلته أنا لا غيري (اختصاص).
•لماذا قال الله اعطيناك ولم يقل آتيناك؟
•الإيتاء يشمل النزع بمعنى انه ليس تمليكا انما العطاء تمليك. والإيتاء ليس بالضرورة تمليكا (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) (وآتيناه من الكنوز....ثم خسفنا به وبداره الارض) اذن الايتاء يشمله النزع اما العطاء فهو تمليك. في الملك يستعمل الايتاء لأنه قد ينزعه سبحانه اما العطاء فهو للتمليك وبما انه تمليك للشخص فله حق التصرف فيه وليس له ذلك في الايتاء.
•الرابع : بدأ الآية بحرف التوكيد " إن " الذي يجري مجرى القسم .
•
الخامس : عبر عن العطاء بالفعل الماضي " أعطيناك " ليدل على أن الكوثر لم يشمل الآجلة دون العاجلة .
•
السادس : جاء بالكوثر محذوف الموصوف للعموم والشمول ، ليشمل كل صور وأنواع الخير الكثير في الدنيا و الآخرة ، فلم يقل تعالى ماءً كوثراً ولا مالاً كوثراً وانما قال الكوثر فقط لإطلاق الخير كله.
•
السابع : اختيار كلمة " الكوثر" وهي صفة تدل على الكثرة
•الثامن : إدخال الألف واللام على " الكوثر" لتدل على الشمول والاستغراق والكثرة .
•أي عندما عرف الكوثر بأل التعريف دخل في معناها النهر ولو قال كوثر لما دخل النهر فيه لكن حذف الموصوف أفاد الإطلاق وجمع كل الخير.
•وعندما اعطى الله تعالى رسوله الخير المطلق والكثير فهو في حاجة للتوكيد والتعظيم ولذلك قال إنا مع ضمير التعظيم لأنه يتناسب مع الخير الكثير والمطلق وناسبه التوكيد أيضاً في إنا.
•
الثمــــــــــــانية في الآية الثانية
•الأول : فاء التعقيب " فصل " تدل على السببية ، حيث أفادت جعل النعم الكثيرة سببا إلى شكر المنعم .
•لم يقل له الله أشكرني على هذه النعم لأن الشكر قد يكون قليلا وقد يكون كثيرا فلو قال الحمد لله لكان شاكرا لله ،لكنه أمره بالصلاة لأنها اعلى درجات الشكر لله و أمره بالنحر لأن فيه اعطاء خلق الله والشفقة بهم. فشكر النعم يكون بأمرين شكر الله والإحسان الى خلقه.
•
الثاني : ترك المبالاة بقول العدو ، الذي قال إن الرسول – صلى الله علية وسلم – أبتر لا عقب له .
•
الثالث : فعل الأمر في قوله " فصل لربك وانحر " تعريض بالكفار ، الذين صلاتهم وعبادتهم ونحرهم لغير الله . كماأن فيه تثبيتا للنبي – صلى الله علية وسلم .
•لماذا لم يقل فصل لله، او فصل لنا؟
•اللام في (لربك) تفيد الاختصاص والقصد ان الصلاة لا تكون الا لله وحده .
•الرابع : الأمر بالصلاة والنحر إشارة إلى العبادتين : البدنية في الصلاة والمالية في النحر .
•الخامس : حذف الجار والمجرور في قوله " وانحر " لدلالة ما ذكر عليه. أي انحر لربك .
•لماذا قال وانحر ولم يقل واذبح؟
•النحر في اللغة يتعلق بنحر الإبل فقط ولا تستعمل مع غير الإبل. يقال ذبح الشاة وقد يستعمل الذبح للجميع وللبقر والطيور والشاة والابل لكن النحر خاص بالإبل لأنها تنحر من نحرها فأراد الله تعالى ان يتصدق بأعز الاشياء عند العرب فلو قال اذبح لكان جائزاً ان يذبح طيراً او غير ذلك ومعروف ان الإبل من خيار أموال العرب. وبما أن الله تعالى أعطى رسوله الخير الكثير والكوثر فلا يناسب هذا العطاء الكبير ان يكون الشكر عليه قليلاً لذا اختار الصلاة والنحر وهما اعظم انواع الشكر.
•السادس : في الآية الثانية مراعاة للسجع مع الآية الأولى ، بدون تكلف.
•السابع : في قوله : " لربك " إلتفات من الخطاب للغيبة . وصرف الكلام من المضمر إلى الاسم الظاهر . وفيه إظهار لكبرياء الله .
•الثامن : عرض بالذين لا يعبدون الله ربهم – ولا يلتمسون العطاء منه سبحانه .
الخــــــــــــــــــمـــسة في الآية الثالثة:
•الأول : كأن هذه الآية تعليل للأمر بالصلاة والنحر في الآية السابقة ، حيث يقبل على المطلوب منه ، ويترك شانئه.
•
الثاني : وردت هذه الآية ، كأنها جملة الاعتراض ، مرسلة إرسال الحكمة التي تحكم الأغراض . كقوله تعالى " إن خير من استأجرت القوي الأمين "والشانئ هو العاص بن وائل ، الذي عير الرسول عليه السلام بموت أولاده .
•الثالث :لم تسم الآية ذلك المبغض الكافر – العاص بن وائل – باسمه ،ليتناول كل شانئ مبغض .
•
الرابع : صدرت الآية بحرف " إن " الذي يدل على التوكيد ، ويجري مجرى القسم. وعبر عن خصم النبي – صلى الله عليه وسلم بالشانئ ، ليدل على أنه مغرض غير صادق .
•
الخامس : جعل الخبر " هو الأبتر " معرفة ، حتى كأنه هو دون غيره الأبتر الذي لا عقب له .
•الأبتر هو :
•1. كل أمر انقطع من الخير أثره فهو ابتر.
•2. إذا مات اولاد الشخص الذكور او ليس له اولاد ذكور أصلاً.
•3. الخاسر يسمى أبتر.
•هو الأبتر" يقال هو الغني لتفيد التخصيص. هو غني: اي هو من جملة الأغنياء.
أراد الله تعالى ان يخصص الشانئ بالأبتر ولم يقل إن شانئك هو أبتر. هو في الآية ضمير منفصل وتعريف الأبتر بأل التعريف حصر البتر بالشانئ تخصيصاً.
فترة الأقامة :
4534 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
260
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
11.91 يوميا
ام ياسر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام ياسر
البحث عن كل مشاركات ام ياسر