حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد وأن محمداً عبده ورسوله
أما بعد ،
إن من حق أمتنا أن تعتز بنفسها بجدارة واقتدار فهي أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي اختاره الله لكي يحمل الأمانة ويوصلها للناس أجمعين ...قال تعالى{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} سورة الأنبياء الآية 107
ان خيرية هذه الامة مستمدة من الايمان بالله عز وجل والايمان بنبيها محمد صلى الله عليه وسلم ومستمدة من الدين الإسلامي الذي شُرفت الأمة به... قال تعالى { كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } سورة آل عمران الأية 110
لم يعرف التاريخ أصحاباً مثل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتٌ طيبٌ طاهرٌ . رباهم نبيٌ عظيم ...
نقلوا لنا سننه ونشروا بين الناس رسالته الخالدة وبذلوا كل غالٍ ونفيس وبأرواحهم افتدوا الدين فصاروا مصابيح الهدى والقدوة الذي يحتذى بهم كلهم خير وكل واحد منهم له شخصيته الفريدة ...
نهلوا من نبع محمٍ صلى الله عليه وسلم
رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فرضي عنهم ورضوا عنه إنهم خير أصحاب لخير نبي
أرتأيت في هذا المقال أن أبرز دور أحد هؤلاْ الصحابة إنه صاحب السيف الصارم وصاحب الرأي الحازم الذي كان لربه مستكيناً وكان دائماً وأبدأ متوكلاً عليه وبه مستعيناً إنه صاحب الهجرتين المصلي إلى الفبلتين فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة من أصحاب الشورى الذين أختارهم عمر إنه
الزبير بن العوام (أبو عبد الله) ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حواري الرسول صلى الله عليه وسلم
الثابت القوام
الأسدي القرشي،
(594 م ـ 656 م)
أسلم وهو صغير السن وقد رزق الهدى والنور والخير صبياً ...كان فارساً ومقداماً منذ صباه حتى ان المؤرخين ليذكرون أن أول سيف شهر في الاسلام كان سيف الزبير
ففي الأيام الأولى للإسلام، والمسلمون يومئذ قلة يستخفون في دار الأرقم سرت اشاعة ذات يوم أن الرسول قتل فما كان من الزبير الا أن استلّ سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة، رغم صغر سنه كالإعصار..ذهب أولا يتبيّن الخبر، معتزماً إن كان ما سمعه صحيح أن يعمل سيفه في رقاب قريش كلها حتى يظفر بهم أو يظفروا به وفي أعلى مكة لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله ماذا به....؟ فأنهى اليه الزبير النبأ.. فصلى عليه الرسول، ودعا له بالخير،
شهد الغزوات كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتقده غزوة ولا معركة
ففي غزوة بدر الكبرى وضع الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير في مقدمة الصفوف وقاتل رضي الله تعالى عنه قتالاً شديداً، وأصيب إصابة بليغة قد تركت تجويفة في كتفه ،
وما أكثر الطعنات التي تلقاها جسده واحتفظ بها بعد اندمال جراحاتها، أوسمة تحكي بطولة الزبير وأمجاده..!!
وفي غزوة الخندق، عندما جاء مشركو العرب من كل حدب وصوب، وأحاطوا بالمدينة المنورة، كان طوع أوامر الرسول القائد، وكان يمر بفرهي على يهود بني قريظة الذين نقضوا العهد الذي عاهدوا عليه رسول الله، مخافة الغدر، لأن اليهود قوم غدّارون، وكان يراه رسول الله وهو على فرسه وبسلاحه، فيقول عليه السلام له: فداك أبي وأمي.
كان رضي الله عنه شديد الولع بالشهادة، عظيم الغرام بالموت في سبيل الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر بني قريظة ؟ الجديث في الصحيحين
قيقول الزبير بن العوام أنا يا رسول الله
فيسكت النبي ويقول من يأتيني بخبر بني قريظة ؟
قيقول الزبير بن العوام أنا يا رسول الله
وللمرة الثالثة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتيني بخبر بني قريظة ؟
قيقول الزبير بن العوام أنا يا رسول الله وينطلق الزبير ويرجع ليسمع من النبي صلى الله عليه وسلم بشارة فال :
" ان لكل نبي حواريا وإنا حواريي الزبير بن العوّام"..حديث صحيح
نعم إنه كان ذلك الوفي القوي، والشجاع الأبي ، والجوّاد السخي، والبائع نفسه وماله لله رب العالمين
من خلال ما قرأناه عن الزبير رضي الله عنه نجد إنه كان يضحي بالغالي والنفيس في سبيل الحق
كان زاهداً في الدنيا
كان اعظم ما يميزه التضحية والحبُّ، للنبيِّ صلى الله عليه وسلم
|