وردة نادرة تثير فضول أهالي فيفاء
وردة الزنبق الناري فيفاء: يزيد الفيفي
عثر عدد من المواطنين على وردة حمراء غريبة وملفتة في إحدى غابات فيفاء وتحديدا في قمة العبسية في أعلى جبال فيفاء، وقد شدت انتباه الكثيرين لخصائصها المتميزة كونهم لأول مرة يشاهدونها، مما جعل من يسمع عنها يزور الموقع لمشاهدتها عن كثب.
المواطن عيسى علي أحمد المثيبي كان أول من شاهدها حيث تحدث قائلا " كنت أتجول في غابات قمة العبسية، فشدت انتباهي وردة جذابة بلون أحمر زاهي، وتكاد تكون منفردة بخصائصها عن بقية النباتات من حيث موقعها وطريقة نموها، خاصة ملمسها الذي يشبه ملمس شعيرات القطن غير أنها حمراء زاهية.
وأضاف المواطن أحمد سليمان الداثري "حقيقة أنها وردة تشد الانتباه، وقد أحسست من خلال مشاهدتها أنها وردة نادرة فعلا، ولم أكون الوحيد من شدت اهتمامي. بل إن الكثيرين يأتون لمشاهدتها والبحث عن غيرها في المنطقة، غير أنه لم يتم العثور سوى على ثلاث أو أربع منها على مستوى غابات فيفاء الشاسعة الوعرة".
عبدا لله علي المثيبي أحد كبار السن في فيفاء أكد أنهم كانوا يشهدون هذه الوردة قبل عدة عقود بكثرة. غير أنها انقرضت.
ويقول الباحث والخبير في علم النبات علي أحمد العبدلي "هذه الوردة لها مسمى علمي هو(scadoxus multiflorus ) وتسمى الزنبق الناري أو زنبق الدم نبات بصيلي يبلغ ارتفاعه 30 سم، أزهاره جميلة لونها أحمر ناري، وتعتبر من الورود النادرة عالميا ولا توجد إلا في مواقع محدودة من القرن الأفريقي، وهي جميلة وجذابة، وتزرع في مواقع محددة خاصة بوفرة الماء واستمرارية الظل. كونها تتأثر من أشعة الشمس العمودية".
وأكد العبدلي أنها ليست النبتة الوحيدة في فيفاء النادرة عالميا، فمن خلال بحوثه العلمية في هذا المجال اكتشف أن فيفاء أكثر تنوع نباتي في المملكة، ويبرز ذلك جليا في موسم الأمطار، فقد يزيد حسب آخر الإحصائيات عن 160 نوعا، ومن خلال البحث والتصنيف لنباتات وأعشاب وأشجار فيفاء، فقد تم تصنيف ما يقارب 150 نوعا تصنيفا علميا، بالإضافة إلى استخداماتها الطبية عالميا أو المحلية، وهناك عدد منها نادر، وعلى سبيل المثال الشجرة المعروفة محليا باسم (التالق)، وتعرف علميا (Ficusbengalensis ) ومن أسمائه العربية (التين البنغالي) وشجرة الرول وهي من أندر الأشجار النادرة عالميا، والتي توجد في عدة مواقع من فيفاء، وهناك واحدة منها في قمة جبل العبدلي (اللعثة) في فيفاء يزيد عمرها عن أكثر من 500 عام، وتعتبر من أكثر النباتات المعمرة. غير أن غابات فيفاء مهمشة من المختصين في هذا المجال، وهذا ما جعل الغطاء النباتي المتنوع في فيفاء وخصائصه المتميزة مغيبة فعليا، ويجزم العبدلي بأنه لو تم الاهتمام به سيتم العثور على ما هو أهم وأكثر ندرة من وردة الزنبق الناري.
وأضاف المختص في علوم التربة بالبنك الزراعي بمحافظة فيفاء أحمد يحيى الأبياتي أن تربة فيفاء خصبة جدا، مما يجعلها بيئة مناسبة حين موسم الأمطار للتنوع الكبير في النبات أثبتته تجارب قامت بها هيئة وتطوير وتعمير منطقة فيفاء في سنين سابقة، إلا أنها لم تستمر على تلك البداية المشجعة حينها.