أعلن رئيس شركة ارامكو السعودية، أمين الناصر، الثلاثاء (10 مايو 2016)، أن الشركة الوطنية العملاقة التي سيطرح جزء منها للاكتتاب العامّ، ستواصل عمليات التوسع لتلبية نموّ الطلب في سوق النفط العالمية، رغم أسعاره المنخفضة.
وقال الناصر (بحسب وكالة فرانس برس)، "ستستمر أرامكو السعودية في التوسع"، معتبرًا أنه رغم الانخفاض الحادّ في أسعار النفط منذ منتصف العام 2014، فإن فرص التوسع لا تزال متاحة.
وقال: "رغم أن المناخ الاقتصادي الراهن صعب، إلا أنه فرصة ممتازة للنمو". مضيفًا: "سيكون هناك توسع في مختلف أوجه أرامكو السعودية".
وفي سياق تنويع نشاطاتها، بدأت الشركة العمل على مشروع مجمع بحري "بمواصفات عالمية" سيتيح خلق 80 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وسيضيف للناتج المحلي نحو 17 مليار دولار".
وأوضح الناصر أن المشروع الذي يقام في منطقة رأس الخير، سيشمل صناعة تجهيزات متعلقة بالنفط. وقال
"سنبني الناقلات، سبنبي المنصات.. سنبني المحركات ونحافظ عليها في المملكة"،
وأوضح أن المشروع سيكون "عاملًا بشكل كامل بحلول سنة 2021".
وشدد الناصر على متانة وضع أرامكو التي تنوي السلطات السعودية طرح جزء محدود منها للاكتتاب العامّ، على أن تخصص عائدات هذا الطرح لتمويل صندوق استثماري تبلغ قيمته التقريبية ألفي مليار دولار، وسيكون الأضخم عالميًّا.
ويندرج ذلك في إطار خطة اقتصادية طموحة أعلنتها المملكة بعنوان "رؤية السعودية 2030" تهدف لتقليل الاعتماد على العائدات النفطية.
وأكّد الناصر أن "الاتجاه في الطلب على النفط يتزايد"، والشركة "ستلبي ذلك".
موضحًا أن المعدل اليومي للإنتاج في السعودية بلغ 10,2 مليون برميل عام 2015.
وأشار الناصر إلى أن توسعة حقل الشيبة النفطي التابع للشركة (شرق المملكة)، ستسهم في زيادة الإنتاج بمعدل 250 ألف برميل يوميًّا".
وأوضح مسؤولون في الشركة، أن عمليات التوسعة في حقل الشيبة،
ستتيح رفع معدل الانتاج اليومي من 750 ألف إلى مليون برميل في يوليو المقبل،
الأمر الذي يؤكد احتفاظ المملكة بقدرتها الإنتاجية اليومية وحجمها 12 مليون برميل.
وانخفضت أسعار النفط بشكل حاد منذ منتصف 2014، وتراجع سعر البرميل من أكثر من 100 دولار، إلى مستويات أعلى بقليل من 40 دولارًا.
ويعود هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى فائض في الكميات المعروضة وتباطؤ في نموّ الطلب عالميًّا، خصوصًا من الصين.
وتوقع الناصر أن يعود التوازن بين العرض والطلب في السوق النفطية "بحلول نهاية السنة الجارية، أو في الربع الأول من العام المقبل".
وردًّا على سؤال عن عودة النفط الصخري الأمريكي إلى الأسواق في حال عودة سعر البرميل إلى الخمسين دولارًا، رأى الناصر أن ارتفاع الاسعار سيؤدي "طبعًا" إلى زيادة إنتاج النفط بمختلف أنواعه، إلا أنه اعتبر أن هذا الأمر "سيتطلب وقتًا". مضيفًا "مع الطلب الإضافي الذي نتوقعه.. لا أرى مشكلة في انتظام الأسعار".
وعلى النطاق العالمي، أشار الناصر إلى أن "أرامكو" "تبحث عن مشاريع مشتركة" منها في آسيا، لاسيما في الصين والهند وإندونيسيا وفييتنام.
وبحسب الناصر، تنوي "أرامكو" المساهمة في إطلاق أكثر من مئتي شركة صغيرة ومتوسطة الحجم،
في إطار مركز للمبادرات تابع لها، وذلك في سياق "رؤية السعودية 2030"
التي أعلنها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 25 إبريل.
وردًّا على سؤال عن طرح جزء من الشركة للاكتتاب العامّ،
والمدرج أيضا ضمن الخطة، قال الناصر إن الشركة لا تزال "تقوم بكثير من التحليلات".
وأوضح أن عديدًا من الخبراء في الشركة يبحثون القضايا التجارية والقانونية، إضافة إلى "النسبة التي ستطرح للبيع ومكان طرحها".
وأشار إلى أن ما سيتوصل إليه المختصون في الشركة سيرفع إلى المجلس الأعلى المشرف عليها
الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان، وشدد الناصر على أن طرح أسهم شركة بحجم "أرامكو"، "يتطلب وقتًا".