رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
لنصيحة باللين:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع النبي صلى الله عليه و سلم، إذا جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم: «مه، مه»، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لا تزرموه، دعون»، فتركوه حتى بال، ثم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعاه فقال له: «إن هذه المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول والقذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة وقراءة القرآن»، قال: وأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء، فسنه عليه.
وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنهقال: بينما أنا أصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم إذا عطس رجل من القوم، فقلت: «يرحمك الله»، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: «واثكل أمياه، ما شأنكم، تنظرون إليّ؟» فجعلوا يضربون أيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، فبأبي وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه! فوالله ما نهرني، ولا ضربني، ولا شتمني، ثم قال صلى الله عليه و سلم: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، وإنما هي: التسبيح والتكبير، وقراءة القرآن».
فالنصيحةَ لا تؤثّر إلاّ إذا كان النّاصح صادقًا في نصيحتِه مخلِصًا لله في نُصحِه، وكان بعيدًا عن الغِلظة والجفاء، فإنّ الغلظةَ والجفاءَ ربما تنفِّر منك المنصوحَ، فلا يقبَل نصيحتك، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾.
|