بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
أحبتي في الله وأخواني في منتدىال شراحيل
يخرج كثير من الناس إلي الصحراء من اجل الاستجمام أو التنزه وربما أقام بعض الناس في الصحراء من أجل الرزق من خلال تربية المواشي ونحو ذلك .
لكن المرء المسلم الغيور يصاب بالغثيان والألم والحسرة، وهو يشاهد حال صحاري بلادنا الغالية خاصة بعض الأودية الجميلة والفياض البديعة والرمال الذهبية ، وما آل إليه حالها بسبب قلة وعي المتنزهين وعدم اكتراثهم بنظافة المكان، حيث ترى المجاميع الكثيرة من الناس ، تمضي الساعات الطويلة وهي تستظل بفي الأشجار،,وتتمتع بجمال الصحراء وعندما تغادر المكان فلا يكترث أحد في رفع قمامته من المكان الذي كان يجلس فيه دون حرج، فهل يعقل ذلك؟.
والحقيقة أن سلوك الناس في التنزه في الصحراء عبارة عن مرآة تعكس مستوى أيمانهم بمبادئ دينهم الإسلامي القويم الذي يأمر بالنظافة ويأمر بعدم الإيذاء ونشر الفساد ويعكس مستوى الإنسان التربوي والحضاري والأخلاقي .
نواحي شرعية مهمة
لا شك ولا ريب أن الشخص الذي يسبب الأذى للناس والكائنات الحية قاصدا كان أم لم يقصد أثم
مثال : لو أن شخصا ما رمى بزجاجة في الطريق وهو لم يرمها بقصد أن يؤذي احد إنما إهمالا وتكاسل بدلا من وضعها في المكان المخصص للنفايات ( برميل الزبالة مثلا ) فهو لا شك أثم وخاصة عندما يصاب إنسان أو حيوان بأذى منها
علما أن هناك نصوص صريحة في عدم إيذاء الناس كما في قول الله سبحانه وتعالى :
( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (الأحزاب:58)
ولا ننس قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" اتقوا اللعَانين الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم " رواهمسلم.
ولا شك أن الوعي والنظافة يصب في مصلحة الحفاظ على بيئة نقية سليمة من مخلفات ونفايات ضارة وملوثة للماء والهواء والتربة .
لكن عندما نتكلم عن النفايات وطرق التخلص منها لا بد أن نتطرق إلى تقسيم النفايات حسب تركيبها ومادتها الأساسية كي يسهل التعامل معها ونعرف مدى ضرر كل نوع منها .
أنواع النفايات
عضوية : بقايا الأطعمة مثل الأرز واللحوم والخضروات والفواكه ...الخ
وهذه بقائها في الصحراء لا يضر بل مفيد للتربة لأنه يتحلل بسرعة ويتحول لسماد للأرض ويستفيد بأكلها الحيوانات فلا يبقى لها أثر لكن من المهم عدم تركها في الأماكن التي يحبذ الناس الجلوس فيها إنما تبعد بحيث لا تضايق المتنزهين وتوضع في مكان مناسب احتراما للنعمة .
شبه عضوية : الورق والكرتون وهذه الأشياء لا بأس بحرقها لأن الحرق يتلفها ولا يترتب على حرقها مواد سامة بشرط أن تحرق حرقا كاملا وليس جزئيا .
تصنيعية كيميائية : مثل علب البلاستيك وعلب الألمنيوم والصفيح و الزجاج والميلامين .القصدير المطاط ....الخ
وهذه هي المواد الخطيرة والمضرة على البيئة وإذا تركت في الصحراء تحتاج مئات السنين لتتحلل , وتزداد خطورة وسمية بالإحراق ...!!
وهي التي يجب أن نعرف أضرارها ويجب أن نعرف الطريقة السليمة للتخلص مها .
ماهو التحلل
( التحلل هي عملية تفكك مركبات المادة إلى عناصر أولية بحيث تضمحل هذه المادة و لا يبقى لها إي أثر )
تجربة أحضر علبة بلاستيكية وبقايا طعام وادفن كل على حدة في حفرة على عمق نصف متر تقريبا
ثم شاهد ما يحصل بعد ستة أشهر. سوف تجد أن العلبة البلاستيكية لم تتغير بينما بقايا الطعام لم يعد لها اثر...!!!
لكن يضل السؤال المهم هو ما هو أضرار ترك النفايات في الصحراء وما هي الطريقة الصحيحة للتخلص منها ...؟؟؟
أضرار النفايات
على سيبل المثال لا الحصر
· تشويه وجه الصحراء الجميل .
· وجود النفايات يكون بيئة مثالية لتكاثر الحشرات الضارة مثل الذباب والبعوض .
· تلوث التربة بمواد كيمائية سامة على المدى الطويل .
· بيئة مثالية لتكاثر الجراثيم الضارة بالإنسان والحيوان .
· مرض وربما نفوق بعض الحيوانات التي تأكل تلك النفايات .
· تساهم في تكاثر القوارض الضارة مثل الفئران والجرذان .
· النفايات مؤوى مثالي للكائنات السامة مثل العقارب والثعابين .
· من الممكن أن تصيب مرتادي الصحراء بإصابات جسدية لأنها قد تؤدي إلي جروح وإصابات من القطع الحادة كالزجاج .
· قد تؤدي لثقوب في إطارات السيارة من خلال السير على النفايات ذات الأطراف الحادة وقد تنقطع بهم السبيل في الصحراء لو أعطب أكثر من إطار .
· تؤدي إي تقلص الغطاء النباتي من خلال إتلاف التربة .
· تؤدي إلي تلوث المياه الجوفية على مر الزمن من خلال تسرب المواد السامة المتحللة من النفايات إلي مجامع المياه الجوفية في باطن الأرض .
... يتبع ...