إلى مزارعي السراة وتهامة.

دخل الفصل الذي نسميه فصل الربيع على حساب تهامة, وهو فصل الشتاء في الأقطار الأخرى, ويبدأ من أول يوم من ديسمبر إلى نهاية اليوم الأول من شهر مارس (الموافق 14/12/1430هـ وحتى 15/3/1431هـ), مدته واحد وتسعين يوماً مثل سائر الفصول, فكل فصل من فصول السنة مدته واحد وتسعون يوماً, والمنازل الممطرة في هذا الفصل ثلاث منازل, كل منزلة ثلاثة عشر يوماً, تبدأ من الرابع عشر من ديسمبر إلى نهاية يوم واحد وعشرين يناير (الموافق 27/012/1430هـ وحتى 6/2/1431هـ), لم يكن يتخلف مطرها قبل سنوات الجفاف الذي تمر به جزيرة العرب, وأول ما يبدأ البرق لهذا الموسم من البحر الأحمر بمنخفض السودان, نفس المنطقة التي ظهر منها برق أمطار كارثة جدة, وهو أهنأ أمطار السنة, إذ لا عواصف فيه ولا رعد ولا برق, وأقصد بالرعد والبرق تلك البروق التي تسقط على الأرض وتصيب الناس والدواب, ولهذا الموسم ظواهر مناخية, منها سقوط الندى في تهامة والظريب في السراة, ومدة حدوث ذلك اثنان وخمسون يوماً, ومن الرابع عشر من ديسمبر إلى نهاية يوم الثالث من فبراير, لذلك ينصح المزارعون بعدم استقبال هذه الفترة بزراعة البقوليات أو زراعتها خلال هذه المدة, لأن الندى يضر بها "الكوسة والدباء والفجل والجرجير والملوخية وما شابه", ولا بأس من زراعة البقوليات في الأسبوع الأخير من هذا الموسم, والندى والظريب لا يسقطان دأباً كل ليلة, بل ليالٍ عن ليال, حسب ركود الهواء ووجود المطر, فإذا كان الهواء متحركاً والمطر ساقطاً فلا ظريب ولا ندى, والظريب هو الضباب الذي يكون في السراة مع وجود ذرات ماء فيه, أما الندى فقطرات الماء التي تتكون على الأجسام الباردة, كأوراق الشجر وزجاج السيارات وما شابه, والجليد هو المتجمد من الندى على هيئة الثلج.

هادي بن علي بن أحمد أبوعامرية.