قرأته باحد المنتديات ... واحببت ان تستفيدوا ...
سبق و أن قال لنا الأولون أن ( العياب على الباب )، و أكدوا لنا أن ( من عيّب ابتلى )، و أثبتوا لنا _ كما الأيام _ صحة ما قالوا و ما أكدوا ..
و لم يدعني لتسطير هذه المقالة إلا أني رأيت ( الشبكة تعيّب على المنخل ) .. أو بعبارة أفصح هو ما رأيته من أن أناساً ( يعيبوا على الناس و العيب فيهم ) !!
و أحمد الله أن وفقني كثيراً للكفّ عن أعراض المسلمين، و الدخول في شؤون بيوتهم الخاصة، و أن أكفّ لساني عن الخوض فيما لا شأن لي به ..
هذا ( محمد ) كنت أتحدث معه، فسألته عن أحوال ( عبدالله )، فقال لي: خلّه يولي .. ما فيه خير !!
فسألته : ليه ؟
فأجابني _ دون حياء من الله و لا خلقه _ : يا رجال .. هذا كل بناته ( قـ ... ) !!
قلت له : إتق الله يا محمد .. هل رأيت شيء بعينك ؟
فأجابني : يا أخي كل الناس تتكلم .. لا تحاول ترقع لهم .. هذا البيت كلهم رايحين فيها!!
لم أشأ أن أطيل معه الجدال.. و لم أذكّره بما جرى من حادثة الأفك.. و لكني قلت في نفسي: سبحان الله..
فهذا ( محمد ) الذي تحدث عن أهل ( عبدالله ) بالسوء، أعلم ( يقيناً ) أن سمعة أختيه في الحضيض، و سمعت كثيراً بل و رأيت من أهله ما يثير الريبة، و من ذلك:
· أن إمام مسجد الحيّ أخبرني بأنه رأى امرأة من بيت ( محمد ) _ المذكور أعلاه _ و هي تخرج من البيت لتركب في سيارةٍ ما في وقتٍ متأخر من الليل، و بطريقة مريبة .. ( و كان الإمام يستشيرني فيما ينبغي علينا فعله )..
· أخبرني الإمام بأن سائق ( باص ) كلية البنات الذي يقل أخت ( محمد ) من و إلى الكلية قد اشتكى له مراراً من أخت ( محمد )، و من تصرفاتها المشبوهة أثناء ركوبها في ( الباص )، و ذكر أنه رآها مرةً و هي تأخذ رقماً من شابٍ كان يلاحق ( الباص ) بعدما أنزلها عند البيت !!
· قبل خمس سنواتٍ أخبرني إمام المسجد بأن شاباً من أبناء الحيّ قد جاءه ليخبره بأنه أقام علاقة عاطفية مع أخت ( محمد )، و أنها طلبت منه مساعدتها في الذهاب بها إلى دولةٍ مجاورة لتُرقع بكارتها بعد أن علمت أنها مخطوبة لابن عمها!! و أنها كانت تهدد هذا الشاب _ و الذي أقسم بأنه لم يقع معها في الفاحشة _ بأنه إن لم يذهب بها فإنها ستتهمه بأنه هو من فعل هذا بها ( فيما لو ) اكتشف زوجها المستقبلي الأمر !!
إمام المسجد _ جزاه الله خيراً _ و بطريقته الخاصة اتصل بابن عمها و ناصحه و أخبره بأن الفتاة لا تصلح له، ( على الرغم من أن ذلك يُعد في مجتمعنا مجازفة و مخاطرة )، و لكن الخاطب اقتنع و صرف نظره عنها جزاه الله خيراً ..
هكذا .. و هكذا و منذ أكثر من عشر سنواتٍ و أنا أعلم الكثير عن أهل بيت ( محمد )، و لم أشأ أن أتكلم عنهم بكلمة سوء، و كل ما فعلته هو أني نهيت أهلي من الاتصال بهم أو مزاورتهم ..
و زبدة الموضوع _ و إن كنت أعلم أن ما لجرحٍ بميّتٍ إيلام _ تكمن في 5 أمور:
الأول:
من كان لديه متسع من الوقت فليترك بيوت الناس و بناتهم، و ليلتفت إلى أهل بيته فينظر كيف حالهم؟
و من هم أصدقائهم ؟
و ماذا يشاهدون ؟
و مع من يتكلمون و يخرجون ؟
و ليُفهم أهله بأن هذا حرص منه عليهم و ليس انعدام ثقة ..
و ليأخذ على أيديهم، فإن العرض نفيس، و إن ذهب فلا مجال لتعويضه ..
الثاني:
من نُصح من المسلمين بشأنٍ ما يخص أهل بيته، أو زوجته المستقبلية، فليحاول تقبل النصيحة بصدرٍ رحب، و ليتأكد بنفسه و طريقته من صدق من جاءه قبل أن يحكم ( فربما كان الناصح محرّشاً )، كما يجب عليه أن لا تأخذه العزة بالإثم، فإنه لن ينصحك إلا من يحبك!!
الثالث:
يا أخوتي ..تأكدوا ثم تأكدوا ثم تأكدوا مما تسمعون، و اسكتوا إذا كان الأمر لا يعنيكم، إلا من نصيحة أو علاجٍ للموقف .. و لا تقعوا فيما وقع فيه من كان قبلكم، كما في حادثة الإفك (( إذ تلقونه بألسنتكم ))، فإن الله لم يذكر هذه القصة إلا للعبرة و الفائدة ..
الرابع:
يا أخوتي .. ( من كان بيته من زجاج فلا يرم الناس بالحجارة )، و كلنا يعلم أن الجزاء من جنس العمل، فها أنتم قد علمتم حال أختي ( محمد)، و لكنكم إلى الآن لم تعلموا بأن الكثير من البيوت قد هُتك عرضها على يدِ ( محمد ) نفسه، و لم تعلموا أن ( محمداً ) قد ألقي القبض عليه من قِبل رجال الهيئة، و هو في وضعٍ سيء مع إحدى الساقطات في أحد المطاعم العائلية !!
الخامس:
أيها الأخوة .. الآباء .. الأمهات .. احرصوا على الزواج المبكر لمن هم تحت ولايتكم، و يسروا أمور الزواج، و اتركوا المظاهر و العادات البالية جانباً، و (( إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد كبير )).
و في الختام أود أن أقول:
أنا آسفٌ جداً حين كتابتي لهذه السطور، فربما جرحت مشاعر أناسٍ قد تابوا، أو أصابهم من أهلهم مكروه، ولكني رأيت أن من المصلحة كتابتها، لينتبه كل شخصٍ إلى أهله و ليترك أعراض الناس عنه، خصوصاً في هذا الزمن الذي كثرت فيه وسائل الإفساد، و سهل فيه الوصول إلى الأعراض ..
و قد كنت أتعجب من زملاءٍ لي في العمل .. ففي القسم الذي كنت أعمل به أكثر من 15 موظف، و جلّهم إلا من رحم الله لديه علاقات غير شرعية مع فتيات لا يحلّن له، و كنت أتسأل في نفسي و أقول:
إذا كان لكل واحدٍ منا ( صديقة )، فمن يكنّ ( الصديقات ) ؟؟
نعم .. هذا السؤال الذي نتهرب من إجابته كثيراً ..
هل كل هؤلاء البنات يعشن في المريخ ؟؟
هل كل هؤلاء البنات لا ( أهل لهن ) ؟؟
يا أخي ..
يا من آذيت أعراض المسلمين ..
إنني أعلم أنك صديقٌ لبنت ( آل فلان ) ..
و أعلم كذلك أن ابن ( آل فلانٍ ) صديق لأختك !!
و رحم الله القائل : دقةٌ بدقة، و لو زدنا لزاد السّقاء ..
و قد وقفت بنفسي على قضيةٍ كان المقبوض عليه هو الصديق الأقرب لإبن عم البنت التي كانت ترافقه !!
و العجيب أن صداقة هاذين الشابين كانت مبنيةً على إيذاء أعراض المسلمين !!
عفوا تعـف نساءكم في المحرم و تجنـبوا ما لا يليـق بمسلم
من يزن يُزنى به .. و لو بجداره إن كنـت يا هـذا لبيباً فافهم
إن الزنا ديــن ٌ إذا أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
من يزني بإمـرأة بألفي درهمٍ في بيـته يُزنى بغـير الدرهـم
اللهم احفظنا و أهلونا من كل مكروه
اللهم احفظنا و أهلونا من كل مكروه
اللهم احفظنا و أهلونا من كل مكروه
راس غليص