الرد على مقال (مَسْخُ الصُّورةِ ... سَرِقة وتحريفُ تراثِ الأمّةِ) المنشور في منتديات عسير..
ناقل هذا المقال صاحب اسم مستعار وأسلوب في الرد مصطنع، حاول بهما أن يخفي اسمه الحقيقي وصلته بالمنتدى، فقد رد في بعض ردوده بأسلوبه، وفي آخر حاول أن يكتب بلهجة شعبية, فكانت حيلته، كما يقول المثل الفيفي, حيلة ستها بادية, لذلك لا شأن لي بذلك الناقل، ولا شأن لي بكاتب المقال وقد سمى مقاله زورا بحثا، إذ لا صفة له تدنيه من مسمى بحث، ناهيك عن أن تصنفه في البحوث، ولولا أني وعدت القراء بالرد عليه ما كلفت نفسي عناء الكتابة عنه، لذلك أقول للقراء الأعزاء.
هذا المقال لا يناقش أراء ويرد عليها برأي مضاد، ولا يفند حجة بحجة، بل هو يرسل القول جزافاً، فكل ما ورد فيه كلام مرسل لا يقوم على دليل، ولا يتضمن برهاناً، وسأضرب أمثله منه على ذلك، ولن استقصيه، لأن الإسهاب فيه ضرب من العبث، وقد بني هذا المقال على مقولة صليبية خبيثة، طالما انطلت على أمتنا، يراد منها تجميل وجه الكنيسة الشمطاء، في حقدها وعدائها لأمة محمد، بذريعة رأب الصدع وتقريب وجهات النظر، بيننا وبين الدول الصليبية, وما مرادهم إلا أن نغفل ويمضون في كيدهم ومكرهم وحربهم ضد أوطاننا، ونسمر في تحميل اليهود وزر ذلك، وتبرئة الكنيسة من الجرائم التي ترتكبها الدول الصليبية ضد الإسلام والمسلمين، والحقيقة التي لا مرية فيها أن كليهما عدو، الكنيسة واليهود، أما الشعوب النصرانية فمنهم من هو أقل عداءً لنا من الكنيسة واليهود، وقد يكون بغض الكنيسة واليهود للمسلمين بنفس القدر، ولكن اليهود لا يملكون نفس القوة التي تملكها الكنيسة، فالكنيسة تمسك بنواصي الدول الصليبية ذات الإمكانات الصناعية والعسكرية الهائلة، وجميعها مسخرة ضد الإسلام والمسلمين، لأسباب دينية، وليس سياسة أو من منطلق المصالح كما يشاع، إنما يشاع ذلك من قبيل ذر الرماد في العيون، فالعداء الديني هو باعث حقد الكنيسة على الإسلام والمسلمين، فالإسلام يسقط عن البابا ادعاء غفران الذنب, وقبول التوب, لننظر إلى بعض فقرات المقال المشار إليه.
اقتباس :
|
حسني السيباني
يعالج هذا البحث المتواضع عملية التحريف الضخمة التي تعرض لها التاريخ العربي القديم من قبل الغرب واليهود والحركة الصهيونيّة، وما رافقه من ابتداع نظريات عرقيّة لا تستند إلى أية أسس علميّة أظهرت الغرب الأوربي كجنس متفوق، والعرب كأمّة بدويّة بدائية متخلفة ميالة إلى العنف تعبد إلهًا غريبًا، لا تحب السلام وتميل إلى العنف والعدوان. كما قال برنالد لويس في كتابه "الأصوليّة الإسلاميّة": "المسلمون خطر يتهدد الحضارة الغربيّة سياسيًا واجتماعيًا وسكانيًا وأنَّ نزاعًا وشيكًا سيقع بين الغرب والمسلمين".
|
اقتباس :
|
حسني السيباني
استشرى هذا التحريف الذي يزري بالعرب كالسرطان في أدبيات ومناهج وإعلام الغرب وصار من المسلمات لدى الشعوب الغربية. ثم انتقلت هذه الثقافة إلى الكتب ومناهج التعليم في الدول العربيّة على أيدي كتاب عرب. لقد أسس هذا التحريف لكل المظالم التي وقعت على الأمة العربيّة، كما جعل الغرب في مواجهة حضاريّة وسياسيّة واجتماعيّة ودينيّة مع العالم العربي والإسلامي.
|
ردي:
كل ما ورد في الفقرتين كلام مرسل، لأنه لم يضرب مثلا على تزوير تاريخ العرب الذي يزعم، وقوله هذا يصنف في تشويه الصورة لا تزييف التاريخ، فقولهم إن العرب أمة متخلفة أو عدوانية وما شابه هو من قبيل تشويه الصورة، أما تحريف التاريخ فهو أن يعمد المؤرخ إلى أحداث تاريخية بعينها فيورد لها روايات مغايرة، وتأويلاً مغايراً للمنطق, وقد كان ذلك من المستشرقين الغربيين ضد تاريخنا الإسلامي، وليس تاريخ العرب في الأزمنة السحيقة، ولم يفلح المستشرقون في ذلك التحريف المقصود، والكاتب يخلط ما كان من تحريف بما لم يكن، عن عمد ليحمل اليهود كل مصائبنا، ويجعل النزر اليسير منها من فعل الصليبيين دون ذكر للكنيسة، والصواب أن العدو الأول للإسلام والمسلمين، ومنذ فجر الإسلام، الكنيسة الكاثوليكية، حتى نشاط المستشرقين كانت الكنيسة وراءه، والكنيسة ذئب يلبس جلد حمل وديع، وتتظاهر بالدعوة للسلام وهي ألد الخصام.
اقتباس :
|
حسني السيباني
كانت مدونات التوراة المحرفة وأسفارها هي الأداة التي استخدمت في هذا التحريف المشين، وتعاظم خطر التحريف عندما اعتمدت الكنيسة التوراة اليهوديّة " العهد القديم" وضمتها إلى الإنجيل، فصار الكتاب الجامع للعهدين القديم والحديث يسمى " بالكتاب المقدس"، فتسربت الثقافة التوراتيّة المحرفة إلى الفكر المسيحي الديني في الغرب. ومن هذه الثقافة المزورة صار الغرب يعتقد أنَّ لليهود حقًا إلهيًا في فلسطين، وبهذا التحريف أعطوا ـ اليهود والغرب ـ لأنفسهم حق اقتلاع شعب كامل من أرضه والتنكيل به. ومنذ بدأ تنفيذ التحريف التاريخي عمليًا على الأرض بقيام "إسرائيل" دخلت المنطقة في حروب وعنف وعدم استقرار.
|
ردي:
عداء الغرب لنا محركه ودوافعه حقد كنسي، دون اعتبار لمفهوم وعد إلهي، فأكذوبة الوعد الإلهي التي روج لها الغرب في أوطاننا، ونشر لها ما سماه بمذكرات حكماء صهيون لذر الرماد في العيون، وإبهامنا أنها ليست من اختلاق الكنيسة الكاثوليكية، وأن اليهود وحدهم وراء الإدعاء بملكية فلسطين، وهذا القول لا يصدقه إلا السذج، فمن المعلوم أن أكذوبة الوطن القومي لليهود بدأ التفكير فيها من قبل بريطانيا، بعد هزيمة محمد علي باشا من قبل الدول الأوروبية عام 1841م، وتمت المجاهرة بها في أوائل القرن العشرين حين توجه قادة صهيون بتبييت من بريطانيا إلى السلطان عبد الحميد، يطلبون منه فلسطين وطنا لليهود، وحين رفض طلبهم بدأت الدول الصليبية تكيد له وتشيع عنه في أوساط شعبه أنه حاكم مستبد، وتستعدي عليه العلماء وحزب الإتحاد والترقي، بحجة عدم الموافقة على الدستور، حتى خلع بفتوى عام 1909م، وكانت مدة حكمه "من 1877م – 1909م" والغريب أن دول الغرب الصليبي لا تزال تمارس مع دولنا نفس الشعارات العفنة، وقد رأينا زيف أقوالهم في أبي غريب، وإذا كان الأمر كما يدعي صاحب المقال، أن قدرة يهود على إقناع الغرب بمقولة الوعد الإلهي والوطن القومي، وراء عداء الغرب لنا، وشنه الحروب علينا، فلماذا كانت الحروب الصليبية من الكنيسة الكاثوليكية ضد الأوطان العربية الإسلامية، في مصر والشام، قبل أكذوبة هذا الوعد بثمانمائة سنة؟ هل كان وراءها يهود؟, أم كان وراءها باباوات الكنيسة؟؟, امثال أوربان الثاني, ويوجين الثالث, وأوربان الثالث, وأنوسنت, وغيرهم.
اقتباس :
|
حسني السيباني
يشرح الكتاب مصطلح "الأمة العربية"، فيقول أنَّه يعني به الأمة الموَحِدة التي تشمل عرب أفريقيا وعرب آسيا، والفرس والترك والكرد والبلوش، فهؤلاء كلّهم عرب كانوا في الأصل يتكلمون لغة عربيّة واحدة وإن اختلفت لهجاتهم، ويسكنون بلادًا واحدة هي جبال السراة في الجزيرة العربيّة، فلمّا تكاثروا تفرقوا في الأمصار وطال بهم الأمد اتسعت الفروق بين اللهجات حتى بدت أنّ كل لهجة لغة قائمة بذاتها. إذن الكتاب لا يقصد بالأمة العربيّة معناها الضيق المتعارف عليه اليوم والذي يعنى العرب فقط.
|
ردي:
كلام مرسل لا دليل عليه من كتاب أو أثر، في أي كتاب قيل إن الفرس والترك والبلوش عرب، هذا الكلام لا قيل ولا صح، لماذا الكذب؟.
اقتباس :
|
حسني السيباني
ويؤكد الكتاب أن غايته ليس نكأ الجراح ولا إثارة الخلاف وإنّما الوصول لحل جذري لرأب الصدع بين العرب والغرب، ولمّ شمل الأمّة التي فرقت بدعوى قوميّة وعرقيّة، ولا يكون ذلك إلا بكشف زيف وضرر الثقافة التوراتيّة المزورِة للحقائق، وإماطة اللثام عن الفلسفات والسياسيات الاستعماريّة الغربيّة التي تخفي وراءها أهدافًا وسياسات استعماريّة، فبانكشاف الزيف والتحريف والتزوير يتسنى للمصلحين وضع أسس ثقافة صحيحة تلم شمل أمم الأرض شرقيها وغربيها قاصيها ودانيها عربها وعجمها، لتزيل هذا الاحتقان والتقاتل والعداء المستحكم ليعم السلام كلَّ العالم.
|
ردي:
من السطرين الأول والثاني تتضح غاية الكاتب التضليلية، الصليبية الهوى، ذلك أن يمضى مفكرونا وقادتنا في بذل كل جهد لإقناع الغرب بكذب يهود فلا يحاربنا من أجل أكاذيبهم، نمضي في اتجاه الحوار واللين والغفلة هذا الاتجاه، ويمضي الغرب في حربه ضد أمتنا وديننا، وهم لا يحاربونا من أجل وطن قومي، ولا من أجل عودة المسيح، فما هذه إلا مقولات مستحدثة لحربهم الصليبية الحديثة ضد المسلمين، كذريعتهم في حملاتهم الصليبية عام 1095م، قبل تسعمائة سنة، حين صوروا فارساً عربياً يقف وهو على صهوة حصانة على قبر السيد المسيح، وكان يطاف بتلك الصورة في أوروبا، وكفى بالله شاهداً حيث يقول عز من قائل: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، أما آن لأمتنا أن تفيق؟؟!!.
نكتة لطيفة...
يدعي صاحب المقال أن اليهود قاموا بتزوير التوراة من أجل تشويه التاريخ العربي والإسلامي, حتى يصار إلى إدعاء الوعد الإلهي, لا أدري لم غاب عن ذاكرته أن تزوير التوراة كان قبل تزول القرآن, بما لا يقبل عن خمسة وعشرين قرناً, وليس في التوراة ولا في سواها منح إلهية بأراضٍ ما, لا ليهود ولا لسواهم من ذرية آدم, وعلى من يدعي ذلك أن يأتي بالألواح التي أوتيها موسى عليه السلام.
أكتفي من هذا المقال المشبوه بما أسلفت..
هادي بن علي بن أحمد أبو عامرية