قصة واقعية في غاية الروعة
إن من طبيعة الإنسان ومما يهواه فؤاده أن يغير من نظام حياته
فإذا كان يقضي معظم أيامه في بيته وفي مقر عمله تسأم نفسه من هذه الدورة التي يكررها كل يوم
فيلجأ لما يشرح صدره ويزيل به سأمه
وأنا من الناس الذين سئموا الحياة العادية المتكررة
فقد أحببت تغيير هذه الدورة اليومية المتكررة
وقلت في نفسي ذات عشية لأخرج للبر وأبحث عما يزيل (طفشي)
وفعلا أعددت ما أحتاجه وخرجت للبر .
قضيت أحسن ليل وأهدأ بال في تلك الأرض الخالية من السكان ،
وبينما أنا أعد وجبة العشاء إذ بصوت متجه صوبي
هدأت لحظة فلم أسمعه ثم بدأت إكمال ما أنا عليه،
ومرة أخرى أسمع ذلك الصوت وكأنه يقترب مني .
لم أدر ماذا أفعل وماذا سيجدي
فإذا أنا بذئب متجه نحوي وكأنه يقول هاهو العشاء.
حقيقة ذهلت وبدأت أتراجع خطوة خطوة ،
وهو يقترب مني مع كل خطوة أخطوها.
وعندما رأيت أن لا ملاذ منه أخرجت بندقيتي وبدأت التصويب تجاهه فرفع يديه مستسلما خافضا رأسه وقال لي:"أنا في وزايك"
أنزلت سلاحي وسألته ماالذي حمله على الاعتداء علي ثم الاستسلام؟
فأجابني وقال:كنت أريد أن أختبرك فظهرت ذئبا شرسا.
ثم جلسنا وسمرنا إلى الصباح وتبادلنا القصائد حتى قال:
الذيب يهوى الذيب لو كان شرواه
ويهوى مخاوات الذيابة من الناس
فرددت عليه وقلت له:
كل الذيابة من البشر شر تلقاه
وترى الذيابة من البشر شر الأشراس
فرد قائلا:
لا تفتخر والله ما امد لك جاه
وان الكلام يطير مع كل نسناس
فقلت له:
ماني بخايف منك والموت أهواه
ولاني براجع شبر والراس بالراس
فقال يمدحني:
الذيب معروفن بقوله ومغزاه
يسقي العدو مر التعاسة والأتعاس
فقلت:
والذيب مثلك ويل منهو تحداه
يسقيه موت أحمر ويهدي له الكاس
هذه قصتي مع الذئب وإن كانت خيالية فأمروها كما جاءت من غير تكييف
|