الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

الحور العين من نعيم أهل الجنة أو قل من اصل النعيم وأطيبه وألذه, ولقد تعددت الآيات القرآنية الكريمة التي ذكرتهن بأجمل وأطيب صفاتهن , وكذلك تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن في كثير من الأحاديث الشريفة......
وبعد قراءتي لكثير من الكتب التي تعرضت لذكر الحور العين وذكر صفاتهن وأعدادهن ونصيب كل مؤمن منهن, وجدت أن الكلام عنهن قليل والخلاف حولهن كبير من حيث أعدادهن ونصيب كل مؤمن منهن.. لذلك قررت أن أكتب عنهن من كتاب ( موسوعة الأخرة) وأحاول أن افصل عنهن أكبر في هذا الجهد المتواضع وأرجو أن أوفق لما يحبه ألله ورسولة0
(1) معنى الحور العين:
الحور لغة: جمع مفردها حوراء ومعنى كلمة حوراء, المرأة الشابة الحسناء الفاتنة البيضاء الناصعة0
العين: العيون السوداء الواسة وهي أجمل مايرى الإنسان من جمال العيون0
وقيل: إن الحوراء هى التي يحار فيها الطرف من رقة الجلد وصفاء اللون, وقيل0 إن الحوراء هي التي يحار الطرف من حسنها وجمالها وجاذبيتها وفتنتها0
والمعروف أن جمال المرأة أول مايكون في جمال عيونها وأتساعها, واجمل العيون السوداء الواسعة. لذا فإن الله تعالى صبغهن بهذه الصبغة الفاتنة, والله سبحانة خالق الخلق جميعاً, وهو يعلم أين تقع مواطن الجمال الفاتن فصيره في الحور العين , وهذا من بديع وحسن صنعته0
وقديماً قال الشاعر جرير:

إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيينا قتلانا
يصر عن ذا اللب حتى حراك به وهن أضعف خلق الله إنساناً

*صفات الحور العين:
لقد قدم القرأن الكريم بعض صفات الحور العين فدل على حسنهن وجمالهن ونظافتهن وعلو مكانتهن وشرفهن الرفيع0 فقد جعل الله سبحانه وتعالى فيهن كامل الحسن والجمال, وأعلى شأنهن ومكانتهن وجعلهن على خلق عظيم واستقامة كاملة فأحسن الله خلقهن وطهرهن من النجس والخبائث , ومما جاء في القرأن في وصفهن0
قال الله تعالى(وحور عين* كأمثل اللؤلو المكنون) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية الكريمة(صفاء في الدر الذي في الأصداف لم تدنسه يد)) وقال تعالى( فيهن خيرات حسان)0 قال رسول الله صلى الله علية وسلم((خيرات الأخلاق حسان الوجوة))وقال الله تعالى(عرباً أتراباً)0
(عرباً) متحببات قريبات للقلوب ( أتراباً) متساويات في السن على ميلاد واحد ليس فيهن واحدة أكبر الأخرى ولاأصغر منها, على سن واحدة وعمر واحد لايكبرن ولايذهب جمالهن ونورهن وحسنهن0 وقال الله تعالى0 (كأنهن الياقوت والمرجان) 0
ومعنى الآية الكريمة أن الله جعل الحور العين لحسنهن الفاتن في صفاء الياقوت وبياض المرجان وهما من المعادن النفيسة الغالية0
وصفاء الياقوت وبياض المرجان الدنيوي يختلف تماماً عن صفاء وبياض المعدنين النفيسين في الجنة0 فالياقوت والمرجان أوجدهما الله بقدرته في الأرض للاستعمال الؤقت والفناء, وأما في الآخرة وتحديداً في الجنة, فقد أوجدهما الله للديمومة, فيكون بياضهما وصفاؤهما رقيقاً وجذاباً لحسن منظره الفاتن0
وقال الله تعالى0(ولهم فيها أزواج مطهرة) والأزواج في الآية الكريمة إشارة إلى الحور العين اللواتي يزوجن بالمؤمنين الذين ارتضى الله لهم الجنة داراً ومقاماً أبدياً , لذا فإن الله سبخانه جعلهن طاهرات من الحيض والغائط والبول والبصاق , وهذه الصفات هي السمو الكامل في المخلوق الذي يرفعه إلى أعلى الدرجات وأسمى المقامات0
*أخلاق الحور العين:
ومن عظيم الخلق الإلهي أن جعل الحور العين يعشن حياة الأخلاق الحميدة التي يترفعن بها عن الابتذال والفساد والخيانة, فقد جبلهن الله بأخلاق عظيمة فلا يرون أجمل من أزواجهن الذين أرادهم الله لهن0
قال الله تعالىوعندهم قاصرت الطرف عين)0
ومعنى الآية الكريمة: إن قاصرات الطرف وهن الحور العين اللواتي يقصرن نظرهن على أزواجهن في مقامهن الدائم في الجنة, فلا تسمو أخلاق الحوراء العيناء إلاإذا قصرت نظرها على زوجها وتعففت في حياء وخلق0
وهذا المعنى أيضاً إشارة من الله سبحانه أن المرأة في الدنيا لا يكتمل خلقها وجمالها , ولاتكتمل عفتها إلا إذا صانت نفسها وكانت لزوجها حكماً دون غيره من العالمين, ولا تتبرج إلا لزوجها ولا تتزين إلا له وتقصر نظرها وشهوتها لزوجها دون غيره من الرجال وبذات الوقت فإن الله حينما خلق الرجل اضفى على صفاته الغيرة الزوجية الواعية , فلا يرضى ومهما كانت الأسباب والدوافع أن تنظر زوجته بشهوة إلى أحد غيره, حتى والو كان رجلاً مقعداً وفقيراً وقبيحاً , والله كتب الغيرة على النساء, فلا ترضى أمرأة أن ينظر زوجها إلى غيرها ولو كانت عجوزاً دميمة مذمومة0
لذلك جاءت هذه الآية الكريمة تشير إلى عفة وشرف الأخلاق السامية عند الحور العين , وكي يطمئن الرجل المؤمن بأن الله سبحانه أنشأ الحور العين بهذه الصفات المحببة القلبه, وبأن قاصرات الطرف اللواتي هن في قصورهن وخيامهن قد أعزهن الله في الجنة, لاينظرن بشهوة إلا لأزواجهن ولايرون حسناً وجمالاً وفتنة ومتعة إلا في أزواجهن المؤمنين , وفوق هذه الصفة الرائعة بقصر الطرف , فقد جعلهن الله بصفة حميدة تعلو كل الصفات وهي صفة الخلق الحسن وهذه الصفة الرفعة الكاملة , وأعظم صفة يمدح فيها الإنسان في الدنيا صفة الخلق الحميد, ولأهمية الخلق في حياة البشر أو الإنسان عامة بهذا قرآن عظيم0 قال الله تعالى(وإنك لعلى خلقٍ عظيمٍ) وهي اية كريمة نزلت في حق سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وهي تمام الخلق لسيدنا محمد صلى الله علية وسلم وعن حسن الخلق ومقامة العظيم في الجنة0
عن أبي هريرة رضي اللع عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال أربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً)لذلك جعل الله سبحانه وتعالى للحور العين خلقاً قويماً ليتسامى مع خلق المؤمن في الجنة, ولتكون العلاقة بين الحور العين والمؤمنين في الجنة علاقة قوية راسها الحب وسنامها الأخلاق وجسدها الصدق ولسانها الحمد والشكر0
قال الله تعالى : في وصف أخلاق الحور العين:
(فيهن خيرات حسان)0
وقال تعالى: (وعندهم قاصرات الطرف أتراب)0
فهاتان الايتان الكريمتان جمعتا من صفات الحور العين التي أنشأها الله سبحانه أنشاءً, الخير العميم بكل أركانه وصفاته والذي لا يتحقق إلا بالأخلاق الفاضلة السامية , وقد افضى الحسن الفاتن على هذه الأخلاق ليلتقي الحسن والخلق في تركيب فريد رائع, والذي لا يكون غلا في الجنة0

الحقيقة أن الموضوع طويل ولكن أنا أكتفيت بهذا القدر من صفات الحور العين وأن شأالله تعالى للموضوع بقية0 وأرجو المعذرة أذا كان في خطاء أملائية أو ماشابه ذلك0 وتقبلوا تحياتي0