الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين :-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد

خلق الله العباد ليذكروه ورزق الله الخليقة ليشكروه فعبد الكثير غيره وشكر الغلب سواه لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفرو جميلك وأحرقوا إحسانك ونسوا معروك بل ربما ناصبوك العداء ورموك بمنجيق الحقد الدفين لالشيءٍ إلا لأنك أحسنت إليهم(( ومانقموا إلأ أن أغناهم الله ورسولة من فضلة)) وطالع سجل العالم المشهود فإذا في فصوله قصة أب ربي أبنه وغذاه وكساه وكساه وأطعمه وسقاه وأدبه وعلمه سهر لينام وجاع ليشبع وتعب ليرتاح فلما طر شارب هذا الأبن وقوي ساعده أصبح الوالده كالكلب العقور أستخفافاً أزدراءً مقتاً عقوقاً صارخاً عذاباً وبيلاً 0 ألا فليهدأ الذين أحترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطر ومحطمي الإرادات واليهنؤوا بعوض المثوبة عند من لاتنفذ خزائنه0
إن هذا الخطاب الحار لايدعوك لترك الجميل وعدم اإحسان للغير وإنما يوطنك على أنتظار الجحود والتنكر لهذا الجميل والإحسان فلا تبتئس بما كانوا يصنعون0
أعمل الخير لوجه الله لأنك الفائز على كل حالٍ ثم لايضرك غمط من غمطك ولاجحود من جحدك وأحمد الله لأنك المحسن واليد العليا خير من اليد السفلى(( إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولاشكوراً))0
وقد ذهل كثير من العقلاء من جبلة الجحود عند الغوغاء وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوه وتمرده(( مركأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ماكانوا يعملون)) لاتفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه فشج بها رأسك وهذا هو الأصل عند البشرية المنحطة في كفن الجحود مع باريها جلا في علاه فكيف بها معي ومعك؟

الإحسان إلى الاخرين أنشراح للصدر0

الجميل كاسمه والمعروف كرسمه والخير كطعمه أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد يجنون ثمرته عاجلاً في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم فيجدون الأنشراح والأنبساط والهدوء والسكينة0
فإذا طاف بك طائف من هم أو الم بك غم فأمنح غيرك معروفاً واسد له جميلاً تجد الفرج والراحة أعط محروماً أنصر مظلوماً أنقذ مكروباً أطعم جائعاً عد مريضاً أعن منكوباً تجد السعادة تغمرك من يديك ومن خلفك 0
أن فعل الخير كالطيب ينفع حالمه وبائعه ومشتريه وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف في صيدلية الذين عمرت قلوبهم بالبر والإحسان0
إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم (( ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)) وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على لاخرين لايعلم قيامها إلا علام الغيوب0
شربة ماء من كف بغي لكلب عقور اثمرت دخول جنة عرضها السموات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل يحب الجميل غني حميد 0 يامن تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالآخرين عطاءً وضيافةً ومواساً وإعانةً وخدمةً وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً(( وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى(29)إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى(20)ولسوف يرضى))0


(((ولكم خالص تحياتي وحبي وتقديري0)))