تبَـسَّـمَ الـزهـر ُفــي ( فيـفـا ) فأشجـانـي

والـنَّـوءُ يـعـزفُ لـيــلاً عـــزفَ نـشــوان

وهَـدهَـدَتْ أغـصُــنَ الأشـجــار نسمـتُـهـا

فَـكَـوَّنَــتْ بـالــنــدى رســمـــاتِ فــنـــانِ

وأومــأ الـبــرق نـحــوي مـثــل فاتـنـتـي

إذا لـمــحــتُ لــهـــا خـــــدا فـأعـمــانــي

تـمــازجــت نـســمــة لـلـخـلــد بــــــاردة

بلـوعـة الـشــوق حَـــرَّى مـثــل بـركــانِ

وفـــي التقائـهـمـا جـــاد الـضـبـاب لـنــا

ثـوبـا مــن الــدر يكـسـو كـــل أوطـانــي

والـرعـد يـعـزف مــن أعـمــاق غيـمـتـه

ويـسـكــب الـعـطــر مـخـتــالا بـــــأوزان

والـنـاس تـصـدح حـمـدا مــن منـابـرهـا

لخـالـق الـكــون فـــي شـكــرٍ وإحـســانِ

صـــدى بـــلالٍ يُـــدَوِّي مـــن مـنـابـرهـم

( الله أكــبــر ) تـمـحــو كــــل شـيـطــان

ذكـرت عهـدي ( بفيفـا ) فانـبـرى ألـمـي

وهــيــج الـقـلــبَ مـحـرابــي فـأبـكـانــي

أرضــي وأهـلـي وصحـبـي تـائــقٌ لـهــم

وتـائـقٌ لـصــدى مـــن صـــوتِ حـســان

ودرتــــانِ هــمـــا حـلــمــي وأغـنـيـتــي

هـمـا الحـيـاة هـمــا نـبـضـي وسـلـوانـي

صَـــبَّ الإلـــهُ جـمــالَ الـكــونِ فوقـهـمـا

في درةِ الكونِ : ( وجدانٍ ) و ( أجوانِ )

يــا مـالـك الـكـون يــا مـعـطٍ بـــلا عـــددٍ

يـــا رب فاحفظـهـمـا نـبـضـاً بشـريـانـي

حـــط الـخـيـال بـعـقـلـي لـحـظــة فــــإذا

بالـشـعـر أقـبَــلَ فـــي طـــوعٍ وإذعــــانِ

فــلا تقـولـوا لـمـن بالـشـوق مكتـسـيـا :

مــا بـــال شـعــرك ملـفـوفـاً بـأكـفـانِ ؟!

فهـجـعـة الـلـيـل لـــن تـخـفـي كـواكِـبَــه

ولفحـة الـريـح مــا أودت بِ ( ثـهـلانِ )

إذا رأيـتــم جـنــون الـحــبِّ فـــي رجـــلٍ

فـذلــكــم عـــاقـــلٌ يـــرنـــو لـشـطــآنــي

وإن تـراقـصـت الأزهــــار فــــي وطــــنٍ

فلـتـعـمـوا أنــهـــا ســكـــرى بـألـحـانــي

وإن تــظــاهـــر جـــهــــالٌ بـعـشــقــهــم

فـقـيـدوهـم بـحـرفــي بــعــض أزمـــــانِ