.... لا تقلق ....
القلق جزء أساس في حياتنا.
قدر من القلق ضروري، ضروري للحاضر وللمستقبل؛
لكن في حدود، بحيث لا ينتهي الأمر إلى الإحساس بالتعاسة.
بعض الناس يهربون من القلق عن طريق عدم مواجهة الحقيقة،
والنتيجة أنه يهرب من الحقيقة ويصبح أكثر تعرضاً للقلق.
يجب أن تحاول التخلص من القلق بطريقة عملية.
أولاً:
لا تطلب من نفسك أشياء فوق قدرها، لا على مستواك الشخصي ولا على مستوى الأمة.
الكثيرون يحملون هموماً أكبر من إمكانياتهم وطاقاتهم،
بل ربما كانت أكبر من إمكانيات الأمة كلها في مثل هذه المرحلة.
وهذا يصنع لهم قلقاً.
ومن طريف ما يُروى أن أعرابياً كان عنده أَمَةٌ.
فقيل له: هل تتمنى أن تذهب هذه الْأَمَةُ وتصبح أنت خليفة؟
قال: لا والله!
قيل له: لم ؟!
قال: أخشى أن تذهب الْأَمَةُ وتضيع الْأُمَّةُ.
ثانياً:
انظر إلى واقعك بعين الرضا.
لا تَقْسُ على نفسك.
إن لنفسك عليك حقاً.
وهذا لا يعني بكل حال الاستسلام.
ينبغي أن يكون لدى الإنسان طموح.
كما قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-:
إن لي نفساً تواقة؛ طمحت إلى الإمارة، فلما نالتها طمحت إلى الخلافة،
فلما نالتها زهدت فيها وطمحت إلى الجنة.
وهكذا كل إنسان؛ فإن له نفساً تواقة، لكن ينبغي أن تدرك أنك بخير ولله الحمد.
ثالثاً:
استمتع بالنجاح، فما من أحد منا إلا وعنده قدر من النجاح،
ينبغي أن يشيد به وأن يذكره؛ فإنه أجدر ألا يزدري نعمة الله عليه.
رابعاً:
لا تحقد على أحد من الناس؛ فإن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء:
لا تحزن الفتاة عندما ترى أختها تزوجت.
ولا تحزن الزوجة عندما ترى زوجة أخرى تعيش مع رجل غني أو كبير.
لا تبكي المطلقة كلما قابلت زوجة سعيدة.
تنفس واملأ رئتيك بالهواء.
وقل: الحمد لله أنا في حال جيدة، وأقنع نفسك أن اليوم خير من الأمس،
وأن الغد سوف يكون بإذن الله خيراً من اليوم وتفاءلوا بالخير تجدوه.
قال ابن الجوزي -رحمه الله-:
ضاق بي أمر أوجب لي هماً وغماً لازماً دائماً، وقد أخذت أبالغ
وأفكر كيف أتخلص من هذا الأمر بكل حيلة وبكل وجه.
قال: فما رأيت طريقاً للخلاص قط.
ثم عرضت لي هذه الآية (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا).
قال: فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل هم وغم.
قال: فما هو إلا أن هممت بتحقيق التقوى حتى وجدت المخرج.
فلا ينبغي لمخلوق أن يتوكل أو يتسبب أو يتفكر إلا في طاعة الله عز وجل وامتثال أمره،
فإن ذلك سبب لفتح كل مرتجى، ثم ينبغي للمتقي أن يعلم أن الله تعالى كافيه.
|