بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 347
|
تاريخ التسجيل : Oct 2009
|
أخر زيارة : 05-23-2013 (12:26 AM)
|
المشاركات :
241 [
+
] |
التقييم : 1094
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
كشفان مذهلان في آثار جبل القهر
كشفان مذهلان في آثار جبل القهر بعد سبع سنوات من مكابدة البحث في آثار جبل القهر، ومعاناة الصعود والانحدار في ذلك الجبل الشامخ، الذي له من اسمه نصيب، قررت بتاريخ 13/1/1431هـ زيارته زيارة أخيرة وداعية، لا أزوره بعدها, إلا بعد اكتمال الطرق المزفتة في هذا الجبل الوعر، وقد قصدت من هذه الزيارة تصوير أثر فصيل ناقة نبي الله صالح، وما أن شرعنا في صعود الجبل حتى أصاب سيارتي عطل يدعونا إلى عدم إتمام الرحلة، لقد كان محركها ينطفئ، كلما قام يحيى الشمراني بتبديل السرعات، وهذه الرحلة الثالثة التي تقوم سيارتي فيها بهذا الاحتجاج وكأنها تقول أرحني أراحك الله، ولكننا الثلاثة، يحيى الشمراني وأنا وابني محمد، أصحاب عناد مع السيارات، نحملها على ما تكره، وهذا ما جعلنا نكره سيارتنا على إكمال الرحلة، ولقد هون علي معاناة توقف السيارة المتكرر ، مرأى الشركة المكلفة بطريق جبل القهر، وهي تبذل غاية الجهد، وتقوم بعمل جاد ملحوظ ومقدر هذه المرة، لإنجاز طريق الرهوة رخية، وعند وصولنا الرهوة قابلنا الابن على الريثي، وحاول أن يعرقل مسيرتنا، حسب مقتضى العادات العربية، وبالكاد تخلصنا منه، وبعد سير مائة أو مائتي متر، مرت بالقرب منا سيارة لم تلبث أن توقفت، فجاوبتها سيارتنا بتوقف اضطراري، كانوا ثلاثة وكنا كذلك، ترجلنا جميعاً عن سيارتينا للسلام، ومن محاسن الصدف أن كان أحدهم الشيخ فيصل الريثي، شيخ قبيلة الأصاغرة، الذي طالما استشهد أحد معارضي بصداقته له على أنه زار آثار جبل القهر, فهو يقول لقد زرت وصورت آثار جبل القهر عام 1413هـ, والدليل أن الشيخ فيصل صديقي, والحقيقة أن ذلك الشخص ما عرف آثار جبل القهر, إلا من خلال بحثي "الذين جابوا الصخر بالواد"، ما علاقة هذا بذاك، وهل أبناء الريث لا يتصلون بقرى صبياء وجيزان وبيش، ولا تنشأ صداقات عن هذا التواصل، لا أظن الصداقات لا تقوم إلا بزيارة جبل القهر وتصوير آثاره، معارضي يحتج بهذه الحجة، وهو يلوح بصورة أنا من قام بتصويرها، ويدعي أنه التقطها بنفسه، عام 1413هـ وما صدق ولكني أعذره فهو مضطر ورفاقه إلى التعلق بقشة، أما الشيخ فيصل فلم أكن أعرفه، ولكنه وجه انتقاداً لما توصلت إليه في بحثي في آثار جبل القهر، عبر أحد منتديات الريث، وكان في نقده جم الأدب، بخلاف من تهجموا عليَّ وشتموني لأسباب لا علاقة لها بالعلم والبحث، لهذا السبب أكبرته، وكان سؤاله مبسطاً ومباشراً، ملخصه: لن نجادلك بمنطق العلم، فقط نقول لك إننا نرى أن جبال القهر هكذا خلقها الله جل جلاله، وليس ما تراه نحتاً بشرياً بل خلقة وطبيعة، وسأجيب الشيخ فيصل خلال هذا المقال، ولقد سألته ويدي في يده، إذا كان لا يزال على رأيه، فأجاب بنعم، وأظن كثيراً من الناس يرون رأي الشيخ، وهم الأغلبية الصامتة، لذلك وجب علي إجابتهم ممثلين في الشيخ فيصل، الذي تخلصنا من دعوته بجهد شديد، ولقد والله سألت نفسي بعد أن دار بذهني رأي الشيخ فيصل، فقلت: كيف إن كنت مخطئاً في كل ما ذهبت إليه، بعد معاناة سبع سنوات من البحث والتفكير والحوار والمنافحة، ثم أقسمت بيني وبين نفسي أن تكون رحلتي هذه فيصلاً، وقررت أن أنظر لجميع الآثار والنحوتات بتجرد تام، وأن أعد نفسي مخطئاً، ثم أعيد قراءة تلك النحوت لأرى ماذا يترجح لدي، وحين انحدرنا إلى الواديين، ونظرت لجميع النحوت، فإذا معظمها يمكن المماراة فيه، ولكن منها مالا تنتطح فيه عنزان ولا يختلف فيه إثنان، أنها نحتت بأيد وعقول بشرية، لا شك في ذلك ولا شبهة، وأهم هذه النحوت العقد الذي في الواديين, الذي يضع المزارعون فيه غلالهم للحماية من المطر، والعقد الآخر على يساره وأعلى منه، على يمين من يقف ووجهه إلى العقد الكبير آنف الذكر، كلاهما في الواديين, لذلك أدعو الشيخ فيصل وكل من يرى رأيه، أن يقف أمام هذا العقد ويسأل نفسه، هل هكذا تخلق الجبال، ليأتني بجبل على هذه الصفة خلقة، الجبال في معظمها ذات قمم وسفوح، وأجناب أو عُرُض أو اسطح مائلة، سمها ما شئت، وقد صورت جبل كتنبل في بحر القحمة، لأضرب به مثالاً، وعلى هيئة كتنبل تكون الجبال، إلا ما يصيبها انكسار أو نحت، وهذا الجبل الذي تحولت صفحته إلى هذا العقد الهندسي العلمي أصابه نحت، معارضي يقولون إنه منحوت بعوامل التعرية الجوية, لم يحددوا "الهواء أو الماء أو الهزات الأرضية"، أما أنا فأقول إن أيدٍ وعقولاً بشرية، وراء صنع وهندسة هذا العقد، معارضي يقولون ما يقولون، دون برهان من عقل أو منطق، هكذا رجماً بالغيب، وأنا أقول ببرهان ومنطق عقلي قلته كثيراً، لن أكرره, والهواء والمياه المنحدرة والأمطار والهزات الأرضية، لا تنحت على هذه الهيئة البتة، ومن يقول الطبيعة تنحت بهذا الشكل، وبهذه الأقواس المتداخلة، فليأتني بشبيه له من أي قارة، من قارات العالم, أعرف أُناساً لا يعلمون أن الكلمة أمانة، وأننا محاسبون على ما تخطه أيدينا في المنتديات، والحقيقة التي لا مراء فيها، أن الرجولة والشرف تمنع الرجل أن يكذب!، ومن حاولوا نقض آرائي منهم من يريد أن يضحك الآخرين، ومنهم من يريد السمعة، ومنهم الحاقد وصاحب المصلحة، ومنهم من قد كذب في محررات رسمية، ويريد إثبات كذبته، لا التراجع عنها، أمر سيء أن يكون في مجتمعنا من هو على هذه الصفة، والأشد سوءً أن ترى المسيئين يقتسمون الغنائم في وضح النهار، والسوء الذي لا سوء بعده أن يعاقب المحسن ويثاب المسيء، اللهم لطفك.
بعد تأمل وتمعن في عقد الغلال آنف الذكر، غادرنا الواديين وأنا على اقتناع تام أنه نحت بشري، ولا شيء غير ذلك، أقول هذا لأصحاب النقد الهادف, الخالي من السخرية, المبرأ من الهوى، أمثال الشيخ فيصل، ومن الواديين توجهنا إلى الجبل الشرقي، حيث صخرة الناقة، وحيث رمم الرهط التسعة، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وقبل الانحدار إلى ذلك الموضع شاهدنا على صفحة أحد الجبال، على يمين السالك، صورة ناقة، لم يبق واضحاً إلا رأسها، مرسومة باللون الأحمر، بما يشبه فرشة الدهان الصغيرة، وليس بالخط العودي، كباقي رسومات الجبل، وبعد تصويرها، انحدرنا إلى صخرة الناقة، ثم استعرضنا أثري ناقة نبي الله صالح وفصيلها، لنتأكد من أن أخفافهما ليست كأخفاف الإبل، هي أشبه ما تكون بقوائم ذوات الحافر، من الخيل والبغال والحمير، ومن المعلوم أن دابة الأرض التي تكلم الناس في آخر الزما، هي فصيل ناقة صالح عليه السلام، حسب رواية الطبراني, وفي تفسير ابن كثير، عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، أن قوائم دابة الأرض حوافر، وهذا يجعل قولي، إن ناقة نبي الله صالح خرجت من هذه الصخرة، راجحاً إن لم يكن مؤكداً، والمسافة بين أثر الناقة وفصيلها تقدر بمترين ونصف المتر، مما يدل على ضخامة جسم الناقة، لأنهما يسيران متجاورين، وفي اتجاه واحد, ولمرة واحدة, بعد ولادته أمام أعين ثمود, وليس الأثر لأكثر من حيوانين, ولا لحيوان واحد تردد على هذا المكان أكثر من مرة, لو كان الأمر كذلك, لاقتضى الأمر وجود أثر قادم من موضع آخر, أو في اتجاه معاكس!!, وأنا أدعو الدكتور تجوية والأخ حمد العسكر، أن يعيدا النظر في أقوالهما عن آثار جبل القهر، فالأخ حمد ليثبت أني على خطأ زعم أنه وصل إلى هنا، ونام تحت هذه الصخرة، ولم يجد قلعاً في عرصتها!!, ووجد آثار حيوانات!!, دون أن يعرِّض بأثر الناقة وفصيلها, وما ورد على لسانه يدل على أنه لم يزر هذا المكان، لأنه نفى وجود ما هو موجود، وأثبت وجود ما ليس موجوداً، وهذا أمر حتمي ما دامت كتابته تقوم على الحدس والتخمين، أما الدكتور تجوية، فقد زعم أن أثر الناقة، ليس سوى آثار لعرائس خشبية، أتدرون ما العرائس الخشبية، إنها تلك الصلبان الخشبية التي تقام حول المزارع، وتلبس ثياباً حتى يخيل لمن يراها أنها إنسان، وتستعمل لحماية الزرع من الطير، وتحتاج الواحدة منها للتثبيت لحفرة لا يقل عمقها عن ثلاثين سنتيمتراً، فهل عمق هذا الأثر يبلغ أربعة سنتيمترات، ناهيك عن ثلاثين سنتيمتراً؟، كيف تثبت خشبة في هذا العمق؟!, هذا الشخص يزعم أنه يحمل الدكتوراة، وهذا القول خطه في محررات رسمية، إلى متى يكذب البعض في المحررات الرسمية؟, وإذا كان الصدق للعامة واجب!!, فهو لولي الأمر أوجب!!, إنني أدعو العقلاء المنصفين، غير أولي الإحن والسخائم النفسية!، والمصالح المادية!, أن ينظروا إلى هذين الأثرين، ويسموا لي الحيوانين اللذين طبعتهما قوائهما، ولهم أن يفتشوا في أسماء الحيوان، من النملة إلى الفيل، ليس هذا الأثر أثر بغل أو حصان أو حمار، فأثر البغل وهو أكبر آثار الحيوانات المذكورة، أصغر و أحد من هذا الأثر، كذلك الحصان والحمار، وليس هو أثر جامل فالجامل أعرض، وله زمعين في مقدمته، وكلنا نعرف أخفاف الإبل، لقد خلق الله الناقة بقوائم تناسب البيئة الجبلية التي خلقت فيها، فقد خلقت ابتلاء ترعى في تلك البيئة، حيث ترعى ذوات الأظلاف والحوافر، وتصل إلى الأماكن الوعرة جداً, وغير الوعرة, فتنفر منها حيوانات ثمود, ضرب من الابتلاء!!, وابن الأثير في الكامل يقول في كتابه الكامل في التاريخ، عن الصخرة التي تمخضت عن ناقة نبي الله صالح: فإذا هي تتمخض كما تتمخض النفساء " الصخرة "، ثم انفرجت وخرجت من وسطها الناقة كما طلبوا وهم ينظرون، ثم نتجت سقباً مثلها في العظم, وهذا من عظيم قدرة الله، أن تلد البهيمة مولوداً يدانيها في الحجم، وإذا نظرنا إلى أثر الناقة واثر فصيلها، نجدهما متقاربين، مما يجعلنا نصدق رواية ابن الأثير!!.
كشفان مذهلان:
بعد تصوير أثر الفصيل، انتقلنا إلى رمم الرهط التسعة، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، ووكلت بالأمر يحيى الشمراني وابني محمد، لأني صرت أعجز عن الصعود إلى القبرين، رغم أنهما على ارتفاع دون المترين، ولكن حدثت لي الأزمة القلبية في المرة السابقة، جراء محاولاتي الصعود إلى القبرين، والإنزلاق مرات متعددة، وطلبت من الأبناء يحيى ومحمد أن يبدأ بالقبر الصغير، وينظرا إلى جمجمة الصبي عاقر الناقة، هل هي مدموغة بحجر أسوة برفاقه في القبر، فوجداها مصابة بكسر في الهامة كما توضح الصورة، وعلى ذلك فرؤوس الأربعة الذين في القبر الصغير دمغت بحجارة، الكسور البينة في جماجمهم، تدل على صحة رواية ابن الأثير، أن الملائكة دمغتهم بالحجارة، وهم من عقروا الناقة، وعاقرها ذلك الصبي، قال تعالى: {إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر* ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر* فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر}، وطلبت من يحيى ومحمد بعد فراغهما من القبر الصغير، كشف غطاء القبر الذي يحوي الخمس الرمم، لمعرفة إن كانت الجماجم مصابة بكسور، شأن رمم القبر الآخر، وبتقليب معظم الجماجم تبين أنها خالية من أي كسر، لذلك أرجح أن الأربعة الشباب، أصحاب القبر الأول، هم من اشترك في عقر الناقة، ولعلهم بعد أن عرقبوها واضطجعت على جنبها، أخذوا يرمونها بالحجارة لقتلها، فعاقبهم الله أن أمر ملائكته بدمغهم بالحجارة، جزاءً وفاقاً، ولم يجد يحيى ومحمد أي جمجمة مكسورة في تلك الجماجم، ولكنهما وجدا الكشفين الهامين المؤكدين لقدم هذه الجماجم، وجهل من قال إنها لأناس اشتركوا في حرب الريث الأخيرة عام 1374هـ.
الكشف الأول:
جميع الرمم مكفنة بالجلد أو بنوع واحد من القماش، وليس ذلك بالأمر اللافت، ولكن ما أثار استغرابنا أن تكون الرمم مكفنة على النمط الفرعوني، هل سمعتم عن المومياءات المصرية، وكيف كانت تكفن، كان المصريون القدماء يلفون الجثة بالكامل في الكفن من القماش، من الرأس إلى القدم، ويتركون فتحتين للعينين، أو يلف الجسد في قماش، ويقنع الرأس والوجه بقناع، حسب مكانة الميت، وأشهر الأقنعة قناع الملك توت عنخ آمون، لقد كان من الذهب الخالص، على أن يترك في القناع فتحتان للعينين، وهذه الرمم جميعها في أكفانها فتحات للعينين، سواءً كانت لها أقنعة من الجلد، أو كانت ملفوفة في القماش بالكامل، وللقناع الجلدي سيور تثبت بالعنق، وفتحات الأعين تشير إلى معتقد ما، لا أستطيع الجزم به، أو ادعاء معرفته، ولكني أستطيع الجزم بقدم هذا الاعتقاد، وعدم معرفة العرب في جاهليتهم به، ولم أسمع قط قبائل الريث يكفنون موتاهم على الطريقة الفرعونية!, ولا يمكن أن يقال إن هذه الأمة "ثمود"، تأثرت بالفراعنة، فهي سابقة لأبينا إبراهيم بآلاف السنين، وأبونا إبراهيم عاصر الفراعنة زمن الهكسوس، وما الهكسوس الذين دخلوا مصر، كذلك العماليق وحضارات ما بين النهرين إلا سلالات من نجوا مع نبي الله صالح من ثمود، وملأوا الأرض بعد ذلك، لذا أرجح أن كثيراً من العادات الفرعونية والكلدانية وغيرها، أصلها ثمودي ولدت في جبل القهر، وانتقلت إلى تلك الأوطان بعد خروج مؤمني ثمود من جبل القهر، وهذا هو الكشف الأول، أقصد الفتحات التي في الكفان والأقنعة, مقابلة لعيني المتوفى, ولا أدري لِمَ لَمْ نتنبه لها سابقاً، ولم يتنبه عالم الآثار، المبتعث من قِبل وكالة الآثار، وأظن اسمه شيابي؟!!.
الكشف الثاني:
نسيج قماش الأكفان، وأقصد المادة التي نسجت منها الأكفان، هل نسجت من القطن أم الكتان أم الصوف، فإذا كانت من القطن أو الكتان، فذلك يدل على قرب عهدها، وأن هذه الحضارة نشأت مجاورة لحضارات أخرى، في أفريقيا، أو الهند وفارس، وبذلك يرجح أنها عاشت في العصر الجاهلي، فالكتان لا يزرع بجزيرة العرب، والقطن لم يزرع بصفة استثمارية، في قطر من أقطار الجزيرة العربية، سوى في أواخر حكم الأشراف في الحجاز, حيث شجعوا مزارعي تهامة الشامية على زراعته، تأثراً بمصر، ولم يدم ذلك غير بضع سنوات، ونسيج الملابس القطنية في جزيرة العرب، يقوم على استيراد خيوط النسيج، وتعرف بالأنوال، وذلك من العصر الجاهلي، ولم يذكر التاريخ أنها قامت صناعة نسيج في جزيرة العرب على دورة كاملة، بدءاً بزراعة أشجار النسيج كالقطن والكتان، ثم حلجها ثم تحويلها إلى خيوط نسج، ثم نسجها بعد ذلك، ولمعرفة نوع قماش الأكفان، طلبت من يحيى ومحمد انتزاع قطعة صغيرة من أحد الأكفان، وبعد وصولنا جدة, قمت بغسلها مرات متعددة ثم تجفيفها، وبعد أن تأكدت من نظافتها التامة، أحرقت طرفها ففاحت منه رائحة الصوف، قد يعيب علي البعض قيامي بهذه التجربة، ولكن لا سبيل لمعرفة مادة الأكفان بغير هذه الطريقة.
وكون الأكفان من الصوف، يجعل القول إن الرمم لثمود أصحاب الناقة أقرب إلى الصواب، فهم أمة أقاموا حضارة قبل كل حضارة، غير متصلة بمجتمع بشري آخر، وذلك حسب السرد القرآني للتاريخ «قوم نوح ثم عاد فثمود», قال تعالى: {أتتركون فيما هاهنا آمنين}، واعتمدوا على منتجات موطنهم في مأكلهم ومشربهم وملبسهم، ومن ذلك اعتمادهم على أوبار وأصواف حيواناتهم، في صناعة ملبوساتهم, وبعد غسل قطعة القماش تبين أنها نسجت باتقان لا تنسج مثله الآلات الحديثة!.
أكرر شكري البالغ للأخ الفاضل الذي أهداني آلة التصوير "دجيتال", فلولاها لم تأت الصور بهذه الدقة, وأعتب عليه أنه يأبى أن أصرح باسمه.
هادي بن علي بن أحمد أبو عامرية.
|