01-19-2010, 08:16 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 382
|
تاريخ التسجيل : Dec 2009
|
أخر زيارة : 04-26-2012 (04:26 AM)
|
المشاركات :
497 [
+
] |
التقييم : 209938680
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
فتنه غفلنا عنها
فإن في مقام حديثنا ذكر فتنة من الفتن التي أخبر عنها المصطفى عليه الصلاة و السلام
وذكر أنه من أشراط الساعة , فإن علامات الساعة الكبرى هي التي تدلُ على قرب قيام الساعة، فإِذا ظهرت كانت الساعة على إِثرها، وأَهل السّنة يؤمنون بها كما جاءت عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومن تلكم العلامات التي لا يشك مسلم فيها :
فتنة المسيح الدجال:
معنى المسيح و الدجال.
لفظ الدجّال على وزن فعّال بفتح أوله والتشديد من الدجل وهو التغطية، وأصل الدجل معناه: الخلط، يقال: دجل إذا لبس وموه، وجمع دجال: دجالون ودجاجلة, وسمي الدجال دجالاً؛ لأنه يغطي الحق بباطله، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.
والمراد بالدجال هنا: الدجال الأكبر الذي يخرج قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى -عليه السلام- وخروجه من الأشراط العظيمة المؤذنة بقيام الساعة، وفتنته من أعظم الفتن والمحن التي تمر على الناس.
ويسمى مسيحاً؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة, أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً ، ولفظة المسيح تطلق على الصديق ، وهو عيسى -عليه السلام- وعلى الضليل الكذاب وهو الأعور الدجال.
قال القرطبي: "واختلف في لفظة المسيح لغة على ثلاثة وعشرين قولاً، ذكرها الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتابه مجمع البحرين، وقال: لم أر من جمعها قبلي ممن رحل وجال ولقي الرجال"التذكرة للقرطبي (ج 4 / ص 205). "
سبب تسمية الدجال بالمسيح وعيسى بالمسيح
أما لماذا سمي الدجال بالمسيح؟ فعلى عدة أقوال: قال ابن فارس : لأن أحد شقي وجهه ممسوح مشوه، وقيل: لأنه ممسوح العين، وهذا ما اختاره أكثر أهل العلم، وقيل: لأنه يمسح الأرض، أي: يقطعها تجولاً في أربعين يوماً، فلا تبقى بقعة في الأرض إلا يطؤها في أربعين يوماً. وقد يقول قائل: ولماذا سمي المسيح ابن مريم بذلك؟ اختلف في ذلك على عدة أقوال، منها: أنه يمسح على الأعمى والأكمه والأبرص فيبرأ بإذن الله، ويمسح على الميت فيحيا بإذن الله، وقيل: لأنه أمسح الرجل، فليس لرجله أخمص، وقيل: إنه خرج من بطن أمه كأنه ممسوح بالدهن، وقيل: إن حسن الوجه يسمى مسيحاً في اللغة، فعلى هذا يكون على وجهه مسحة جمال وحسن، وقيل غير ذلك. فلدينا مسيحان: مسيح على وجهه مسحة قبح، ومسيح على وجهه مسحة حسن وجمال. ويقول البعض عن الدجال : المسيخ، بدلاً من المسيح؛ وذلك للتفريق بينهما، وهذا ليس بصحيح، وإنما يفرق بينهما فيقال: مسيح الهداية ومسيح الضلالة. فمسيح الهدى يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله، ومسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات، كإنزال المطر وإحياء الأرض وغيرها من الخوارق.
العلامات التي تسبق ظهور الدجال وتنبئ بخروجه :
ولأن خروجه أمر عظيم وأمر جسيم، فمن سنة الله أن تسبق هذا الحدث علامات تنبئ بظهوره وبخروجه، ومنها: ظهور المدعين للنبوة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كل يزعم أنه رسول) متفق عليه.
ومن العلامات التي تسبق ظهوره أيضاً: فتح القسطنطينية، عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الملحمة العظمى، وفتح قسطنطينية، وخروج الدجال في سبعة أشهر فقط) حسنه الترمذي .
ومن العلامات ومما نلاحظ في هذه الأيام: تغير الأحوال وتبدل الأشياء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) صححه ابن حجر . ومن العلامات السابقة لظهوره كذلك: جوع وقحط وحاجة، جاء في حديث أبي أمامة الطويل: قال صلى الله عليه وسلم: (وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله، فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا من شاء الله، فقال أحد الصحابة: وما يكون طعام الناس حينها؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام) رواه ابن ماجة في كتاب الفتن، وسنده حسن وله شواهد.
خروج الدجال والتحذير منه ..
في ذكر خروج الدجال في آخر الزمان والتحذير منه، حيث وصفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأمته وصفاً دقيقاً لا يخفى على ذي بصيرة، كما حذر منه الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- قبله أممهم ووصفوه لهم أوصافاً ظاهرة. ومن الأحاديث الواردة في ذلك حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : « قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال فقال: (إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ, وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ, لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ, وَلَكِنْ سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ) رواه البخاري برقم (2829) (ج 10 / ص 274).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَدِيثًا مَا حَدَّثَهُ نَبِيٌّ قَوْمَهُ؟ إِنَّهُ أَعْوَرُ, وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ, فَالَّتِي يَقُولُ إِنَّهَا الْجَنَّةُ هِيَ النَّار, وَإِنِّي أَنْذَرْتُكُمْ بِهِ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ) رواه مسلم برقم (5227) (ج 14 / ص 166).
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَمَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر) رواه مسلم برقم (5219) (ج 14 / ص 158).
قال الإمام النووي -رحمه الله-: الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها، وأنها كتابة حقيقة جعلها الله آية وعلامة من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله، ويظهرها الله تعالى لكل مسلم كاتب وغير كاتب، ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته، ولا امتناع في ذلك شرح النووي على مسلم (ج 9 / ص 324).
الاستعاذة و التحذير من فتنة الدجال.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ في صلاته وغيرها من فتنة الدجال وشره وأمر أمته بذلك, فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن, يقول: (قُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ, وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ, وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ) رواه مسلم برقم (930) (ج 3 / ص 252).
وعن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه, إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال: (مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ)؟ فقال رجل: أنا, قال: (فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ) ؟ قال: ماتوا في الإشراك، فقال: (إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ)، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: (تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ)، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: (تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ), قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر, قال: (تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)، قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: (تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ)، قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال" رواه مسلم برقم (5112) (ج 14 / ص 28).
وإذا خرج ادعى الصلاح أولا، يدعي أنه مصلح، يدعي الصلاح، ثم يدعي النبوة، ثم يدعي الربوبية، يتدر ج: أولا يدعي أنه رجل صالح، ثم يدعي النبوة، ثم يدعي الربوبية، وهو كافر، مكتوب بين عينيه كافر "ك ف ر" يقرأها كل مؤمن، وإحدى عينيه طافية، وهي اليمنى، أعور العين اليمنى، كأنها عنبة طافية، يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة.
لا يترك بلدا إلا دخلها، إلا مكة والمدينة؛ لأن الملائكة تمنعه من دخولها، تحرسها الملائكة، جاء في الحديث: أنه يأتي المدينة وينزل +... ترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج إليه كل كافر وكافرة، وكل فاسق وفاسقة، وكل خبيث وخبيثة، ولا يبقى في المدينة إلا المؤمنون . البخاري : الحج (1881) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2943) , وأحمد (3/191).
سبب خروج الدجال
ما سبب خروجه فلقد جاء في حديث حفصة عند مسلم قال صلى الله عليه وسلم: (إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها)، وأما أول باب يطرقه بعد خروجه فعن ابن مسعود رضي الله عنه: إني لأعلم أول أهل بيت يقرعهم الدجال ، قال: أنتم يا أهل الكوفة. رواه ابن أبي شيبة و الطبراني ، ورجاله ثقات. قال أهل العلم: إنما قال ذلك لشدة حبهم للفتن والقلاقل، وليس للصحابي أن يقول ذلك اجتهاداً، إنما هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم. ......
وقت خروج الدجال، ومكان ذهابه، ومدة مكثه في الأرض
عباد الله! إن الحديث عن خروج الدجال ومكان خروجه من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله، أو بوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أكثر من ذكر الدجال وفتنته، فمتى يخرج؟ وأين يذهب؟ وماذا يصنع؟ وكم يمكث في الأرض؟ إليك مزيداً من الأخبار: فعن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدجال ليخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة) أي: وجوههم عريضة، صححه الحاكم وأقره الذهبي . وقال أبو هريرة : أحدثكم ما سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: (إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق، في زمن اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يوماً، الله أعلم ما مقدارها، الله أعلم ما مقدارها). قالها مرتين. وقد اختلفت الروايات في تحديد تلك الفترة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين) قال الراوي: لا أدري: أربعين يوماً أو أربعين شهراً أو أربعين عاماً. وفي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: (قلنا: يا رسول الله! وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعين يوماً: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم،قلنا: يا رسول الله! فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا قدره)، فانظر كم هم حريصون على صلاتهم؛ لأن الفتن يستعان عليها بالصبر والصلاة.
كيفية نهاية الدجال وأتباعه
عباد الله! سيخرج الدجال كما أخبر الصادق المصدوق، فإذا عاث في الأرض فساداً جاء الأمر من الله بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام، ونزول عيسى علامة أخرى من علامة الساعة الكبرى التي أخبر الصادق المصدوق عنها، فينزل عيسى عليه السلام ليكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ليحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، لكن لماذا عيسى دون سائر الأنبياء؟ ذلك لأسباب، قال أهل العلم: إن اليهود تدعي أنهم قتلوه وصلبوه، ونزوله إبطالاً لباطلهم: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [النساء:157]، قالوا: ونزوله دليل على قول من قال: إنه لم يمت، فلدنو أجله ينزل ثم يموت، فكل نفس ذائقة الموت، وقالوا: وجد عيسى في الإنجيل فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ [الفتح:29] فدعا عيسى عليه السلام ربه أن يجعله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فاستجاب الله دعاءه. فسيعيث الدجال في الأرض فساداً، ثم ينزل عيسى عليه السلام، فماذا يحدث للدجال إذا رأى عيسى عليه السلام؟ إذا جاء الحق زهق الباطل، وإذا جاء النور تبدد الظلام، وإذا جاء العدل هرب الظلم والظلمة والطغاة، فإذا رأى مسيح الضلالة مسيح الهدى ذاب كما يذوب الملح في الماء. وهذا منظر بديع حين ينزل عيسى عليه السلام، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان مرفوعاً: (فبينما هو كذلك -يعني الدجال - يعيث في الأرض يمنة ويسرة، إذ بعث الله المسيح عيسى ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد نفسه إلا مات حين رؤية عيسى عليه السلام، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه). الله أكبر إنه منظر جليل بديع يؤذن بنهاية الظلم والكفر والطغيان. قالت أم شريك في حديث آخر: (يا رسول الله! فأين الناس حينها؟! -أي: أين الناس حين ينزل عيسى عليه السلام؟- قال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح - يعني: المهدي - فيسير الدجال حتى ينزل فيها يحاصر بيت المقدس، فبينما هو يحاصرهم إذ نزل عيسى عليه السلام، فيعرفه الرجل الصالح فيرجع القهقرى في صلاة الفجر؛ ليتقدم عيسى عليه السلام، فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه فيقول له: تقدم فصل فإنها لك قد أقيمت، فيصلي عيسى وراءه، فإذا سلم ذلك الإمام قال عيسى عليه السلام: افتحوا وأقيموا الباب، فيفتح باب بيت المقدس ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى وسلاح، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وانماع، ثم ولى هارباً، فيقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك لضربة لن تسبقني بها، قال: فيدركه عيسى عليه السلام عند باب لد الشرقي فيقتله عليه السلام، ويهزم الله عز وجل يهوده ويقتلون أشد قتلة، فلا يبقى شيء مما خلق الله دابة ولا شجر ولا حجر يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود، قال صلى الله عليه وسلم: فيكون عيسى عليه السلام في أمتي حكماً عادلاً وإماماً مقسطاً، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتملأ الأرض من السلم والعدل كما يملأ الإناء من الماء، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها..) فلا جهاد؛ لأنه لا كفر في ذلك اليوم، ثم تتابع أشراط الساعة تلو الأخرى، ثم تعود الأرض إلى كفرها وشركها فلا يبقى على وجه الأرض مؤمن واحد، وعلى هؤلاء تقوم الساعة، ولعلنا في الجمعة القادمة نتابع الحديث إلى قيام الساعة وتتابع الأشراط. عباد الله! ما نذكر هذا إلا ليزداد المؤمن إيماناً: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ * فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [محمد:18-19]
كيفية العصمة من الدجال
وبيَّن صلى الله عليه وسلم أنه لا يستطيع الدخول إلى مكة والمدينة، بل تحول الملائكة دونه في دخولها ويمنعونه. وعلَّم النبي صلى الله عليه وسلم الأمة ما يعصمهم من فتنة الدجال، ومن ذلك الاستعاذة من فتنته، فقد ثبت في الأحاديث الصحاح من غير وجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من فتنة الدجال في الصلاة، وأنه أمر أمته بذلك أيضاً، فكل واحدٍ يقول في صلاته: اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال. وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي : الاستعاذة من الدجال متواترةٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومما يعصم من الدجال بإذن الله حفظ آيات من سورة الكهف، روى أبو داود بسنده إلى أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال) ومن ذلك الابتعاد منه، كما جاء في الحديث السابق، حديث عمران بن حصين : (من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن المؤمن ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه لما يبعث به من الشبهات) . ومما يعصم به من فتنة الدجال سكنى مكة والمدينة فقد شرفهما الله تعالى وأدام حفظهما وصونهما كرامةً وطهراً ومثابةً وأمناً للمسلمين، ورفعةً وسيادةً لولاة أمورنا يا أرحم الراحمين! فهل علمنا معاشر المسلمين كل ما يعصم من الدجال؟ وهل علَّمنا أبناءنا وبناتنا ليعتصموا بذلك من فتنته لو خرج في زمنهم أو زمننا، وأن الأحاديث الواردة في شأنه كثيرةٌ وواضحةٌ في صفاته وسيرته، وقد بسطها الحافظ ابن كثير في كتابه النهاية ، أو المسمى بـالفتن والملاحم
أسأل الله أن يحفظنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الموحدين. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين! اللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين! اللهم من أرادنا وبلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين! اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء دينك، اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين! وسدد رأيهم ورميهم، وصن أعراضهم واحقن دماءهم، وفك أسرانا وأسراهم يا رب العالمين! اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربنا! من الراشدين. عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
اختكم...شذا النرجس ..وشروق الشمس
أرجو نشر هذا الموضوع للأهميه
|
|
|