"ليتني همك"
جاهدت غياب الأمل
صامدٌ في وجه الوقت الظلوم
فاضت خيالاتي بكِ
و أنهار عشقي واصلت جريانها
أراقب و أرقبْ
أراها ولا تراني
أعتصرني حبها
اختنقت أوردتي واحتقنت صمتاً
و قلبي صائم الدهر ينشد طعمها
لا أزال أورق بها و أضمر كل لحظة
لا أزال أناجي
و أجهش :
"ليتني همك"
تمر بي سحب الهيام
أميط عن وجعي اللثام
أتسائل بين غيومها...
أين هي مني؟
لا قطرها انهمر!
ولا ربيعها كفكف جفاف ولعي
تبرق و ترعد و ما فاح منها غير الوهن و الوهم
ما زلت استمطر
و أجهش :
"ليتني همك"
أوقد يا قلب ماندثر
و قلِّب أوراق ذكراك بأناملٍ من دموع
سوء طالعي يرتع في ساحتي
يمارس مصادرة الفرح
أملى طاف و حط عند قدميك يا غادية
لكن ينهكني ألم التجاهل
و نظراتكِ الجليدية نحوي
لا تعلمين!
لكن داخلي يحترق
يصرخ
يجهش :
"ليتني همك"
حمائمك تغرد بعيداً
و ظلك مقيم حولي
طول الأمد يقوض عبير زهوري,
و أنا من قضّى عمره يطاردكِ
يداهمني الخذلان و أتعثر!!
لأشاهد منظر الغياب المكرور
فيمطر داخلي و أسقط
تزلزلني الأماني و المستحيلات
و ما تبقى الا صوتي المذبوح,
يجهش:
"ليتني همك"
و بدأ الخريف يزحف
ممزقاً أوراقي وقد نضجت
أمطرني بجراحٍ تنتظر الثوران
و أنتِ... آآآآهٍ يل أنتِ
أراكِ بعيدة
وبمتناولي في الأحلام
ما بيدي الا دمعة مرهقة
و صوتٌ مبحوح
ينقض صدأ الحروف الباهتة صبراً و يناشد:
"ليتني همك"
كم تمنيت....
كم ترنمت...
ليتني همك
لأكون حرفاً على ثغرك
تعزفني شفتيك
و أطوف بخيالك
أحيا في كنف نورك
ليتك تبصريني و قد أبصرتك
أرجوكِ يا حلوتي
امنحيني قلبك ......
هكذا أتغنى وحيداً ولا تسمعين
"ليتني همك"
تتجول هنا و هناك
و أقف ..
أنادي ..
أناجي ..
لكنها لا تكترث
لا تعبئ برهين الصمت
غير آبهة بفقيدِ الصبر
لا تلتفت
لا تفطن لأنا .... " دوار شمسها "
عندها ,
أعود لنفسي
احتضن أمنياتي
و أتمتم:
"ليتني همك"
يا من تمضين للبعيد
يا من تغادرني سفينك
انظري حولك
قد تجدين فتىً غافل النوم
و أجهد الألم
و عانق رائحة الليل
انظري
تأمليه
فما ومضت عيناه إلا عليكِ
أعيدي إليها البريق من جديد
صفدي شياطين بؤسٍ تطوف بها
و اطردي رياح الموت الدائبة عصفا حولها
و ليكن هو همك
فأنتِ همه
و ............
"ليتني همك"