السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أعظم التواضع لو كان من عظيم حقيقي العظمة.
التواضع من مكارم الأخلاق التي اتصف بها الفاروق رضي الله عنه وأورثته محبة الآخرين.
فالعبد المتواضع يجعل الناس يحبون معاملته، ويودون مجالسته، ويتمنون لقاءه، ويستأنسون بكلامه، ويتفانون في خدمته.
فالتواضع يعني قبول الحق ممن كان، وخفض الجناح ولين الجانب، وعدم شعور النفس بأن لها فضلًا على الآخرين.
وهذا ماكان عليه "عمر بن الخطاب"
ومن تواضع عمر ورقته ومن عجيب أمره، أنه مع هيبة الناس له، كان إذا غضب فقرأ أحد عليه آيات الرحمن، أو ذكّره بالله ذهب عنه غضبه.
*وعن جبير بن نفير: أن نفرا قالوا لعمر بن الخطاب: ما رأينا رجلا أقضى بالقسط، ولا أقول للحق ولا أشد على المنافقين منك يا أمير المؤمنين، فأنت خير الناس بعد رسول الله. فقال عوف بن مالك: كذبتم والله، لقد رأينا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: من هو؟ فقال: أبو بكر. فقال عمر: صدق عوف وكذبتم، والله لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك، وأنا أضل من بعير أهلي. يعنى قبل أن يسلم؛ لأن أبا بكر أسلم قبله بست سنين.
وهذا يدل على تواضع عمر وتقديره للفضلاء ولا يقتصر على الأحياء منهم، ولكنه يعم منهم الموتي كذلك، فلا يرضى أن ينكر فضلهم أو يغفل ذكرهم، ويظل يذكرهم بالخير في كل موقف، ويحمل الناس على احترام هذا المعنى النبيل، وعدم نسيان ما قدموه من جلائل الأعمال.
كذلك من مواقفه المشهورة والمعروفه:
راى امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ليلة شديدة البرد في الظلام نار فذهب اليها وبرفقته الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
فراى امام النار اما وثلاثة اطفال يبكون احدهم يقول :امي ارحمي هذه الدموع و الاخر يقول: امي اكاد اموت جوعا و الثالث يقول: امي الا احظى باكل قبل ان اموت .
فجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه امام النار و قال للام: ممن تشكين يا امه الله.
فقالت له: الله الله في عمر.
فقال لها: ومن ذا الذي ادرى عمر بحالكم .
فقالت :ايلي امرنا و يغفل عنا.
فذهب عمر الى بيت مال المسلمين و فتح الباب فقال له الحارس :خيرا يا امير المؤمنين .فلم يرد عليه عمر وانزل كيسا من الدقيق ووعاء به سمن و اخر به عسل.
فقال عمر: رضي الله عنه احمل علي.
فقال الحارس :ماذا تريد يا امير المؤمنين .
فقال عمر: احمل علي
فقال الحارس :عنك يا امير المؤمنين
فقال له: احمل علي فطلب منه الحارس ان يحمله عنه .فرفض امير المؤمنين و قال له: ثكلتك امك احمل علي اانت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة .وحمل الدقيق و السمن والعسل.
وبعدما وصل جلس امام النار فاعد لهم الطعام وبعد ان نضج ووضع عليه السمن والعسل و اطعم الصبية بيده الكريمة فنظرت اليه ام اليتامى و قالت والله انك احق بالخلافة من عمر.
فقال لها عمر: يا امة الله اذا كان الغد فاتي عمر فساكون هناك وسوف اكلمه في شانك.
وانصرف وجلس وراء صخرة ينظر الى الصبيان فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: هيا بنا فاليلة شديدة البرد فقال له عمر: والله لن ابرح مكاني حتى يضحكوا كما اتيتهم و هم يبكون .
ولما كان الغد ذهبت ام الاطفال الى دار الخلافة فدخلت فوجدت شخصا يجلس بين علي وعبد الله بن المسعود رضي الله عنهما.وكلاهما يقول له يا امير المؤمنين.و الرجل هو نفس الرجل الذي كان عندها بالامس والذي قالت له الله الله في عمر .فلما راته اصابتها رعدة
فقال لها امير المؤمنين: لا عليك باس يا امة الله بكم تبيعين مظلمتك لي .
فقالت: عفوا يا امير المؤمنين.
فقال لها :والله لن تفارقي هذا المكان حتى تبيعي مضلمتك لي . واخيرا اشترى منها المظلمة بستمائة درهم من ماله الخاص .وامر عليا رضي الله عنه ان يحضر ورقة وقلما و يكتب.... نحن عليا وابن مسعود نشهد على ان فلانه قد باعت مظلمتها لامير المؤمنين عمر بن الخطاب.
وبعد ذلك قال امير المؤمنين رضي الله عنه :اذا انا مت فدعوها في كفني حتى القى بها الله تعالى.
فاإين نحن الان من هذه الخصال التي ترتجف لها الاوصال .....عباد نسوا الله فانساهم انفسهم.
::تحياتي ::