بعث الله نبيه صالح عليه السلام إلى قوم ثمود ليدعوهم الى عبادة الله وترك عبادة الاصنام وهم قبيلة مشهورة وكانوا عرباً يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك، وكانوا بعد قوم عاد، وكانوا يعبدون الأصنام مثل قوم عاد، فبعث الله فيهم رجلاً منهم وهو سيدنا صالح عليه السلام، فعرض عليه ملكهم جندع وعلية القوم المال والجاه، ولما لم ينصاع لهم طلبوا معجزة تؤكد أنه رسول الله وأشاروا إلى صخرة كبيرة وطلبوا منه أن يخرج لهم منها ناقة ذات أوصاف اعجازية: أن تكون كثيرة الوبر ... حمراء اللون ... ضخمة الهيكل ... وأن يكون ضرعها كبيرا يدر اللبن الغزير طعمه ألذ من الخمر وأحلى من العسل وأن يكون لها فصيل (ولد) على شكلها ..
فلبى الله تعالى طلب صالح وأخرج الناقة مع فصيلها من الصخر، بعد أن اشترط صالح على قومه بما طلبه الله:
(يا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم)
(سورة هود-64) و (سورة الشعراء 156)
كانت الناقة الأنيقة الرائعة مصدر خير لقوم ثمود تعطيهم الحليب بغزارة ولكن أشراف ثمود لم يكونوا راضين عن وجودها بينهم وعن ترسيخ رسالة صالح، فتآمروا عليه وأوعزت امرأة عجوز غنية جدا ولها أربع بنات فاتنات واسمها عنيزة، أوعزت شابا اسمه قدار بن سالف ليقتل الناقة فتعطيه من يختار من بناتها، كما كانت امرأة أخرى غنية وجميلة اسمها صدوف، فأغرت ابن عم لها اسمه مصدع وكان يحبها بأن تقبل به زوجا لو شارك قدار في قتل الناقة
فاختار الاثنان سبعة من فتيان ثمود وكمنوا للناقة ولم يكن من السهل فعل ذلك ولكنهم فعلوا بها بالسيف والرماح ورموها بالسهام حتى هوت الى الأرض ثم همدت وسكنت كل حركة فيها ولم يكتف هؤلاء الشباب بالناقة وفصيلها انما كمنوا أيضا لقتل سيدنا صالح عليه السلام، فانهارت عليهم الصخور فقضت عليهم قبل أن يقوموا بفعلتهم الآثمة.
أوقد القوم النار وقطعوا لحم الناقة وفصيلها وقاموا بشواء اللحم وشرب الخمر ورقصوا وغنوا فصاح بهم سيدنا صالح بأن غضب الله سيحل عليهم بعد ثلاثد أيام، تصفر فيه وجوههم في اليوم الأول وتحمر في اليوم الثاني وتسود في اليوم الثالث، فيحل بهم عذاب الله تعالى بعد ذلك بزلزال ورجفة: "فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمينِ" (الاعراف- 87)
ولم ينج منهم غير سيدنا صالح عليه السلام ومن آمن معه.
الساحل الشرقي