أيا عاشقة الساحل :
ولو ... العين ما تعلا على الحاجب . وموضوعك هو الأجمل ، لأنه انفتق عنه ردي وهو الأصل والذي فتح لي هذه الأفاق من الكلمات البسيطة التي تشرفت بالتعليق بها عليه .

اقتباس :

و مهما طال الليل .. فـ دقيقة واحدة من فجر .. كفيلة بـِأن تنسيك كل هذا الليل !

هذه الكلمة أعجبتني كثيراً ، لأنها حقيقة ثابتة ، فالليل مأوى الأحزان ، عندما تأخذ الشمس في الانحراف نحو الغروب ، تسير ببطء لتتوارى خلف الأفق ، وتنسحب خلفها آية النهار المبصرة ، ووتدب في أوصالها عتمة الظلام ، وحلاكة الليل ، ويبدأ سواء الليل يغطي الكون حتى يحتدم الظلام ويعم الأرض ، ويبدأ السكون يخيم على البرية بأجمعها ، تهدأ المخلوقات وتسكن ، وتأرز الطيور وكل ما يعيش في النهار إلى وكناتها لتنعم بالسكون ، وفي الليل تعود النفس إلى حديثها ، لتستعيد شريط الماضي ، أو لتتقلب على أحزانها ومتاعبها ، وكأنما الليل هو نصيبها وحظها من الإنسان ، وبدلاً من أن تأخذ النفس راحتها وتستعيد نشاطها من جديد تأبى إلا أن تثير لحظات الماضي ، وتغفل المستقبل ، وكأنما هي ماض بلا مستقبل ، فما أطول الليل عليها ، وما أوحشه عندما يتجافا جنبه عن فراشه وتعصف به آفات السهر وعذابه ، ينتظر النهار بفارغ الصبر يستشرف المشرق لعله يرى بصي الصباح تشق عتمة الليل البهيم ، ولترفع عنه ذلك الحمل والغم الذي ظل يصارعه طول ليله .
وعندما تحل أو دقيقة من النهار وتفيق عليها الطيور في أعشاشها وتخترق صمت الليل بصدحها وغنائها مؤذنة ببزوغ فجر جديد ، وهنا يستنشق متعب الليل أول نسمة من النهار بعد معاناة ومكابدة ظلت سويعات كانت عليه ساعات ، فينهض من مرقده حتى يستوي على فراشه يتنفس الصعداء ، فيستقبل نهاره الجديد تتجدد أمامه الآمال بأن تتبدد الأحزان .
فما أجمل النهار عندما يجعل منه الإنسان وسيلة للتخلص من أحزانه وهمومه ، ويهرب إليه لعله ينسى قسطاً من أحزانه ، ويضع عن كاهله أوزار الليل الماضي ويبددها بمحاسن النهار الجميل .

أرجو أن تقبلي شكري وتحياتيواعتذاري على هذا الاختصار .. وأمتعينا بمواضيعكِ وأثري المنتدى بإبداعك .