الحب والناس
نظرَ الحبيبُ إلى الحبيبِ فصادفـتْ
عينـاهُ عيـنَ حبيبـهِ فتبسَّـمـا
وهوى بسيفِ العشقِ فارسُ رمشِهِ
فارتد من تـرسِ الصـدودِ مثُلَّمـا
وهوت سماءُ الحبِّ حتـى أَطبقـت
بالأرضِ والارضُ اعتلتْ نحوَ السَّما
والقلبُ بينهما وضاقَ بـه المـدى
فمضى على صَهواتِ عـلَّ وربَّمـا
قد لاحَ خيطُ النـورِ بيـنَ دموعِـهِ
مُـذْ عـادَ طِفْـلاً باكيـاً متألـمـا
هذا الهوى جنَّاتُ عدنٍ فـي لظـى
ذلٌ يَلَـذُّ ومبصـرٌ يهـوَى العمَـى
الحبُّ يـا أهـل العقـولِ لحكمـةٍ
الله أوجــده ولـيـس ليُـعـدمَ
الحـب يـا أهـلَ التـورعِ قـوةٌ
تبنـي شتـاتَ الأمـةِ المتـهـدِّمَ
الحبُّ يا أصحـابَ دعـوةَ أحمـدٍ
بـابُ البلـوغِ لكـلَِ قلـبٍ أحكـمَ
مـا ضـاعَ هـذا الحـبُّ إلا أنـهُ
قـد لطختـه يـدُ الجهـولِ فأظلـمَ
فالخلقُ فيهِ اثنـانِ عاشـقُ لوحـةٍ
رُسِمتْ فكانـتْ للجمـالِ مجَسَّمَـا
فغدا يُذيـعُ مفاتـنَ الصَّنـمِ الـذي
سيراهُ من فعـلِ السنيـنَ مُحطَّمَـا
عِشْقٌ سيمحو الدهرُ رائـعَ لونِـه
ويُحيلُـهُ غُصنـاً هـوى وتَهشَّمـا
أو عاشـقٌ سَكِـرَتْ بفتنـةِ حُبِّـهِ
عيناه فارتدَّ الفـؤادُ علـى الظَّمَـا
فمضى ببيدِ اليـأسِ يـزرعُ قصـةً
ويحومُ دونَ الوصلِ منْ حولِ الحِمى
حتَّى أذا نَمـتِ الحكايـةُ وانتشـى
وتراقصتْ في مسرحِ الفكرِ الدُّمـى
حَصرَ الهوى – وتقودُه شهواتُه -
في مشهدٍ للحضنِ أورَشْفِ اللُّمـى
مهـلاً رويـدكَ و الفـؤادُ يَجـرُّه
همـسُ العدالـة صارخـاً متبرِّمـا
من ذا الذي قلبَ المحبـةَ صـورةً
فِلْماً إلى صنـفَ الاباحـةَ يُنْتَمَـى
ما الحبُّ إلا حبُّ منَ خلقَ الـوَرى
سُبحانـهُ خلـقَ القلـوبَ وقسَّـمَ
حبٌ يحيـلُ القلـبَ هبـةَ نسمـةٍ
لطفـاً فيحظـى بالسعـادة ٍمغنمَـا
وجَنَانَ سعدٍ طـابَ بـردُ ظلالِهـا
نرقى بهـا نحـو المباهـجِ سلَّمـا
ما الحـبُّ إلا حـبُّ أحمـدَ طاعـةً
صلـى عليـهِ اللهُ ثمـت سـلـمَ
حبٌ بـه تعلـو النفـوس ُجلالـةً
ومهـابـةً وقنـاعـةً وتكـرمَـا
وبه النجاحُ به الفلاحُ بـه الهـدى
وبه السمـوُّ لمـن تعلـقَ بالسَّمَـا
حـبٌ أحـالَ البـدو أعظـمَ أمـةٍ
وبنى المبادئَ في النفوسِ وعظَّـمَّ
وبنى الحضارةَ واستوى أعجوبـةً
حتـى العـدوُّ بِهـا أقـرَّ وسَلَّـمَ
الحبُّ هذا يـا خلائـقُ فاشهـدوا
أن المحـبَّ بحبـهِ مــا أجــرمَ
ما الحبُّ إلا النـورُ أحـرقَ دمعـةً
وأذابَها شهـداً لـه لـون الدِّمـا
فاسترسلتْ تحكي تقاسيـمَ الـرُّؤى
في وجهِ صبـحٍ غائـرٍ قـدْ أظْلـمَ
صوتُ الأنينِ علا فأصبحَ ضحكـةً
فـي مأتـمً فيـهِ السـرورُ ترنَّـم
عجـبٌ ودنيـاً للصِّـدامِ وعـالـمٌ
تجتاحهُ الأضدادُ أرضٌ بـل سمـا
كـفُ الطبيـبِ برفقِهـا وحُنوِّهـا
بحفـاوةٍ تهـديْ المجـرَّح بلسمـا
و الشمـسُ مـدَّت كفَّهـا ذهبيـةً
لترمَّـمَ القلـبَ الـذي قـدْ هُدَّمـا
وعواطفٌ ملأتْ جوانـحَ صـورةٍ
فغدتْ نسيمَ الصبـحِ حيـنَ تَنَسَّـم
ومعـارج للمجـد تصنـع قـمـة
اسطورة في ظلها الفخـر احتمـى
مـا الحـبُّ إلا شُعلـةٌ وضــاءةٌ
تَهدى الحيارى في متاهاتِ العمـى
(والله أحبك)