قصيدة من أيام الصبا:
ملك الحزن .. أمير القلق
صرخة دوت فهزت مسمعه= فمضى يركض والدنيا معه
مذ خطا خطوته الأولى بدا= فارسا يجلو غبار المعمعه
وردة في دوحة نائية =زارها البدر فأجرت مدمعه
وبقايا مركب مهترئ= حطمت أمواج بحر أضلعه
..=..
..=..
قاده البعد لأن يجثو على =شاطئ الذكرى يناجي ما بقي
صحب الليل فأسماه الدجى= ملك الحزن أمير القلق
إن شكا يوما فللحرف شكا=أو بكى دمعا فبين الورق
في حناياه فؤاد راكع= ويرى فينا عليَّ المفرق
..=..
..=..
يا فتاتي أنت كل العالم = وإليك من لظاك أحتمي
عذبيني في هواك إنما =كل ذراتي فداك فاعلمي
عذبيني في هواك أيقظي =لذة الجرح بقلب مغرم
من تعدى نال ما قد يبتغي= إنما الحب عذاب المسلم
..=..
..=..
يا ابنة الأنجم قلبي تاءه =دائر في فلك بعد فلك
كان دون القلب ستر مانع= طلع البدر عليه فانهتك
أرسل النور وفي طياته= صورة الموت وليل قد حلك
ويل قلبي ليس يدري ذنبه= غير أن درب الهوى كان سلك
..=..
..=..
كنت طفلا لا أرى الحب سوى= وطر يؤتى ولهو ينتهي
ساعة من عمرنا نلهو بها=بعدها ننسى حياة الو له
كان في عينيَّ وقف صامت =ومتاع في سبيل المشتهي
فكرة حمقاء في ظلمتها = تخنق العقل بقاع السفه
..=..
..=..
لم أكن أعلم للحسن يدا= تجرح القلب وتلوي العنقا
وردة فواحة في عطرها= فتنة تخشى وشر يتقى
ها أنا أيقنت هذا بعدما= خُلِّف العذل وسيف سبقا
وعلمت الحق حقا غير أن= لا يفيد الطوق من قد غرقا
..=..
..=..
كنت طفلا في حياتي لم أزل= أعشق الحلم وأهفو للأمل
وعلى الطفل أتت ريح الهوى= فاستدار الطفل في فلك زحل
يسأل الناس لأمر قد بدا= أي أمر ذلك الأمر الجلل
فأبى الناس جوابا صادقا= وأراد الطفل عيشا كالرجل
..=..
..=..
ويله لم يدر يوما ما يريد= أوقد النيران في الحر الشديد
أشعل القلب بنيران الهوى= وبقايا الفرح ذابت كالجليد
ويله طفلا بكى من ناره= أحرقت كفيه والثوب الجديد
رجل قد ظن يوما أنه= فتراه عاد فينا كالوليد
..=..
..=..
كبر الطفل بقلبي ومضى= ينظم الشعر لأمر عرض
ترك اللهو وما زال به = لهفة تهفو لشيء ما انقضى
ومضى بالشعر يبنى عالما= ينشد الشاعر فيه العوض
لقي المنسي في أشعاره= بلسما للروح يشفي المرض
..=..
..=..
كتب الشعر لينسيه الألم= ويله قد كان عقباه الندم
كلما أهوت بخط كفه= جانب الجرح وبالجرح ارتطم
جفت الأشعار في أسطرها= طارت الأوراق وانشق القلم
و هو في تيه الليالي حائر= يغرس الأزهار في الصخر الأصم
..=..
..=..
إنها قصة جرح غائر= في فؤادي ليس يُدرى منتهاه
كفن قد نسجت أطرافه= بدموع و تناهيت وآه
سفر يحمل في طياته= شاعرا يسبح طهرا في علاه
وكتاب سطّرت أحرفه =بدم العشاق والدهر تلاه
تقبلو نقلي لأبداع أخي
الأستاذ الشاعر حسن فرحان الفيفي
(والله أحبك)