لا تلوموني !!
هَلْ تُراهُم عَلَّمـوه الجَـدلا
بعدما أَدْلـى بطـوعٍ عَـدَلا
أمْ تُراهم خَيَّـرُوهُ فارتضـى
بِهواهُم عـنْ هوانـا بَـدَلا
أَيُّ سَهَـلٍ والهـوَى ذلَّلَـهُ
عَادَ صَعْبَاً وعَلَى الحُبِّ عَلا
هلْ رَأَيْتُمْ رَوْضَةً كَانَتْ لَنَـا
جَنَّةَ الدُّنَيَا اسْتَحَالَـتْ جَبَـلا
حَكَـمَ الدُّنْيَـا بِعَيْنَيْـهِ فَمَـا
مَالَ إِلا نَحْـوَهُ مَـالَ الَمـلا
ويْلَهُ منْ حَاكمٍ ما يَرْعَـوِي
مَـا يُـرَى يَحكُـمُ إلا قَتَـلا
خَافِقِي منْ خَوفِـهِ مُرْتَجِـفٌ
خَلْفَ أَضْلاعِي تَوارى وَجَلا
يَتَخَفَّى والهَوى مِنْ جَـورِهِ
كَتَـبَ الحُكـمَ عليـهِ وَتَـلا
وغَداً لا بُدَّ يُقْضَـى دُونَ أنْ
يَعْلَمَ الذَّنْبَ الَّذي قَـد فَعَـلا
أيُّ فـألٍ يَحْتَوينِـي وأنَــا
أُبْصر اليأسَ يُوارِي الأَمَـلا
كُلَمَا أجرَيْتُ بالحرفِ يـدِي
في طَرِيقِ النورِ تاهتْ فانْجَلا
كُلُّ أَلوانِي غَـدَتْ شَاحِبَـةً
وقصورُ السعدِ أضْحَتْ طَلَلا
الصِّبا والوردُ والنـورُ هُنَـا
صَاغتِ الحُزْنَ لِقَلْبِي جُمَـلا
ورؤىَ الفجرِ غدتْ أغنيـةً
تعزفُ الموتَ وتُدني الأًجًـلا
لا تَلُوموني على يَأسِي أَنَـا
بَعضُ منْ كانَ لبعضٍ خَـذَلا
لا تَلُوموني ولومُوا عـاذلاً
قدْ غَدَا لمْ يدرِ ما قدْ عَـذَلا
مَذْهَبَ السُّوءِ فَصَارَتْ مَثَـلا
أُمَّتِي قدْ ذهـبَ الـذُلُّ بِهـا
آهِ يـا مِلْيَارنـا كَـمْ رجـلٍ
كانَ بالأمسِ يساوي جَحْفَلا
ثُمَّ صِرنا زبـدَ السيـلِ إِذا
حَصْحَصَ الحقُّ توارى خَجَلا
مُذْ غَدا الخائنُ فينا مُخْلِصـاً
وغَدَا الظالـمُ فينـا بَطَـلا
مُذْ دَفعنا دفـةَ الفُلـكِ إلـى
ذنبِ الغربِ أضعنَا السُبُـلا
مُذْ تحاكَمنَـا إلـي جَمعيـةٍ
صاغَها الكُفرُ لإذلالِ المَـلا
مُذْ غَدَا دُستًورهم شِرْعَتَنَـا
ونسينا حُكْمَ ربِّـي المُنْـزَلا
مُذْ غَرقنا في ملذاتِ الهوى
وأَضَعْنَـا اللهَ جـلَّ وعَـلا
كانَ ما كانَ فصرنـا هكـذا
لم تعد تبصـر فينـا رَجُـلا
تقبلو نقلي لإبداع أخي
الشاعر الأستاذ حسن فرحان الفيفي
(والله أحبك)