عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2010, 05:59 PM   #4


الصورة الرمزية طراد
طراد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 10-08-2013 (10:08 PM)
 المشاركات : 1,210 [ + ]
 التقييم :  101
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تنبيه قد نغفل عنه




الساحل الشرقي
مرحبا بك
موضوع في غاية الأهمية ويحتاج إلى توضيح

فعلاً البسمله ( بسم الله الرحمن الرحيم ) هي أول آية في سورة الفاتحة
ومن أركان الصلاة قراءة الفاتحة وفي حالة عدم قراءة السورة كاملة فإن الصلاة
تكون باطلة حسب أقوال اهل العلم وهذا لا اعتقد ان فيه خلاف
لكن الخلاف ورد في الجهر بالبسملة في الصلاة أم السر وقد
ذهب العلماء في حكم الجهر بالبسملة في الصلاة على ثلاثة أقوال :
الأول : عدم شرعية الجهر بها بل تقرأ قبل الفاتحة سراً ، وهذا هو المروي عن الخلفاء الراشدين ، وذكره ابن المنذر عن جماعة من الصحابة والتابعين وهو قول أصحاب الرأي واحمد ، قال ابن قدامة في المغني : ( لا تختلف الروايات عن أحمد أن الجهر بالبسملة غير مسنون ) وأختاره ابن تيمية ونصره كما في الفتاوى .
واستدلوا بحديث أنس المذكور هنا وقد أخرجه الشيخان وأصحاب السنن وغيرهم بألفاظ متقاربة يصدق بعضها بعضاً .
وذلك أن أنساً رضي الله عنه كان ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويلازمه حضراً وسفراً وهو ينفي سماع جهره بالبسملة نفياً مبنياً على علم لا على كونه لم يسمع مع إمكان الجهر بلا سماع ، ولا يمكن مع هذا القرب والصحبة الطويلة ألا يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بها مع كونه يجهر بها ، ومما يؤيد ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يجهر بها دائماً لكانت الهمم والدواعي متوفرة على نقل ذلك كجهره بسائر الفاتحة .
ومن أدلة ذلك ما ورد عن ابن عبد الله بن مغفل قال : سمعني أبي وأنا أقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : أي بني إياك والحدث ، قال : ولم أر أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أبغض إليه الحدث في الإسلام يعني منه ، قال : وصليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان فلم أسمع أحداً يقولها فلا تقلها ، إذا أنت صليت فقل الحمد لله رب العالمين . أخرجه الترمذي (244) والنسائي (2/137) وأحمد (4/85) وابن ماجة (815) وحسنه الترمذي والزيلعي في نصب الراية (1/333) وأحمد شاكر في تعليقه على الترمذي ، وقد أعل بجهالة ابن عبد الله بن مغفل والصواب عدم ذلك فانه روى عنه ثلاثة .

القول الثاني : أنه يسن الجهر بها ، وبه قال الشافعي ومن وافقه ، واستدلوا بحديث نعيم المجمر وهو من أقوى أدلتهم فعن نعيم المجمر قال صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال آمين وقال الناس آمين ويقول كلما سجد الله أكبر وإذا قام من الجلوس في الاثنتين قال الله أكبر ويقول إذا سلم والذي نفسي بيده اني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم بوب النسائي عليه الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم .

القول الثالث : أنه يخير بينهما وهو قول إسحاق ابن راهوية وابن حزم على ما ذكره الزبيدي ، وعزاه ابن المنذر في الأوسط إلى إسحاق ، وكأن هؤلاء أرادوا العمل بجميع الأدلة ما يدل على الجهر وما يدل على الإسرار ذكر ذلك ابن المنذر .

والقول الأول هو الراجح لأن حديث أنس رضي الله عنه برواياته صحيح صريح في المسألة لا يقبل أي تأويل وأما حديث نعيم المجمر فعنه جوابان :
الأول : انه معلول بما تقدم ، الثاني على القول بصحته وهذا متوجه ، فهو ليس صريحاً في الجهر وإنما فيه انه قرأ البسملة وهذا يصدق بقراءتها سراً ، وعلى تقدير أنه جهر بها فهو محمول على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر بها في بعض الأحيان ليعلم الناس استحباب قراءتها في الصلاة أو جهر بها جهراً يسمعه من قرب منه ، والمأموم إذا قرب من الإمام أو حاذاه سمع منه ما يخافت به ولا يسمى ذلك جهراً ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمعهم الآية أحياناً ، وبمثل ذلك تجتمع الأحاديث ويستفاد من مجموعها أن السنة عدم الجهر بالبسملة لكن لو جهر بها بعض الأحيان فلا حرج ليعلم المأموم أنه يسمي وأن التسمية مشروعة .
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : ( اتفق أهل المعرفة بالحديث على انه ليس في الجهر بها حديث صريح ولم يرو أهل السنن المشهورة … شيئاً من ذلك ..).


هذا ما استطعت ايراده عن موضوعنا
والله أعلم
ورجائي من كل من لديه معلومة عن هذا الموضوع
المشاركة لتعم الفائدة بإذن الله
ولكم خالص مودتي وتقديري


 
 توقيع : طراد

إن الذكرياتِ -هنا- ستبقى *** مع الأيام دوماً فى بقاءِ
نعم فالذكـــرياتِ هنا ستبقى *** ولوصرنا غداً رهن الفناءِ
لأن الـذكـــريات تُعـــدُّ عمـرا *** لنا هو قد يعيش بلا انتهاءِ


رد مع اقتباس