حياة الروح
سررت كثيراً بالمشاركة في موضوعك الذي
فعلاً أنا اوافقك الرأي في كونه موضوع مهم للغاية
واسمحي لي بهذه المداخلة التي آمل أن تكون في مقام موضوعك القيًم
الراحة النفسية كمفهوم عام والإحساس بالإستقرار النفسي من وجهة نظر
عامة الناس أمر نسبي يختلف من شخص لآخر ، ومن مجتمع لآخر ، بل أنه
يختلف لدى الشخص نفسه مع اختلاف ظروفه ومراحل حياته من الطفولة
وحتى الشيخوخة ..
هل النفسيات اصبحت تلعب دورا مهماا فى سلوك الانسان ؟
الانسجام النفسي والسعادة من الأمور النسبية لكل
شخص على حدة ، فهي تختلف بين الرجل والمرأة ، وبين المتعلم والأمي ،
وبين الغني والفقير ، وحتى في مراحل الطفولة والشيخوخة للشخص نفسه ،
فقد يجد الإنسان السعادة في طفولته والراحة النفسية في اللعب واللهو وأكل
الحلوى والحب والدفء الأسري ، أمـا فـــي مرحلة الشيخوخة فقد يجد راحته
النفسية في التقرب إلى الله والعبادة والذكر وفعل الخيران
كما أن نفسية الانسان تتدخل فيها عوامل كثيرة سواء كانت خارجية أو
داخلية فإنه من الوارد أن تؤثر على حالة الإستقرار النفسي بصورة إيجابية
أو سلبية فقد تجعل الإنسان في حالة استقرار واتزان وراحة نفسية أو على
النقيض تجعله في حالة معاناه وتعاسة وعدم استقرار وشقاء نفسي .
لهذا كله فلا شك في أن نفسية أي شخص قد تؤثر على سلوكه وتصرفاته سلباً أو إيجاباً.
هل تغيير النفسيات ترجع الى هذا الزمن وصخبه وضغوط الحياة؟
التغيرات النفسية لا أعتقد أن للزمن علاقة فيها ولكن ما أرى انه يؤثرفيها هو المكان
والمجتمع المحيط وهو ما أسميتيه (بصخب وضغوط الحياة) وهذه الأمور يمكن أن يتعرض لها أي شخص
في أي زمان وليس بالضرورة أن تكون حكراً على زمن محدد وهي عبارة عن مجموعة من المؤثرات الخارجية الإجتماعية التي تؤثر على عامة الناس
في محيط البيئة أو المجتمع الصغير الذي يعيش فيه الإنسان ، والتي قد
تساعد على حالة الراحة والإستقرار النفسي .. أو تؤدي للضغوط النفسية والمعاناة وعدم الراحة النفسية مثل الأمن والعدل
والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان والإستقرار والرخاء الإقتصادي
وتوافر الخدمات الأساسية من صحة وتعليم بصورة حضارية وكذلك التكافل
الإجتماعي والمؤسسات الخيرية التي تشمل وتعين الطبقات البائسة والمحرومة ..
فكل هذه الأمور تدفع الكبت والحرمان والقهر والظلم وتعطي الإحساس بالأمان
والراحة النفسية لأي إنسان داخل المجتمع ..
وكذلك أيضاً الترابط الإجتماعي والأسري بين الأهل والأصدقاء والجيران ،
حيث تسود أجواء الحب والألفة والتآخي والتفاهم والمودة ومكارم الأخلاق
وكافة العواطف الإنسانية الإجتماعية والسلوكيات الحضارية الإيجابية والطيبة
التي تغمر الإنسان وتشعره بالراحة والإستقرار النفسي إذاً فصخب الحياة
وضغوطاتها هي التي أرى أنها تؤثر في نفسيات أي انسان وبذلك نرجع هذه التغيرات النفسية
إليها مع وجوب أن نضع نصب أعيننا قوة إيمان كل فرد من أفراد المجتمع والتي تعينه على السيطرة الشاملة
على كل ما يعتريه من أمور الحياة
هذا ما استطعت المداخلة به في هذا الموضوع الأكثر من رائع
مع اعتذاري ان ورد قصور في ردي
ولك مني فائق الاحترام والتقدير