خصلة من جملة الخلان أحسن لي أعيش واحداني
لسلام عليكم
اتمنى ان يكون هذا لطرح حسب كلام ورده في مهب الريح عندما طلبت يكون اسم كاتب الخاطره موجود وهذا واجب ون شا الله الجائزه من نصيبي امزح
وهذا من روائع لشاعر محمد سعد الجنوبي \
--------------------------------------------
والله لو قالوا انسه ما ستطيع انساه
يا كيف ابنساه وروحي فيه مفتونة
تطري عليّ ليالي عشتها وياه
قدام لاهم عن عيوني يخشونه
بيته قريب ولكن ما قدرت أنصاه
وهو بعد عن مجي بيتي يمنعونه
يا ويل قلبي عليه ومقصدي ملاماه
في سنة الله عسى شوري يطيعونه
عزي لحلي ويا ويلي عقب فرقاه
مسكين منهو سواتي غاب مظنونه
ويقول في موضع آخر:
يا ونتي ونت بعيد المسافات
في ديرة جاها وضيع خويه
وقته بعده بالدقايق والساعات
مثل الذي به علة باطنية
على الذي صادفته عقب غيبات
ثاني نهار عيد الضحية
قلت السلام ورد لي بالتحيات
وانا بعد زودت له بالتحية
٭٭٭
كل تلك السمات وذلك الوضوح جعل من قصائده مطلب الفنانين الشعبيين طيلة الخمسين عاماً الماضية فتغنى بها أبرزهم، ولابد لك عزيزي القارئ من معرفة أن الجنوبي ولغزارة شعره كتب في كافة أغراض الشعر على تنوعها، فإضافة إلى الغزل كتب في الرثاء والوطنيات، ويتمتع بحافظة قوية جداً الأمر الذي لا يحتاج معه سوى ذكر بيت واحد فقط من القصيدة ليتسنى إكمالها بكل سهولة رغم عدد قصائده، كما أن الشاعر اتسم بطول نفسه في قصائده، حيث ألف العديد من الألفيات ومنها الألفية المروبعة التي بلغ عدد أبياتها مائة وثمانين!!
ومن شعر الوعظ الذي سطره الجنوبي بعض القصائد التي يحفظها الكثير كباراً وصغاراً لجمالها وسهولة تركيبها ويرددونها في مجالسهم لكنهم لا يعرفون أنها للجنوبي ومنها هذه الأبيات المعروفة:
كلن نهار العيد عايد حبيبه
والتم شمل أهل القلوب المواليف
وانا حبيبي غايب الله يجيبه
يا حسرتي إن كان انتهى العيد ماشيف
مصيبتي يا كبرها من مصيبة
لا شفت غيري في وناسه وتكييف
والإنتاج الشعري للشاعر محمد الجنوبي هو ترويح وتسلية لنفسه التي عانت من العشق العفوي، فالصدفة وحدها كفيلة لأن تدخل شاعرنا الجنوبي في شراك الحب، فتخرج قصائد الإبداع الشعري بين ثناياه متدفقة كالنهر العذب، وتنظم الأبيات لتتشكل قصيدة رصينة قوية المضامين قوية كقوة صاحبها، خالية من التكلف تؤطرها البساطة ووضوح المعنى، وذلك يعود إلى كون قصائد الجنوبي مستوحاة من واقع الحياة المعاش وأصالة الماضي في الأحساء التي تتسم ببساطة أُناسها وطيبتهم!
وعن رحلة الشاعر الجنوبي مع الغناء الشعبي يؤكد أنها لم تكن تلك رغبة منه، وإنما جاءت صدفة عندما التقاه أحد أصدقائه ليأخذ واحدة من قصائده، ومن ثمَّ ليعطيها للفنان عايد عبدالله التي غناها، ولتكن تلك بداية معرفة الناس آنذاك بالجنوبي، إلا أن شهرته أصبحت ذائعة الصيت بعد تعاونه مع الفنان الشعبي بشير شنان ثم مع الفنان عيسى الأحسائي (ويُعد التعاون معه الأبرز والأكثر) ثم فهد بن سعيد إضافة إلى اثنين وثلاثين فناناً آخرين إذ لم يبخل بقصيدة على أحد من الفنانين الكبار أو المبتدئين حتى يومنا هذا، فلنستمع إليه وهو يردد واحدة من قصائده الجميلة:
حمام يا للي فوق الاغصان غنيت
ذكرتني وقت عزيز مضالي
ذكرتني اللي لا دخل نور البيت
حسبي عليك الله مالك ومالي
عقبه وانا ماني بحي ولا ميت
في معالجة شهرين واربع ليالي
عز الله إني عقبهم ما تهنيت
ومحد من الخلان غيره صفالي
يا زين في قلبي حكمت وتوليت
ارفق دخيلك يا حياتي بحالي
لمن سمعت اسمه على الزاد فزيت
والناس ما يدرون باللي جرالي
يا هل الهوى منيتي لا تمنيت
هو منيتي في الناس شرق وشمالي
انما حصلي ناعم العود وليت
وان مت ما شفت الغظي عزتالي
واشيب حالي على كل مقبلت واقفيت
واشوف بيت حبيبي منه خالي
الشاعر محمد الجنوبي ولظروفه الأسرية القاهرة التي مرّ بها نتيجة لفقدان والده منذ نعومة أظافره لم يستطع إكمال تعليمه، إلا أنه كان يستشعر تماماً أهمية العلم بل ويحث عليه فسطر في هذا الجانب أبياتاً كثيرة تحث على طلب العلم ومن ذلك هذه الأبيات التي تحمل معاني غاية في السمو رغم بساطتها:
يا طلب العلم مبروك النجاح
يا بخت منهو تعلم وافتهم
العلم في ذا الزمان أقوى سلاح
كم واحد فاته العلم وندم
كافح وترتاح من بعد الكفاح
يا سعد من كان من جهله سلم
اللي تعب امس اليوم استراح
عقب التعب صار في أعلى القمم
بالعلم صار الليل مثل الصباح
خص أبو فيصل له أكبر سهم
خلا مياه البحر تصبح قراح
وبالحمد والشكر تزداد النعم
الشاعر محمد الجنوبي يشير إلى أنه ورغم إنتاجه الغزير من القصائد ذات الأغراض المتنوعة، إلا أنه لم يكتب سوى قصيدة رثاء واحدة طيلة مسيرته الشعرية والتي كتبها عقب تلقيه خبر رحيل رفيق دربه الفنان عيسى الأحسائي فقال:
البارحة نومي على راس كوعي
ما غير افكر لين نور الفجر بان
والأرض مادري سيلتها دموعي
لو هي تسنح امتلت منه وديان
على الذي فراق جميع الربوعي
واقفى من الدنيا ولا كن شي كان
جاني خبر موته نهار الربوعي
وانا اشهد اللي وصله نسل (...)
يقول عيسى مات لا تجي جزوعي
اصبر واطلب من له من الله غفران
ويرى المعد أن الشاعر الجنوبي نجح في توصيل صوته وأحاسيسه من خلال أشعاره، وكان لنجاحه وتفوقه أضداد وقفوا في سبيل نجاحه وحاولوا بعدة طرق أن يعكروا صفو الجو عليه إلا أنه بقي شامخاً واثقاً من نفسه ومن موهبته الشعرية مستشهداً بثناء جميع الفنانين الذين تعاونوا معه بطيبته وكرمه وحسن أخلاقه وتواضعه وبساطته.
وتناول المعد المرحلة الزمنية التي انتقل فيها الشاعر محمد الجنوبي إلى دولة قطر في بداية التسعينات الهجرية (والتي كانت نهاية عصر الأسطوانات عصر أشرطة الكاسيت)، وذلك للبحث عن عمل والعيش هناك حيث مكث خلالها تسعة أعوام كانت محطة مؤثرة في حياته، فعلى الرغم من شظف العيش الذي دعاه لهجران الأوطان والأحباب والانتقال إلى قطر، إلا أن ذلك القلب المفعم بالحب، وتلك النظرة الساحرة، وتلك القريحة التي تتدفق شعراً بغزارة لا تزال تجود بما لديها من مشاعر فلم يبرح مداده الذهبي يسيل على القلوب قبل الأوراق فلم ينقطع عن كتابة الشعر فهو يقول إنه لا يستطيع الانقطاع عن الشعر فالشعر بالنسبة له بمثابة الماء فهل يستطيع أحدنا العيش بلا ماء؟! كما أن البعد المكاني بينه وبين الفنانين الشعبيين لم يقطع التعاون بينهم، حيث كان الفنانون يزورونه في الدوحة، فتغنى الفنانون بالقصائد التي كتبها هناك ومن بين تلك القصائد:
يا هل الريان لي معكم وليف
كامل الاوصاف يا ويلي عليه
مرني في مرسيدس اخضر نظيف
وارد الالمان توه مشتريه
ارتبشت وطحت انا فوق الرصيف
ورحت للعسكري ابغي اشتكيه
وفي نقد وتحليل مبسط لعدد من قصائد الشاعر الجنوبي، طرح المعد النويصر تحليلاً لعدد من القصائد كان من بينها واحدة من أروع القصائد التي سطرها الجنوبي وهي قصيدة (خلاص من حبكم يا زين عزلنا) التي أسهمت في شهرة الكثير من الفنانين الشعبيين، والمتأمل في أبيات هذه القصيدة يلمح قوة وجزالة ألفاظ شاعرنا الجنوبي كما يبين عذوبة كلماته فهي بمجرد سماعها لأول وهلة فإن المستمع سيهضمها وسيحفظ النزر الكبير من أبياتها، ولعل الكثير لا يعلم أن هذه القصيدة رغم كل ما قلناه عنها من قوة فإن الشاعر محمد الجنوبي كان قد كتبها حين كان عمره لا يتجاوز 19 عاماً، وهو بذلك يفصح عن مكنونه الشعري غير العادي منذ نعومة أظفاره!!
دعونا نبحر في قارب الحب مع ربانه «الجنوبي» الذي هو الأعرف بفنونه فينساب قلمه الشجي فيسطره بأنامله الذهبية كلمات تدغدغ العواطف والمشاعر فيقول:
خلاص من حكم يا زين عزلنا
معاد لي في هواكم شف أو راده
اللي شبكنا معك يا حلو يخلصنا
يكفيني اللي حصل ما ستحمل زياده
٭٭
يوجه الشاعر في مستهل قصيدته كلامه إلى محبوبه ليؤكد له أنه اعتزل حبه بل ولم يعد راغباً فيه أو يريده، ويتمنى أن الأواصر التي ربطته مع حبيبه أن تنفصم لما لاقاه منه من جفاء فهو لا يتحمل المزيد، ورغم رغبة الشاعر الملحة بفك الارتباط إلا أنه لم يتجاهل صاحبه بل ناداه بأسلوب عشق حين وصفه بالحلو:
أظن في حبكم محد بغاصبنا
وأظن مانته بعد في حلقي قلاده
دور على غيرنا بلاش تتعبنا
في شرع الأجواد كل يتبع مراده
٭٭
وهنا تأكيد على أن الحب لا يأتي بالقوة والإكراه، فيطلب من صاحبه البحث عن شخص ثان يدخل معه الحب لأن الشاعر لا يريد التعب والعناء فالأعراف والتقاليد بين الأجواد تبين أن كل شخص حر في اختيار من يريد:
أول رغبناك يومك مثل راغبنا
ومن يطلب البعد حنا نطلب أبعاده
أيام كنا غشم ياما تكلفنا
ندور رضاك مهما تخلف العادة
٭٭
عملية الحب تبادل مشاعر وأحاسيس دافئة يسودها الاحترام ويغلب عليه العشق المتبادل، إلا أن الشاعر كان يجهل نواياه صاحبه ولا يعلم بحيله ومكره ويتعامل معه نية صافية ونتيجة لذلك خسر الشاعر، لكنه يؤكد في الشطر الثاني أن من يريد الابتعاد عن الحب فسوف يكون ردة الفعل من نفس الثوب وهو البعد:
واليوم أبشرك يا سيدي تعلمنا
وبدلت نوم الحزن بفراش ووسادة
اللي هويناه حصلناه وحصلنا
وارتاح قلبي على رغم حساده
يختم الشاعر أبياته بزف البشرى لمحبوبته بأنه تعلم الشيء الكثير من جراء ما وجده منه، وأنه بات ينام قرير العين بعد أن حصل على ما كان يهواه وبات مرتاحاً.
وطرح المعد بعض القصائد التي ذكر فيها الجنوبي اسمه ومن ذلك:
سألتها القلب صوبي
أو قصدكم تلعبوبي
قلت نعم يالجنوبي
قم رح بعزم وثبات
وقال أيضاً:
أبو سعد قال القلب شب نار
والعين يا ناس طولها السهر
وأورد المعد واحدة من القصائد المشهورة التي تغنى بها الفنان الشعبي بشير شنان وهي:
خلصت من جملة الخلان
أحسن لي أعيش وحداني
ما عاد أعاشر جميع انسان
يكفي العذاب الذي جاني
ما دامت اللي هويته خان
أخشى اتورط مع ثاني
هويت انا قايد الغزلان
واهديت له قرة اعياني
عملت له طيب واحسان
وبالهجر والغدر جازاني
حقيقة أنا الذي غلطان
وشلي بشخص تناساني
لابد ما ارجح الميزان
واعطيه من حيث معطاني
اتمنى تحوز على رضاكم
نقل الكم الروائع لبيك يالحد الجنوبي
لشاعر محمد سعد الجنوبي
|