02-21-2010, 10:29 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 8
|
تاريخ التسجيل : May 2009
|
أخر زيارة : 10-08-2013 (10:08 PM)
|
المشاركات :
1,210 [
+
] |
التقييم : 101
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
السعداء .. حقاً
يحكى أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال، ويملك جواداً وحيداً محبّباً إليه.. في يوم من الأيام فر جواده هذا. جاءَه جيرانه
يواسونه لهذا الحظ العاثر. فأجابهم بلا حزن:
وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟
وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد، مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة، فجاؤوه يهنئونه على هذا الحظ السعيد، فأجابهم بلا تهلل:
وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟
ولم تمضي أيام، وبينما كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية، سقط من فوقه، وكُسرت ساقه. وجاءوا إلى الشيخ يواسونه
في هذا الحظ السيء، فأجابهم بلا هلع:
وما أدراكم أنه حظ سيء؟
وما هي إلا أسابيع قليلة حتى أعلنت الحرب، وجُنّد شباب القرية، ولكن، أعفي إبن الشيخ من القتال، بسبب كسر ساقه،
فمات في الحرب شبابٌ كثر.
وهكذا، ظل الحظ العاثر يمهّد للحظ السعيد، والحظ السعيد يؤدي لحظ عاثر…. الى ما لا نهاية في قصتنا هذه. وليست
في القصة فقط، بل، وفي الحياة، لحد بعيد!
أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم، لأنهم لا يعرفون، على وجهة اليقين، إن كان فواته شراً خالصاً،
أم خيراً خفيا، أراد به الله أن يجنبهم ضرراً أكبر…
فلا يغالون، لا في الابتهاج ولا في الحزن،إنمـا يشكرون الله دائماً، على كل ما أعطاهم، فيفرحون بإعتدال، ويحزنون
على ما فاتهم، بصبر وتجمل.
هؤلاء هم السعداء حقاً… فإن السعيد هو القادر على تطبيق مفهوم الرضى بالقضاء والقدر، فيتقبل الاقدار بمرونة وايمان.
لا يفرح الإنسان لمجرد ظنـّه أن الحظ قد حالفه، فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء، والعكس بالعكس صحيح!
|
|
إن الذكرياتِ -هنا- ستبقى *** مع الأيام دوماً فى بقاءِ نعم فالذكـــرياتِ هنا ستبقى *** ولوصرنا غداً رهن الفناءِ لأن الـذكـــريات تُعـــدُّ عمـرا *** لنا هو قد يعيش بلا انتهاءِ
|